تبلغ نسبة المقترضين من مواطني أبوظبي 59.7%، حيث تشكل تمويلات شراء السيارات ما نسبته 74.5% من هذه القروض، ويستغرق سدادها ما يقارب 15% من إجمالي إنفاق الأسرة الشهري، وذلك وفق الإحصاءات الصادرة من دائرة التنمية الاقتصادية عن عام 2010.


أبوظبي: تستهلك عملية سداد الديون جيوب الأسر، بعدما أصبحت تكاليف الكمبيالات البنكية جزءًا لا يتجزء من إنفاقها الشهري. فقد بينت إحصاءات دائرة التنمية الاقتصادية التي غطّت الفترة المنتهية أواخر العام 2010 أن مجموع هذه القروض يذهب في مصارف ترفيهية واستهلاكية، في حين لا تتجاوز نسبة القروض الموجهة إلى المشروعات الاستثمارية 1% فقط من إجمالي التزامات الأسر المواطنة المقترضة.

وقد بلغت نسبة قروض وتمويلات شراء السيارات 74.5% من إجمالي القروض، وبلغت نسبة القروض المنازل 13.8%. أما القروض بهدف الزواج فبلغت 7.5%، تليها قروض السفر بنسبة 2.5%، بينما تستهلك عملية سداد الديون 14.23% من إجمالي إنفاق الأسرة الشهري.

الإحصاءات تشير إلى ارتفاع الطابع الاستهلاكي للمواطنين بشكل عام وإقبالهم على الاستدانة من أجل الرفاهية، حيث اظهرت الدراسة أن أكثر من نصف الأسر تقوم بتغيير السيارات بصفة مستمرة، كما إن 80% منهم يبدلون هواتفهم المحمولة بشكل مستمر، حيث يصل متوسط إنفاق الأسرة على الهواتف المحمولة 4200 درهم شهريًا، ومتوسط إنفاق الأسرة على الهواتف الثابتة والإنترنت 1000 درهم شهريًا.

كل هذه المعطيات تؤدي الى ارتفاع نسبة الإعالة، حيث ترتفع نسبة السكان داخل الفئة العمرية الصغيرة، مما يخلق ضغطًا مستقبليًا على الخدمات الأساسية، لأن متوسط عدد أفراد الأسرة 7 أشخاص، بينما الذين يحصلون على دخل من العمل لا يزيد عن اثنين في الأسرة الواحدة.

للوقوف على الآثار المترتبة عن هذه الارقام، يوضح المحلل الاقتصادي منصور عبد السميع لـquot;إيلافquot; أن quot;الديون الاستثمارية تختلف في طبيعتها عن الديون الاستهلاكية، لأن الأولى تضمن رد الأصول المالية عبر أرباح المشاريع، بينما القروض الفردية بمعظمها كتمويلات السيارات، فإن اصولها تتآكل مع مرور الوقتquot;، مشيرًا الى ان الارقام المشار اليها تؤكد ان نصف السكان تقريبا يستدينون من اجل الحصول على سيارات جديدة. وهذا يعود quot;الى نمط العيش الاستهلاكي اليومي المتبعquot;.

ولفت الى ان السياحة السنوية تستهلك مبالغ كبيرة من جيوبهم، وهم في غنى عنها، ناهيك عن حفلات الزواج الباذخة والمهور المرتفعة التي توقع الفرد في فخ المديونية الطويلة الاجل، اضافة إلى ما يترتب عليها من فوائد بنكية تصل احيانا الى 10 %quot;.
مضيفًا إن quot;بعض الاسر تقتني ما يزيد عن حاجتها من السيارات، حيث يمتلك كل فرد سيارته الخاصة، علاوة على رغبة الشباب في تبديل سياراتهم كل عام.

فنادرًا ما نجد من يمتلك السيارة نفسها أكثر من خمسة اعوام، في حين نجد ان الفرد الاوروبي مثلا الذي يحصل على دخل مشابه او مقارب للمواطن الخليجي لا يغيير سيارته الا كل 8 سنوات، علاوة على استخدام الاوروبيين وسائل النقل العامة، وان ارتفعت مداخيلهمquot;.

واعتبر منصور ان ترشيد عمليات الانفاق هي احد اهم الاولويات التي ينبغي على الاسر تداركها قبل فوات الأوان، وذلك عبر ايقاظ وعي الابناء بضرورة تبني استراتيجية توازن بين دخل الاسرة ومصارف استهلاكها بما يضمن عدم الوقوع تحت طائلة القروض.