يُجمع المراقبون السويسريون على أن ارتفاع أسعار النفط جعلت الأزمة الليبية تتوغل إلى قلب البورصة السويسرية.
برن: يُجمع المراقبون السويسريون على أن ارتفاع أسعار النفط جعلت الأزمة الليبية تتوغل إلى قلب البورصة السويسرية. كما إن الأوضاع في أفريقيا الشمالية بدأت تتحكم بأحوال أسواق المال حول العالم.
في ما يتعلق بالبورصة السويسرية quot;سويس ماركت اندكسquot; (SIX) فإن أداءها السلبي لغاية نهاية الأسبوع طغى على حسناتها. لا بل نستطيع القول إن البورصة السويسرية خسرت حوالي 2.7 % من قيمتها في خمسة أيام فقط. ولا يعود ذلك إلى الخسائر المسجلة خلال التداولات التجارية المباشرة مع ليبيا.
إذ إن الارتفاع في برميل النفط يسبب خللاً في سياسة التعامل بين الشركات. فكل شركة تخطط لاستراتيجية مستقلة، لأسهمها وسلعها المعروضة للبيع في الخارج.
من جانبهم، يبتعد المستثمرون السويسريون قليلاً عن الاستثمار في الذهب أو أي معدن ثمين آخر. هذا ما يؤكده لنا إقبالهم المكثف على شراء أسهم الشركات السويسرية من دون بيعها راهناً. هنا، يتوقف خبراء البورصة للإشارة إلى أن خطوة المستثمرين هذه دفاعية بحتة.
وبين الأسهم المفضلة، التي اختارها المستثمرون، نجد أسهم شركة quot;نستلهquot; الغذائية وquot;روشquot; السويسرية الصيدلانية وquot;نوفارتيسquot; التي خسرت قيمة سهمها حوالي 5.6 % كي تعود إلى وضع ربحي جيد (زيادة بنسبة 1.6 %).
بالنسبة إلى أسهم بعض الشركات النفطية فإن أوضاعها غير جيدة حالياً. والغريب في الأمر أن أسهم هذه الشركات، برغم وصول سعر برميل نفط quot;برنتquot; الى 111 دولار أميركي، لم تقنع المستثمرين بعد. فها هي شركة quot;ترانس أوسيانquot; النفطية السويسرية تعاني أداء سيئًا لسهمها، يتوقع له الخبراء المزيد من الصعوبات. وإن بقينا، دوماً، في ساحة السوق المالية في مدينة زوريخ، لوجدنا أن سعر سهم شركة quot;بتروبلوسquot; النفطية تراجع في نهاية الأسبوع أكثر من 12 %، يليه سهم شركة (Weatherford) الذي تراجع نحو 9 %.
في سياق متصل، يشير الخبير مارك أدلير لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن الأسواق المالية، إن كانت سويسرية أم لا، تحتاج استراحة قصيرة ومنعشة، بعيداً عن الأحداث الدولية، كي تتمكن من التفكير بصورة خالية من الضباب. بيد أن سرعة الأحداث لا تفسح هذا المجال اليوم.
بالنسبة إلى بورصة زوريخ، ينوه الخبير أدلير بأن قيمتها قفزت من 6000 نقطة، في شهر يوليو (تموز) من عام 2010 الى 6700 نقطة في الوقت الحاضر. مع ذلك، فإن هموم ومخاوف المستثمرين، ومن ضمنهم العديد من أغنياء الخليج الذين نقلوا أعمالهم الى الخارج كما سويسرا ولوكسمبورغ وإمارة ليشتنشتاين، تؤثر مباشرة على أداء البورصات. فالبدائل الاستثمارية أضحت محدودة، وغير متوافرة مطلقًا للبعض.
علاوة على ذلك، يرى الخبير أدلير أن المملكة العربية السعودية مؤهلة كي تحلّ محل ليبيا من حيث ضمان التجهيزات النفطية الضرورية للدول الغربية، في حال قررت حكومة طرابلس الغرب تضييق الخناق على صادراتها النفطية. مع ذلك، يعتقد الخبير أن استبدال المملكة العربية السعودية بليبيا، ولو مؤقتاً، من شأنه رفع أسعار برميل النفط إلى حد أبعد قد يتخطى 160 دولار أميركي في البرميل.
التعليقات