انطلاقة جديدة لمنتدى جدة الاقتصادي خاصة بعد القرارات الأخيرة التي أصدرها العاهل السعودي، حيث أكد البعض أن قرارات المملكة لا تؤثر فقط على الوضع المحلي وإنما على الوضع الاقتصادي العالمي.


أمل إسماعيل من جدة: سجل أمير منطقة مكة المكرمة حضورًا مميزًا في منتدى جدة الاقتصادي، ورحّب بالمشاركين من مختلف بقاع العالم، ليعطي إشارة بدء انطلاق الحدث العالمي الكبير، متمنيًا أن تتلاقح الأفكار وتتجمع الرؤى لخدمة أهم القضايا الاقتصادية العالمية، وخصوصاً قضايا منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أهمية الموضوعات المطروحة والمحاور التي سيجري مناقشاتها خلال الجلسات العلمية الـ 12 التي تشهدها الأيام الثلاثة المقبلة.

لم يخل افتتاح منتدى جدة الاقتصادي من تأثيرات الفرح بقرارات العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخيرة. حيث أكد أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن أن قرارات المملكة لا تؤثر فقط على الوضع المحلي، وإنما على الوضع الاقتصادي العالمي، وأن تصريحات العاهل السعودي ينظر العالم إليها بكل دقة وإنصات، والقرارات الأخيرة تتحدث عن نفسها.

مضيفا أن منتدى جدة الاقتصادي أصبح عالميًا، وكل مخرجاته تعطي مؤشرًا مهمًا للعالم على التوجه العام، خاصة أن السعودية تعتبر المصدر الأول والأساسي للنفط.

بالمثل هنئ الأمير تركي الفيصل نفسه والسعوديين بعودة منتدى جدة الاقتصادي، حيث يلعب دوراً مهماً في الانفتاح على العالم كله مؤكدًا أن هذا المنتدى يمثل النشاط الاقتصادي الرائد.

كما رأى الدكتور محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي المنتدى سيكون انطلاقة جديدة خاصة بعد القرارات الأخيرة التي أصدرها الملك عبدالله أول من أمس، مؤكدًا أنه أثبت ريادته في العمل الاقتصادي، خصوصًا انه يتناول الحلول التي تواجه الاقتصاد العالمي ككل، مضيفًا أن تجربة المملكة العربية السعودية في مجموعة العشرين رائدة في أعقاب الأزمة المالية العالمية حيث كانت المملكة من الدول التي تنبهت للمخاطر الموجودة في الأسواق المالية وأخذت حذرها وعملت بشكل جيد جدًا.

وكشف رئيس غرفة جدة صالح كامل عن إنشاء صندوق وقفي للمنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر والأسر المنتجة بقيمة 200 مليون ريال، حيث تم طرحها على أصحاب الأعمال في جدة، وقد جمعنا حتى الآن 61 مليون ريال من أصل المائة، إلى جانب إنشاء شركة فرص السعودية برأس مال 200 مليون ريال، وهي شركة رأس المال المبادر، مهمتها البحث عن فرص الاستثمار وتهيئتها وترخيصها، مشيراً إلى أن الخطط والبرامج التي وضعت وجهزت في هذا الشأن ستولد هذا العام 50 ألف فرصة عمل.

كما أكد وزير التجارة والصناعة عبد الله زينل علي رضا أن المنتدى أصبح سمة من السمات المميزة لنشاط قطاع الأعمال في المملكة، وقال إن العولمة الاقتصادية أدت إلى حرية التبادل التجاري بين دول العالم، ولهذا فإن نجاح اقتصاد أي دولة من الدول يعتمد في مقدرتها على إيجاد الآليات والأنظمة لاغتنام الفرص التي تنتج من العولمة، المتمثلة في فتح الأسواق العالمية أمام منتجاتها المختلفة دون قيود.

وأوضح زينل أن من نتيجة العولمة الاقتصادية تأثر الاقتصاد العالمي إيجاباً أو سلباً بما يدور حولنا في دول العالم من أحداث سياسية واقتصادية وبيئية، ولكن التأثير السلبي لهذه الأحداث يكون أقل في الدول التي توافرت لها مقومات الصمود أمام مثل هذه التحولات.

وقال إن العالم واجه تراجعاً في الطلب على السلع والخدمات خلال العامين الماضيين وإن كثيراً من البلدان استسلمت للضغوط المحلية وبدأت في تطبيق إجراءات وتدابير حمائية للتجارة، الأمر الذي انعكس سلباً على بعض صادرات المملكة من هذه الممارسات، ونحن كأعضاء في مجموعة العشرين عملنا على عدم السماح لهذه الممارسات الحمائية.

مؤكدًا أن الإصلاحات التي اتخذتها المملكة ما كان أن يكتب لها النجاح لولا ثقة الشعب بصفة عامة والفعاليات الاقتصادية بصفة خاصة بالقرارات التي اتخذتها الدول وتفاعلهم معها لحل المشكلات الاقتصادية.

بالمثل أكد رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان أهمية منتدى جدة الاقتصادي الذي يناقش أحد أهم الموضوعات التي تهم العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص في ظل التغييرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.

مضيفاً أن منتدى جدة ينعقد الآن، راجيًا أن تكون الدورة الحادية عشرة وسيلة خير للمنطقة العربية والمنطقة والعالم الإسلامي، موضحًا أن اختيار عنوان المنتدى الاقتصادي هو تحولات القرن الـ21 وتأثيرات القوى الاقتصادية عليها كان اختياراً صحيحاً، متذكرًا مشاركاته في المنتدى عام 2006 و2007 واصفًا إياها بالمهمة جداً، حيث جمع بين الأفكار والأعمال وهدف إلى التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل والتوظيف انطلاقاً من جدة والمناطق.

الجدير بالذكر أنه شارك في حفل الافتتاح عدد من أبرز رجالات الدولة والأمراء والمسؤولين وأصحاب الأعمال والمفكرين وخبراء الاقتصاد، إضافة إلى أكثر من ألفي شخص من المهتمين بالشأن الاقتصادي، وكرم الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز في نهاية حفل الافتتاح الرعاة والمنظمين والشركاء.