للمرة الأولى منذ أعوام عدة، تأثّر عيد الحب السويسري (السان فالنتاين) بالأوضاع السياحية الصعبة، التي تعانيها سويسرا من جراء قوة الفرنك السويسري برغم تراجعه أخيراً قليلاً أمام اليورو والدولار الأميركي.


برن: يختلف استقبال عيد الحب بين كانتون سويسري وآخر. إذ إن الاستعدادات للاحتفال به يوم الاثنين المقبل، تحاول المحافظة على لياقتها المعهودة، لا سيما في الكانتونات الواقعة في شمال سويسرا وقسم من جنوبها، ما عدا كانتون quot;تيسينquot;، المتحدث باللغة الإيطالية، الذي يعاني تآكل مقلق في الحركة السياحية داخله، التي تمثل 5 % من الناتج المحلي الإجمالي لهذا الكانتون.

من جانبهم، يرصد الخبراء انقلابًا في حركة السياحة. فحركة السياحة من سويسرا إلى الخارج، ما عدا منطقة الشرق الأوسط، من المتوقع أن تزدهر حوالي 23 % في الأسبوع المقبل. فالكثير من الموظفين السويسريين يربطون عيد السان فالنتاين بفترة راحة، تمتد بين 7 إلى عشرة أيام، من المفضل قضائها بعيداً من اجهاد العمل والمدن (في جبال الألب مثلاً) أو في الخارج، كما في أوروبا أو آسيا أو أفريقيا.

ومن المتوقع أن تتراجع حركة السياحة إلى سويسرا من 3 إلى 5 % مقارنة بالعام الماضي في الأسبوع المقبل. وفي ما يتعلق بحركة بيع ورود عيد الحب، فإن الطلبات عليها ما زالت عالية، ومن شأنها مساعدة المنتجين في quot;نفخquot; موازنات شركاتهم بغضّ النظر عن أوضاع الحركة السياحية المحلية.

في سياق متصل، يشير الخبير يورغ شميد لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن استقبال عيد الحب بتواضع، في سويسرا، لا علاقة له بالحركة التجارية المحلية التي تدور حول هذه المناسبة العاطفية. فإضافة إلى حركة بيع الورود الحمراء وشرائها، التي يقدرها هذا الخبير بأكثر من 3.7 مليون فرنك سويسري خلال هذا العام، فإن عيد الحب لا يخلو من هدايا من الأنواع كافة، تتسابق الأسواق المحلية على تأمينها للمستهلكين، كالأكسسوارات النسائية، التي باتت أسعارها مقبولة للجميع. في ما يتعلق بالإنفاق على عيد الحب، فإن الخبير شميت يقدره بمائة إلى ألف فرنك سويسري لكل فرد أو أسرة.

وينوه الخبير بأن المطاعم تحسب في سويسرا ألف حساب لعرض سلة من المنتجات بأسعار مغرية في ليلة عيد الحب، للتعويض عن بعض التراجع الذي طرأ على أعمالها، أخيراً. ولا يمكن التحدث عن أوضاع مثالية للاحتفال بعيد الحب في البلاد، لكن الطبقات الاستهلاكية السويسرية، بخاصة تلك الشبابية، لا تتمكن من الاستغناء عنه لشراء، على الأقل، هدية واحدة سنوياً لرفيق أو رفيقة الدرب.