انخفض مؤشر ثقة المستهلك في الإمارات 4 نقاط منذ الربع الثالث 2010 ليسجل 97 نقطة خلال الربع الأخير، ما يضعها في المركز الخامس عشر عالمياً.


أبوظبي: أظهر استطلاع quot;نيلسنquot; أن مؤشر ثقة المستهلك في الإمارات العربية المتحدة قد انخفض 4 نقاط منذ الربع الثالث لعام 2010 ليسجل 97 نقطة خلال الربع الأخير، مما يضعها في المركز الخامس عشر عالمياً من حيث مؤشر ثقة المستهلك، لتخرج بذلك من قائمة الدول العشر الأكثر تفاؤلاً بعدما كانت مصنفة في المركز العاشر على مدار الأرباع الثلاثة الأخيرة من عام 2010.

ويرصد quot;مؤشر نيلسن العالمي لثقة المستهلكquot; ثقة المستهلك والمخاوف الرئيسية ونوايا الإنفاق لما يقارب 29 ألف مستهلك عبر الإنترنت في 52 دولة عبر آسيا المحيط الهادئ وأوروبا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأميركا الشمالية. ويزود مؤشر نيلسن معدلات تمثل آراء المستهلكين إزاء الوضع الاقتصادي الحالي، إضافة إلى النوايا والتوقعات المستقبلية، حيث تشير المستويات التي تتجاوز خط الأساس 100 إلى درجة التفاؤل.

وقد بدت نتائج ثقة المستهلك في نهاية عام 2010 أكثر تشاؤماً من بدايته تزامناً مع تبدد الأمل بالتعافي الاقتصادي في العالم في نهاية 2010، وانخفاض معدلات الثقة في 25 من أصل 52 دولة شملهم الاستطلاع في الربع الأخير. وساد قلق على نطاق واسع في ما يتعلق بالبطالة وتوفير فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف الخدمات، مما فرض على المستهلكين واقعاً قاسياً تبدد فيه أي أمل لتحقيق انتعاش اقتصادي مستدام.

وأوضحت سيفيل إرمين، المدير العام لشركة نيلسن في الإمارات العربية المتحدة أن quot;النتائج الإجمالية تظهر أن المستهلكين في الأسواق الناشئة أكثر ثقة من نظرائهم بالاقتصادات المتقدمة، حتى إن 9 دول من أصل قائمة الدول العشر الأكثر تفاؤلاً في العالم هي أسواق ناشئة.

ويرجع خروج دولة الإمارات من قائمة الدول العشر الأكثر تفاؤلاً في العالم إلى تسجيل 14 دولة على مؤشر الثقة 100 نقطة أو أكثر خلال الربع الأخير من 2010 مقارنة مع 11 دولة فقط العام الماضي. مع بقاء مستويات ثقة المستهلك في الإمارات العربية المتحدة على حالها بصورة عامة طوال عام 2010، أصبح ترتيبنا النسبي في المركز الخامس عشر على الصعيد العالميquot;.

وعلى الرغم من تراجع المخاوف إزاء الأمن الوظيفي في الإمارات العربية المتحدة (25% خلال الربع الأخير مقارنة مع 29% خلال الربع الثالث)، إلا أنه يبقى في مقدمة القضايا الملحة بالنسبة للمستهلكين في الدولة. كما إن توقعات المستهلكين حول مستقبل سوق العمل انخفضت لهذا الربع من السنة إلى 50% ممن قالوا إنهم بحالة جيدة أو ممتازة مقارنة مع 54% للربع الثالث.

وأضافت إرمين أن quot;المستهلكين في الإمارات نجحوا في تخطي تداعيات أزمة ديون دبي في الربع الأخير من 2009، لنشهد بعد ذلك طفرة سريعة في معدلات التفاؤل، وأصبح المستهلك الآن يترقب مؤشراً إيجابياً لمرحلة جديدةquot;.

وظل الوضع الاقتصادي ضمن المخاوف الرئيسية للمستهلكين في الإمارات على الرغم من تراجعه في الفترات الماضية (18% في الربع الأخير مقارنة مع 21% في الربع الثالث من 2010). كما أظهرت مخاوف أخرى ارتفاعاً بين المستهلكين في الإمارات شملت تعليم ورعاية الأطفال وزيادة فواتير الخدمات وارتفاع أسعار الطعام والوقود. ومن المثير للاهتمام، أن الإمارات كانت ضمن قائمة الدول العشر التي سجل فيها الاستطلاع أعلى نسب من المستهلكين (7%) الذين لم يكن لديهم أي مخاوف رئيسة على مدار الأشهر الستة المقبلة.

وفي الإمارات العربية المتحدة، يعتقد 69% من المستهلكين أنهم في مرحلة ركود اقتصادي، إلا أن ثلثهم فقط يعتقد بأن الدولة ستتعافى من هذا الركود خلال السنة المقبلة. وأظهر الاستطلاع أيضاً أن حوالي 68% من المستهلكين غيروا عادات الإنفاق للتوفير في المصروفات المتعلقة بمتطلبات المنزل.

وتابعت إرمين موضحةً أن quot;معدلات الإنفاق لدى المستهلكين في الإمارات ما زالت بعيدة عن مستويات ما قبل الركود، حيث اختار 46 % أن يدخر الباقي من الدخل بعد تغطية مصاريف العيش الأساسية، في حين فضل 30% تسديد ديونهم بها. واستمر المستهلكون في الإمارات بالتصرف بشكل عملي حيث تبنوا استراتيجيات للتأقلم من خلال تغيير عادات الإنفاق على أساسيات الحياة والإنفاق التقديريquot;.

ومن جملة التدابير التي اتخذها المستهلكون في الإمارات، نذكر خفض نسبة الإنفاق على الألبسة والترفيه والمكالمات الهاتفية والوجبات السريعة، إضافة إلى الحد من تكاليف الترفيه في المنزل والتوجه إلى شراء البقالة من علامات تجارية تقدم منتجات أقل سعراً.

على الصعيد العالمي، بقي مؤشر نيلسن لثقة المستهلك في نهاية 2010 ثابتاً عند النقطة 90 منذ الربع السابق، واختتم السنة بتراجع نقطتين عن بداية العام. وتشير النقطة 90 إلى أنه وبالرغم من خروج العديد من الدول من الركود الاقتصادي بشكل رسمي، إلا أن المستهلكين في المناطق كافة يشعرون أن الأزمة المالية شديدة أكثر من أي وقت مضى خلال مرحلة الركود الاقتصادي العالمي.

وخلال الربع الأخير من 2010، وجد المستهلكون أنفسهم مع منسوب دخل أقل من أي وقت مضى. وما زال العديد من المستهلكين يتبعون أسلوب حياة حذر، مما يحد من الطلب والإنفاق المحلي، استعداداً لاستقبال عام جديد يتوقع أن تكون معدلات نموه ضئيلة.

أما إقليمياً، فقد جاءت أميركا اللاتينية في المرتبة الأولى بين أكثر المناطق تفاؤلاً في العالم بمعدل 100 نقطة لهذا الربع، وتبعتها آسيا المحيط الهادئ بـ97 نقطة، ثم الشرق الأوسط وأفريقيا بـ89 نقطة، بينما اختتمت أميركا الشمالية عام 2010 مع مؤشر ثقة بلغ 83 نقطة. من جهة أخرى، سجلت أوروبا 78 نقطة ليجعلها ذلك المنطقة الأكثر تشاؤماً في العالم.

وبلغ المؤشر في دول أخرى مثل الهند 131 نقطة، والفلبين 120 نقطة ليحتلوا بذلك مكانة الدولتين الأكثر تفاؤلاً في العالم للربع الأخير من 2010. كما سجلت سويسرا وتركيا أعلى طفرة في معدلات ثقة المستهلك خلال السنة، بينما تم تصنيف كل من البرتغال (45 نقطة)، وكرواتيا (45 نقطة)، واليونان (52 نقطة) أكثر الدول تشاؤماً في العالم.