بغداد: لن يكون بوسع العراقيين الابتعاد عن معاناة من الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي خلال الصيف القادم بعد ان أعلنت الحكومة رسميا أنها غير قادرة على توفير سوى 8 ساعات من التيار يوميا وعلى العراقيين التحلي بالصبر وترشيد الاستهلاك لكن هذا الحال قد يتغير نحو الأفضل العام المقبل. ومنذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 تفاقمت معاناة العراقيين جراء انخفاض مستويات انتاج الطاقة الكهربائية إلى أدنى مستوياتها بعد تعرض المحطات لاعمال عسكرية فضلا عن عدم قدرة الحكومات المتعاقبة بعد الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين على حل هذه الأزمة.


وتبلغ معدلات انتاج الطاقة الكهربائية في العراق حاليا 6 الاف ميغاواط اضافة الى 1000 ميغاواط يتم استيرادها من دول الجوار. وسيضطر العراقيون إلى الاستعانة بقدراتهم الذاتية على توفير الكهرباء لـ16 ساعة من خلال شراء الكهرباء من القطاع الخاص أو من مولدات كهربائية صغيرة ستشكل عبئا على أوضاعهم المعيشية. وأعلن رعد شلال وزير الكهرباء في تصريح صحافي إن وزارة الكهرباء لديها ثلاث خطط الأولى قصيرة الأمد وتتضمن نصب 50 محطة توليد طاقة المحطة الواحدة 100 ميغاواط لسد الفجوة بين العرض والطلب لعام 2012 وأن الخطة ستظهر بوادرها في شتاء 2011'. واضاف 'أدعو المواطنين إلى الصبر أكثر وترشيد الاستهلاك'.


وترتفع درجات الحرارة في العراق ابتدءا من شهر أيار/مايو بالتدريج لتصل ذروتها في شهر تموز/يوليو لتصل إلى أكثر من 50 درجة مئوية في صيف طويل يستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر. وأضاف أن 'الصيف المقبل لن يشهد تحسنا ملحوظا إلا أنه سيكون أفضل من صيف 2010 نسبيا بعد إدخال 1515 ميغاواط للخدمة ضمن منظومة الكهرباء الوطني وأن الوزارة إذا نجحت في استيراد كهرباء من تركيا عبر سورية فأن التجهيز سيزداد ساعة واحدة ليصبح تسع ساعات'. وقال الوزير 'أن صيف 2012 سيشهد تجهيز المناطق بـ16 ساعة كهرباء حيث سيتم التعاقد بعد أيام معدودة مع شركة تركية على نصب ست وحدات في موقع محطة الكيارة الغازية في الموصل طاقة كل وحدة 125 ميغاواط اي ان الطاقة الاجمالية للمحطة ستكون 750 ميغاواط فضلا عن التعاقد قريباً مع شركة صينية لاضافة وحدتين بخاريتين في محطة الزبيدية البخارية في محافظة واسط التي تقوم ذات الشركة ببنائها حاليا'.


وقال الوزير العراقي إن 'إنتاج الكهرباء للصيف المقبل سيصل إلى 7 آلاف ميغاواط منها 1000 ميغاواط مستوردة من دول الجوار وأن هناك مفاوضات مع تركيا لتجهيز العراق بكميات إضافية من الكهرباء عن طريق سورية'. ويلجأ العراقيون الى شراء امبيرات من الطاقة الكهربائية من مولدات يملكها القطاع الخاص بأسعار تتراوح بين 10 آلاف - 25 الف دينار للامبير الواحد فضلا عن جميع الشركات والمؤسسات والمصارف والمحال والاسواق تستعمل هي الاخرى مولدات كهربائية لسد متطلباتها من الكهرباء تنقل عبر شبكة عنكبوتية لا مثيل لها في العالم تغطي سماء الأزقة والشوارع بشكل ملفت وعشوائي غير منظم.
والى جانب هذه المولدات هناك مصدر ثالث وهو مولدات صغيرة تمتلكها غالبية العوائل العراقية يتم تشغيلها للحصول على طاقة كهربائية محدودة حيث تشكل هذه المولدات ضجيجا كبيرا في الأحياء السكنية وخاصة خلال فترة الليل حيث لا يعلو صوت على صوتها.


وقال وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي إن '25' من انتاج البنزين وزيت الغاز في العراق يذهب إلى تشغيل المولدات الكهربائية المملوكلة من قبل القطاع الخاص او التي في المنازل'.
وأضاف 'اننا نقوم حاليا بتجهيز أصحاب المولدات حاليا بمعدل 8-10 ساعات تشغيل يوميا وان لدى الوزارة خطة للصيف المقبل تقوم على تجهيز اصحاب المولدات في القطاع الخاص وبما يمكنهم من تشغيل المولدات لنحو 12ساعة تشغيل يوميا'. ولايزال العراقيون يترقبون الوعود التي تطلقها الحكومة العراقية لانهاء هذه الازمة التي ستبقى متلازمة معهم الى منتصف عام 2015 حيث تقول الحكومة انها ستصل الى مستويات كبيرة من انتاج الطاقة الكهربائية مشابه لحالها في مطلع الثمانينات وتنتهي الأزمة الى الأبد.