إرتفع سعر برميل النفطاليوم الإثنين إلى ما فوق 105 دولارات في مستوى لم يسبق أن سجله منذ نهاية سبتمبر 2008، وذلك بعد اجتياح موجة الإحتجاجات مدناً ليبية جديدة وإتساع رقعتها مناهضة للنظام الليبي.

إيلاف: قفز سعر برميل النفط اليوم الاثنين الى ما فوق ال105ـ دولارات في لندن في مستوى لم يسبق ان سجله منذ نهاية ايلول/سبتمبر 2008 مدفوعا بالمخاوف حول إمدادات الذهب الاسود التي تغذيها اعمال العنف في ليبيا.

كما إرتفع سعر خام برنت، فى بورصة نيويورك للعقود التجارية، بمقدار 3,71 دولارات، ما يعادل 21,7 جنيه، بنسبة 4,1% ليستقر عند مستوى سعرى 93,42 دولارا للبرميل، وذلك في التعاملات الإلكترونية.

ويأتي هذا الإرتفاع الذي لم يشهده النفط منذ العام 2008، بعد تصريحات لسيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي، بأن الأحداث الجارية الآن في عدة مدن ليبية والحرب الأهلية التي من الممكن أن تندلع في وقت وشيك، من شأنها أن تهدد ثروات البلاد النفطية، حسبما ذكرته quot;بلومبرجquot; الإخبارية الأميركية، في تقرير على موقعها الإلكتروني.

ولا تزال حصيلة قمع التظاهرات في ليبيا تتفاقم وتجاوزت 230 قتيلاً في أقل من أسبوع بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان، في حين حذر سيف الاسلام، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يطالب المتظاهرون برحيله، بأن البلد بات على شفير حرب أهلية.

وقد ذكرت وكالة الطاقة الدولية أنها أعلنت حالة التأهب في مؤسساتها، لضمان توريد النفط من احتياطياتها في حال تقليص حاد في توريدات النفط من ليبيا، وذكر مصدر في الوكالة أن صادرات النفط من ليبيا تراجعت بنحو 50 ألف برميل اليوم.

وتجدر الإشارة إلى أن الجماهيرية الليبية تمتلك أكبر إحتياطيات نفطية فى القارة الأفريقية، حيث ارتفع الانتاج اليومي من البترول إلى 1,6 مليون برميل يوميا، في يناير الماضي، بما يعادل 8% من استهلاك الولايات المتحدة الأميركية من الطاقة.

ويؤكد أندريي كريتشنكوف، محلل اقتصادي في مجموعة quot;فى تى بىquot;، أن إنتاج ليبيا من البترول يتراوح بين 1,5 ndash; 1,6 مليون برميل يوميا، والاضطرابات السياسية الحالية تثير مخاوف بشأن مستويات السعر الحالية، ما يدفعها في الاتجاه الصعودي، حتى تستقر الأوضاع وتتضح الرؤية السياسية، وتهدأ أسعار الذهب الأسود.

وقد تأثرت أسعار البترول صعوداً وهبوطاً، هذا العام بسبب الاضطرابات السياسية التي انتشرت في دول منطقة الشرق الأوسط، منها مصر بسبب عبور ناقلات البترول العملاقة في أهم الممرات المائية العالمية quot;قناة السويسquot; والمخاوف بشأن تأثر الإمدادات النفطية، وتبعتها الأحداث في ليبيا وأيضا مملكة البحرين بسبب الأغلبية الشيعية.

وأيضا إيران، ثاني أكبر منتج للنفط داخل منظمة الدول المصدرة للبترول quot;أوبكquot; وتنتج نحو 3,72 ملايين برميل يوميا، تعتبر من الدول المرشحة لانتقال عدوى الاحتجاجات والتظاهرات، وتتزايد مخاطر انعكاس هذه الأحداث على سعر برميل البترول ودفعه في الاتجاه الصعودي، حسبما قال بن ويستمور، الخبير الاقتصادي، في شؤون المعادن والطاقة ببنك أستراليا الوطني، في مقابلة مع quot;بلومبرجquot;.

والجدير بالذكر أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنتج نحو 36% من إجمالى إنتاج العالم من النفط، ونحو 61% من إجمالي احتياطيات العالم البترولية المؤكدة.