مع تراجع حدة الاضطرابات الأمنية مؤقتاً الرامية إلى قلب ألوان الحكم في مصر رأساً على عقب، باشرت أبواب فروع الشركات السويسرية العاملة في مصر فتح أبوابها تدريجياً.


برن: بين الشركات السويسرية العاملة في مصر، نجد شركة quot;نستلهquot;، للأطعمة، وشركة quot;أي بي بيquot; (ABB)، المتخصصة في قطاع تكنولوجيا إنتاج الطاقة. ومع أن محركات الإنتاج، الموجودة في مصانع نستله في مصر عاودت دورانها، إلا أن فروع quot;أي بي بيquot; فتحت أبوابها حتى اليوم quot;شكلياًquot; من دون أن تتحرك آليتها الإنتاجية بعد.

من جانبهم، يعزو الخبراء السويسريون سلوك شركة quot;أي بي بيquot;، هناك، إلى حيرة تلف إدارات العديد من الشركات السويسرية، التي طالما راهنت على قوة اليد العاملة المصرية بشأن مستقبل مصر الأمني والسياسي.

يذكر أن شركة quot;نستلهquot;، مثلاً، تنتج على الأراضي المصرية منذ عام 1998. وهي تحتضن اليوم في مصانعها المصرية أكثر من 3 آلاف عامل مصري. مع ذلك، فإن الخطط الاستثمارية لشركة quot;نستلهquot; في مصر، المقدرة قوتها المالية في السنوات الثلاث المقبلة، بأكثر من 160 مليون فرنك سويسري، قد تصطدم بعقبات تتعلق بهوية القوى السياسية التي ستحكم مصر، إلى إشعار آخر.

على صعيد شركة quot;أي بي بيquot; العملاقة، التي تحتضن حوالي 1600 موظف، في مصانعها المصرية، فإن قرار إعادة تشغيل المحركات الإنتاجية هناك ينتظر تقويم من مدراء الشركة هنا في سويسرا الذين يريدون quot;نظرياًquot; تشغيل المحركات الإنتاجية المصرية بأسرع ما يمكن، إلى جانب رأي المسؤولين الحكوميين في العاصمة برن حول الموضوع وكل جوانبه وتكاليفه المالية والأمنية.

في سياق متصل، تشير الخبيرة نيكول كولير من وكالة التأمين على مخاطر الصادرات السويسرية (SERV)، إلى أنه يوجد أكثر من مائة شركة سويسرية لها أنشطة إنتاجية في مصر. وبرغم عدم تأثر حركة الصادرات نحو مصر حتى الآن بموجة العنف التي استهدفت بعض المدن المصرية الرئيسة أخيراً، إلا أن الخبيرة كولير غير واثقة من استمرار أنشطة عمالقة الإنتاج السويسريين، كما quot;نستلهquot; وquot;أي بي بيquot;، في مصر على الأمد الطويل.

ففي السنوات العشر الأخيرة، تآكل عدد المكاتب الرسمية للشركات السويسرية في مصر بنسبة تتخطى السبعين في المئة. وهذا أمر لا يبعث على التفاؤل مطلقًا.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة كولير بأن الأوضاع السياسية المقبلة في مصر ستقرر مصير ما يبقى من فروع سويسرية عاملة في مصر. وفي حال تحولت مصر إلى ما يشبه quot;العراق 2quot; أو إلى ديموقراطية سياسية يطغي عليها الطابع الديني المتشدد، كما هو حاصل اليوم في إيران، مثلاً، فإن الخوف الذي سيجتاح قلوب المسؤولين السويسريين، وفق رأي هذه الخبيرة، سيحضّ، حتى عمالقة الإنتاج منهم، على نقل جزء كبير من أنشطتهم المتبقية في مصر إلى دول أفريقية أخرى أو إلى تركيا مثلاً.