يعتبر الاقتصاد الفنزويلي دافيد فاليسكي من افضل المتحدثين عن العلاقات الاقتصادية التي تجمع بين فنزويلا وايران، فهو يصدر بشكل منتظم تحليلات اقتصادية عن العلاقات بين البلدين عبر مراقبته لاكثر من عشر سنوات لهذه التطورات والمراحل الجديد التي دخلت فيها.


سان خوسيه: في تحليله يشرح هذا الاقتصاد السبب الذي يجعل ايران احد اهم الشركاء لفنزويلا في الشرق الاوسط فيقول، تمكنت فنزويلا وايران على الاصعدة السياسية والاقتصادية والطاقوي من بناء علاقات وثيقة جدا لان هدفهما الاولي هو التقارب فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، وبالدرجة الاولى فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا، لان كل بلد يريد مساندة الاخر في التطور الحاصل لديها. عدا عن ذلك فان فنزويلا وايران توفران الظروف من اجل تدعيم العلاقات بين الجنوب والجنوب والعمل المشترك بين الكتل في اميركا الجنوبية مثلا بين بلدان كتلة بوليفار واتحاد البا وبلدان في الشرق الاوسط، ويمكن لايران بالطبع افادة الشركاء في القارة الاخرى بما لديها من تطورات على اصعدة كثيرة خاصة تكنولوجية.

وعن استفادة الطرفين من هذا التعاون يذكّر الاقتصاد الفنزويلي بالعقود الوفيرة والاتفاقيات الصناعية التي ابرمت بينهما، منها على سبيل المثال لا الحصر بناء ايران بالتعاون مع القطاع الصناعي الفنزويلي مصانع لانتاج الاسمنت والسيارات ومصنع لانتاج التركتورات الزراعية. كما تملك ايران خبرة طويلة في مجال التطور الصناعي التي يمكن لفنزويلا ان تستفيد منه. ويوجد بين البلديين تعاون في مجال الزراعة وانتاج الطاقة واستخراج الغاز الطبيعي والنفط. وفي العام المقبل سوف تبدأ ايران في اطار اتفاقية التعاون بين البلدين بمد ايران فنزويلا بعشرين الف برميل من البنزين يوميا، ما يدعم حجم التبادل التجاري الثنائي الذي يصل حاليا الى اكثر من خمسة مليارات دولار سنويا.

ولقد سمح هذا التطور باسناد عقود الى شركات ايرانية من اجل بناء عشرة الاف وحدة سكنية في مدن فنزويلية مختلفة، لكن المشروع الاهم لهذ العام هو انشاء خط جوي للخطوط الجوية الايرانية سيوفر رحلات خاصة لرجال الاعمال مباشرة من طهران الى كاركاس، ليكون مكملا للخط الذي يربط رحلات شركة الطيران الفنزويلية كون فياس من كاراكاس الى طهران عبر دمشق. وبرأي الاقتصادي فان هذا التحديث في الرحلات الجوية سوف يزيد من حجم التبادل التجاري بين البلدين، فبدلا من الشحن عبر شركات اجنبية وعن طريق بلد ثالث يمكن للبلدين الشحن مباشرة، ما يجعل اسعار الشحن اقل بكثير مما كان عليه في السابق، كما تتم حاليا دراسة عقود للتجارة الحرة بين البلدين اضافة الى معاهدات بين موانئ البلدين من اجل الشحن البحري.