وزير المالية المصري سمير رضوان

نفى وزير المالية المصري سمير رضوان أن تكون السعوديةقد ربطت مساعدتها لمصر بشروط، منها الإفراج عن الرئيس المصري حسني مبارك، مؤكداً أن المملكة لم تتدخل على الإطلاق في الشأن الداخلي المصري، كاشفاً عن جانب من حديث العاهل السعودي لرئيس الوزراء المصري خلال زيارته إلى المملكة، حيث أكد على ضرورة حسن معاملة الرئيس السابق من منطلق أخلاقى، وقال للوفد laquo;ألا تتذكرون شيئًا جيداً واحداً فعله هذا الرجلraquo;!..


القاهرة: كلمات الملك عبدالله كشفت عن مرارة التعامل مع الرئيس المصري، وعلى الرغم من ذلك، فإن السعودية لم تتأخر عن مساعدة مصر، كما بين الوزير في حديثه إلى الصحف المصرية اليوم، ولكنها جاءات تعبيراً عن مشاعر أنتابت الكثير من الزعماء العرب، مؤكداً أنه لا توجد دولة خليجية واحدة اشترطت على مصر الإفراج عن مبارك مقابل المساعدات.

وعلى الرغم من أن هناك الكثير من المصريين الذين ينتابهم الشعور نفسه،ومن بينهم شيخ الأزهر، الذي صرح منذ يومين بضرورة تطبيق الرحمة مع الرئيس قبل القانون، إلا أن المتعاطفين مع الرئيس لا يستطيعون البوح بذلك خوفاً من الرأي المضاد وإتهامهم بأنهم أعداء الثورة أو من أنصار الثورة المضادة، خاصة بعدما تلقى شيخ الأزهر هجوماً عنيفاً من الشباب جراء تلك الدعوة.

من جهة أخرى، علمت quot;إيلافquot; أن حزمة المساعدات السعودية قد أُبلغت لمصر خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى القاهرة، مصطحباً معه وزير المالية منذ قرابة الأسبوعين، في زيارة سريعة إلتقى خلالها المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى وأبلغه بها، إلا أن المفاوضات استغرقت وقتاً حتى تم الإعلان عنها يوم السبت الماضي.

الصحف المصرية كشفت عن طبيعة المساعدات السعودية التي جرى منحها لمصر، حيث بلغإجمالي تلك المساعدات نحو 3950 مليون دولار، من بينها 700 مليون دولار على شكل منح. حيث مُنحت مصر 500 مليون دولار كمنحة عاجلة لدعم الموازنة العامة، التي تعاني عجزًا 9% حتى الآن، و200 مليون دولار منحة سيتم إيداعها في صندوق أو حساب جار لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وضمّت حزمة المساعدات إيداع مبلغ مليار دولار quot;وديعةquot; لدى البنك المركزي المصري، وفق آليات السوق المالية، حيث سيبرم إتفاق في القريب العاجل بين البنك ومؤسسة النقد العربي السعودي حيال كيفية وشروط الإيداع، فيما سيتم ضخّ 750 مليون دولار لتمويل الصادرات السعودية إلى مصر، و500 مليون دولار لشراء سندات الخزانة، وفق مواعيد وقواعد وشروط الطرح الخاصة بمصر.

كما ستمنح السعودية مصر قرض ميسر السداد بمبلغ 500 مليون دولار، ويتم ضخّ 500 مليون دولار أخرى على شكل قروض ميسرة من الصندوق السعودي للتنمية.

من جهة أخرى، علمت quot;إيلافquot; من مصادرها في وزارة المالية المصرية أن مفاوضات جادة تجري هذه الأيام مع دولة خليجية أخرى لتقديم حزمة مساعدات مشابهة للحزمة السعودية، مؤكدين أن هذه المفاوضات تتم في مراحلها النهائية، حيث من المنتظر أن تحصل مصر من خلالها على مساعدات، قد تصل إلى 3 مليارات دولار، وألمحت المصادر إلى أن هذه الدولة ربما تكون الكويت.