يلفت الخبراء السويسريون الأنظار نحو ما يحصل اليوم، من مد وجزر، في أسواق المواد الأولية، ومن ضمنها النفط والغاز. في الوقت الحاضر، يرى هؤلاء الخبراء أن أسعار المواد الأولية لها دور محدود في مسار أسعار المنتجات الاستهلاكية. ينبغي استثناء أسعار النفط التي تؤثر مباشرة على أسعار البنزين الذي يتمتع بصلة وصل مباشرة مع أسعار المنتجات الاستهلاكية. بالنسبة لأسعار المواد الأولية الأخرى، خارج النفط، فان معظم تقلباتها منوطة بتكاليف الأيدي العاملة، وربما عوامل أخرى لا علاقة للتضخم المالي بها!


برن:رغيف الخبز ينتمي، بدوره، الى قطاع المواد الأولية. بالنسبة لتكلفة الحنطة، مثلاً، فان كل بوشل منها، أي 45 كيلوغرام يُستخدم، اليوم، لانتاج حوالي 28 كيلوغرام من الخبز. وفي الآونة الأخيرة، يُباع كل بوشل من الحنطة، في سويسرا، لقاء عشرة فرنكات سويسرية. وبرغم ارتفاع سعر الحنطة الا أن هذه الزيادة تستأثر ب12 في المئة فقط من سعر الخبز المُباع!

في ما يتعلق بأسعار بيع المواد الأولية، بالجملة، تشير الخبيرة فالنتينا بيتريني لصحيفة ايلاف الى أن لهذه الأسعار مفعول محدود على أسعار المواد الغذائية. ويغيب هذا المفعول، بصورة شبه كلية، لو نظرنا الى المؤشر العام للأسعار الاستهلاكية، حول العالم. على صعيد ما يحصل في الولايات المتحدة الأميركية، مثلاً، فان الارتفاع اللافت لأسعار المواد الأولية يواكبه تضخم مالي، متواضع نسبياً، على غرار ما يجري في الأسواق السويسرية.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن أسعار النفط ينبغي تحليلها على حدا. اذ ان النفط مادة أولية، بامتياز، يتم تحديد أسعاره، على المدى القريب، عبر قوة الطلبات عليه. بمعنى آخر، فان أي تباطوء، على المدى القريب، يطرأ على عروض النفط يعمل على زيادة سعر برميل النفط، أوتوماتيكياً. لكن، بالنسبة لعروض النفط المتأتية من المملكة العربية السعودية، فانها ماضية قدماً من دون أن تتأثر بالأحداث الامنية والعسكرية العربية.

بالطبع، فان الحرب على ليبيا ستؤثر على نوعية وكمية النفط المتداول بها، عالمياً، بما أن ليبيا تمتلك أفضل نوعية للنفط، في العالم، وفق رأي الخبيرة بيتريني. علاوة على ذلك، فان الخبيرة تشكك في نوايا المملكة العربية السعودية، بشأن رغبتها في زيادة الانتاج النفطي لديها في الأسابيع القادمة، بما أن التجهيزات النفطية الليبية نحو الخارج ستتوقف، بصورة شبه كاملة، في الأيام القادمة.