ما إن أُعلن عن مقتل أسامة بن لادن في وسائل الإعلام، حتى شهد الدولار انتعاشًا طفيفًا، ربما لم يشهده منذ ثلاث سنوات. وإن كان على المدى القصير ولمكاسب محدودة وضئيلة، فقد ارتفع سعر الدولار أمام العملات الأخرى، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الطلب عليه من قبل المستثمرين.


فرح واحتفالات في أميركا بعد اغتيال أسامة بن لادن

واشنطن: ارتفع سعر الدولار أخيرًا بنسبة ضئيلة أمام العملات الأخرى، على أثر مقتل العدو الأول للولايات المتحدة الأميركية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ما دفع المستثمرين إلى زيادة الطلب على شرائه، وشهد بذلك انتعاشًا ضئيلاً من أقل مستوى له منذ عام 2008.

وقد شهد الدولار تراجعًا حادًا في الفترة السابقة، وذلك بعد القرارات التي اتخذها البنك المركزي الأميركي في إبقاء سياسة اعتماد نسبة الفائدة ضعيفة جدًا.

وكان زعيم القاعدة أسامة بن لادن قد قتل منذ يومين في عملية كوماندوس أميركية في باكستان. وقد أشاد الرئيس باراك أوباما بالعملية، واعتبرها انتصارًا عظيمًا لأميركا. ويرى بعض المحللين أن مقتل أسامة بن لادن لابد وأن يكون ذا أثر إيجابي على أسواق المال الأميركية والعالمية، ولو على المدى القصير، وبنسبة ليست كبيرة. وسيعطي الدولار دفعة، ما يسهم في انتعاش السوق الأميركية.

إلا أن الخبيرالإقتصادي في البنك الدولي مختار كامل، يرى أن تأثير مقتل أسامة بن لادن على سعر الدولار هو كلام مبالغ فيه، والتأثير سيكون غير مباشر بدرجة كبيرة. وما حدث أن السوق تعتمد على توقع الأحداث قبل أن تحدث. ولكن ما حدث قد يكون عكس ذلك، فقد كان تحرك السوق بشكل بطيء جدًا، وارتفاع الدولار كان بدرجة حتى وإن ظهرت كبيرة، إلا أنها ضئيلة جدًا وفي داخل النطاق المعهود للتذبذب، الذي يعيشه الدولار في الصعود والهبوط منذ فترة، وخصوصًا بعد دخول الأزمة المالية العالمية والأزمة الإقتصادية في أميركا، وهو ما ليس بالجديد، مع بقاء سعر اليورو أعلى حتى الآن.

يؤكد كامل أن عملية قتل بن لادن ليست إلا قيمة رمزية للولايات المتحدة الأميركية. والدليل على ذلك أنه على الرغم من كل التوقعات، التي جاءت على ارتفاع سعر الدولار، إلا أن الإرتفاع جاء بدرجة طفيفة، وانخفاض أسعار البترول جاء بدرجة ضئيلة. وجاء افتتاح البورصة على هبوط حوالى 126 نقطة قبل الساعة 12 ظهرًا.

من جهة أخرى، يتوقع كثير من المحللين والمهتمين بالشأن المالي والإقتصادي أن يكون ما حدث له تأثير على أسواق المال الأميركية والذهب والنفط والفضة. فما حدث لن يكون له تأثير قوي، سواء على الإقتصاد الأميركي والإقتصاد العالمي، كما ولن يكون له تأثير على أسعار النفط وأسعار الأسهم والذهب والمعادن الأخرى والبورصة. ذلك أن ما حدث كان متوقعًا حدوثه في أي وقت ومجهزًا ومعدًا له منذ وقوع هجمات سبتمبر/أيلول عام 2000 ولم يحدث بطريقة فجائيةquot;.

ومما يذكر بأن شهرة بن لادن قد اقترنت بسوق العملات وأسواق المال الأميركية والعالمية، فما إن يظهر خبر في وسائل الإعلام يختص بتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، حتى يرتفع الدولار أو ينخفض، مقترنًا بنوع الحدث، إن كان سلبيًا أو إيجابيًا. كما تتأثر أسواق البورصة العالمية والأميركية خاصة.

فبعد الإعلان عن مقتل أسامة، هبط سعر الذهب 5 دولارات للأونصة الواحدة، ليسجل أقل مستوى له خلال أول من أمس عند نقطة 1540.39 دولارا. كما وانخفض سعر البلاتين إلى 1%، وتراجع سعر النفط 1%، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالأسعار السابقة، وذلك بسبب الحرب على ليبيا، والإضطرابات الموجودة في الشرق الأوسط.

وكان العديد من الصحف الأميركية الصادرة اليوم قد أشارت إلى أن مقتل أسامة بن لادن تمثل فرحة كبيرة للأميركيين والعالم, إلا أنه لن يشكل شيئًا كبيرًا في الإقتصاد العالمي.