هوت أسعار النفط 17 دولار أميركي، مرة واحدة ومن دون سابق انذار. بالنسبة إلى العقود الخاصة بالنفط الأميركي الخفيف (wti)، فإن قيمتها تراجعت، في أسبوع واحد فقط، بصورة لم يرصدها خبراء النفط منذ عام 1983 أي منذ بداية التداول بها، في الأسواق العالمية.


طلال سلامة من برن: هوت قيمة هذه العقود أكثر من 14 %. يعود الخبراء، هنا، بالذاكرة إلى ما حصل في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2008، أي في خضم الأزمة المالية العالمية، التي سببها إفلاس مصرف ليمان بروذرز. في غضون خمسة أيام فقط، أي من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، هوى سعر برميل النفط حوالي 27 %.

مرة أخرى، يهيمن شيطان التقلبات على أسعار السلع الأولية. بالنسبة إلى النفط الأوروبي الخام quot;برنتquot; فإن سعر البرميل هوى 1.5 % نزولاً الى 109 دولار. أما سعر برميل النفط الأميركي الخفيف فإنه هوى 2.6 % إلى 97 دولار تقريباً. فيما نجحت المعادن غير الحديدية من استعادة ما تكبدته من خسائر، بصورة جزئية.

ويبدو أن حالة من الارباك والعصبية تسيطر على المستثمرين الدوليين، يتخللها نوبات من الذعر التي تعصف في قلوب كل من يتجرأ على خوض مغامراته المالية في البورصات. هكذا، ترزح أسعار المواد والمعادن الأولية، ثانية، تحت رحمة المضاربات. وبين ضحايا الأخيرة، المفضلة، نجد الفضة، التي يتراوح سعرها بين 33 و36 دولاراً للأونصة، والذهب الذي يتأرجح سعر أونصته بين 1470 و1498 دولاراً.

على صعيد أسعار النفط، فإن الخبير بيرتران دوبون يشير لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن تقلباتها رست، صعوداً ونزولاً، على 10 دولارات أميركية. مما يعرض المشغلين (ومن بينهم صناديق استثمار عدة قد تشهد نزيفاً في أموالها) إلى خطر كبير، سيشمل، لاحقاً، مستقبل النمو الاقتصادي. وفي حال تمادى شيطان تقلبات الأسعار في ضغوطه الشرسة فإن ذلك سيؤثر، وفق رأي هذا الخبير، على الخرائط الاستثمارية والسياسات النقدية، حول العالم، بصورة quot;مفزعةquot;.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير دوبون بأن سعر أونصة الفضة هوى 12 % في غضون 12 دقيقة فقط، يوم الاثنين المنصرم. ما يعني أن تقلبات الأسعار تستهدف النفط والمواد الأولية، معاً. إنما لايزال مفعول هذه التقلبات على أسواق المواد الأولية أخف من النفط.

أما التداولات في أسواق السلع الأولية، فإنها سريعة جداً، بيد أن الأمر لا يعني أنها في منأى عن الخطر. بالنسبة إلى أسواق النفط quot;برنتquot; فإن التداولات داخلها لن تتوقف أبداً، منذ اليوم وصاعداً، حتى لو تجاوزت تقلبات الأسعار 10 دولارات أميركية، نزولاً أو صعوداً.