برلين: دشنت ألمانيا يوم الخميس ثاني مزرعة لإنتاج طاقة الرياح في بحر الشمال في ظل تزايد الصخب حول إقامة المزيد من محطات طاقة الرياح وإغلاق كل محطات الطاقة النووية في ألمانيا في أسرع وقت ممكن. أقيمت مزرعة رياح 'بارد أوفشور1' على بعد 90 كيلومتر شمال غرب مدينة بوركوم. وتوصف المحطة بأنها أول محطة تجارية لطاقة الرياح في ألمانيا تقام في المياه العميقة. تحصل محطات طاقة الرياح في ألمانيا على إعفاءات ضريبية من الحكومة. كانت محطة 'ألفا فينتوس' قد دشنت العام الماضي وحصلت على تمويل حكومي للأبحاث الخاصة بها واعتبرت مشروعا تجريبيا. وقد أعلن فيما بعد عن تعطل توربينين من توربينات هذه المحطة.


وقد أقيمت مزرعة رياح 'بارد' على قواعد خرسانية في مياه عمقها 40 مترا. ويعمل حاليا 11 توربينا من بين 17 توربينا في المحطة. وعندما تكتمل المحطة بتنصيب 80 توربينا ستصل طاقتها الإنتاجية الاسمية إلى 400 ميغاوات وهو ما يكفي لتوفير احتياجات 400 الف منزل من الكهرباء. وتحظى فكرة إقامة مزارع الرياح في أعماق البحار بتأييد شعبي في ألمانيا لآن الألمان يعتبرون إقامة طواحين الهواء المستخدمة في إنتاج الكهرباء على الأرض تشويها للمنظر الطبيعي. ولكن إقامة هذه المزارع البحرية ينطوي على صعوبات كبيرة وتكاليف عالية. كان قطاع طاقة الرياح في ألمانيا قد أعلن قدرته على تعويض أي نقص في إمدادات الطاقة يمكن أن ينجم عن وقف تشغيل محطات الطاقة النووية'إذا تخلى المحافظون عن'معارضتهم لوضع توربينات الرياح على سواحل ألمانيا.


كانت ألمانيا قد أوقفت 8 محطات من بين 17 محطة نووية لديها عن العمل منذ كارثة محطة فوكوشيما النووية في اليابان التي تعرضت لأضرار جسيمة بسبب كارثة الزلزال وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي ضربت شمال شرق اليابان. وقال مسؤولون ألمان إن لجنة مراجعة ملف الطاقة النووية التي تعمل حاليا ولمدة ثلاثة أشهر قد تنتهي إلى إقرار تسريع وقف تشغيل المحطات النووية في ألمانيا بالكامل. وفي معرض هانوفر الدولي للآلات الذي افتتح أبوابه الاثنين الماضي قال اتحاد صناعة توربينات طاقة الرياح في ألمانيا إن الشركات الأعضاء تستطيع إنتاج توربينات تكفي لتوليد طاقة تعادل إنتاج المحطات النووية الثماني التي تم إيقاف تشغيلها عن العمل خلال عامين أو ثلاثة أعوام. وأشار اتحاد صناعة توربينات طاقة الرياح إلى دراسة كلف فريق علمي بإجرائها تقول إن طاقة الرياح تستطيع توليد 390 تيراوات من الكهرباء سنويا في ألمانيا في حالة تخصيص 2' من مساحة البلاد لإقامة مزارع الرياح.