تحديد مصير المشاريع المهمة بين الدول ليس مرهوناً فقد برصد الملايين بل وأيضاً بخارطة موقعها الجغرافي.

برلين: برهن الكثير من المشاريع المهمة بين الدول ان تحديد مصيرها او امكانية تنفيذها ليس مرهونا فقط برصد الملايين بل وايضا بخارطة مواقعها الجغرافية وبالتحديد في اي الاراضي تمر، وهذا ينطبق على وضع انبوب South Stream لنقل الغاز الروسي الى اوروبا، ليضاف الى انابيب نقل غاز اخرى مثل انابيب نابوكو تحتاجها بلدان اوروبية صناعية مثل المانيا وفرنسا وايطاليا. اذ ان هذا المشروع الذي رصدت له مئات الملايين مهدد بالفشل بسبب موقف تركيا منه. فروسيا لم تحصل حتى الان على موافقة حكومة انكرا من اجل مد الانابيب، ما اقلق موسكو وبرلين وغيرها على مصير المشروع، وتتحدث اوساط روسية والمانية مطلعة بان روسيا تفكر بالتخلي عن المشروع.

فمنذ شهر تشرين الاولى( اكتوبر) عام 2010 تمتنع تركيا عن اعطاء موافقتها بالسماح بمد انابيب الغاز لمشروع ساوث ستريم على طول شواطئها، وهذا يعتبر جزءا مهما من المشروع، وعندما التقى الرئيس الروسي ديمتري مدفيدييف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان منتصف هذا الشهر لم تخرج عن المحادثات بينهما اي نتيجة تذكر كي ينفذ المشروع. فتركيا لا تريد اعطاء موقف نهائي الا اذا قدم اتحاد شركات غاز بروم الروسي صاحب المشروع وثائق اضافية عنه، لكن ادارة غاز بروم ترد بالقول لا يمكن تقديم وثائق اضافية ما لم يوضع تحقيق عن قاع البحر حيث ستمد الانابيب. وكانت السلطات التركية قد اكدت بعد مفاوضات طويلة دامت شهر مع غاز بروم على ان بامكان الاخيرة البدء نهاية شهر ايار( مايو) بعملية استكشاف البحر امام الشوطئ التركية.

وحيال هذا الموقف التركي وعدم توفر السماح لغاز بروم بالعمل تفكر الحكومة الروسية حسب مصادر في المانيا المشاركة بدورها في المشروع وسوف تستفيد من الغاز الروسي، تفكر ببديل اقل تكاليف لمشروع انابيب ساوث ستريم، واستبداله بمعدات غاز سائل ينقل عبر البحر الاسود بسفن وناقلات الغاز كما الحال مع ناقلات النفط.

الا ان الطرف الروسي يعتبر المطالبة التركية ليست سوى حسابات صرفة، فهدف تركيا الاساسي استيراد غاز روسي بسعر منخفض، وهذا الوضع فجر قبل اكثر من عامين مشكلة كبيرة بين روسيا واوكرانيا التي طالبت موسكو ايضا برسوم مرور للانابيب في اراضيها الى اوروبا.

وحاجة اوروبا الملحة للغاز الروسي دفعت البعض الى نفي ما يرد بان غاز بروم قد تستغني عن مشروع South Stream بالكامل، لكن كريستيان دولسول رئيس الاتصالات في الاتحاد الاوروبي لمشروع انابيب الغاز نابوكو يعتقد بان الغاز الروسي سوف يتغير اتجاهه الان ويسير عبر مشروع نابوكو طالما ان التجهيزات كي يباشر بالعمل شبه متنهية ولا يمكن لتركيا بعد ذلك الا الموافقة عليه.