المخترع الجزائري quot;إلياس شاوشquot;

يكشف المخترع الجزائري الشاب quot;إلياس شاوشquot; 28 عاماً، عن عشرين إبتكاراً ترتبط رأساً بالطاقات المتجددة، ويمكن في حال تفعيلهاقلبالوضع الاقتصادي الراهنفي الجزائر.


الجزائر: في مقابلة خاصة بـquot;إيلافquot;، يؤكد شاوش أنّ الطاقات الخضراء الغير قابلة للنفاذ ستحقق في حال توظيفها قيمة مضافة وتسمح للجزائر بتدشين مرحلة ما بعد النفط.

bull;قدّم نفسك لقراء quot;إيلافquot;، وحدثنا عن اختراعاتك العشرين وجدواها الاقتصادية؟

-أنا من مواليد العام 1983، حاصل على ثلاث شهادات بكالوريا تخصص علوم الطبيعة والحياة، ودرست بيولوجيا quot;علوم الأحياءquot; وكذا الاقتصاد، مثلما عملت في ميدان الأجهزة الكهرومنزلية، لديّ العديد من الاختراعات في عدة ميادين أهمها الفعالية الطاقوية والطاقات المتجددة.

وتخصّ اختراعاتي عدة ميادين عموما وفي ميدان الطاقات المتجددة وكذلك الفعالية الطاقوية خصوصا، الهدف منها أساسا هو تسهيل الحياة اليومية للناس في سائر الميادين، والمحافظة على الطاقة والماء والتقليل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون ومكافحة الاحتباس الحراري وبناء اقتصاد أخضر مستدام وصديق للبيئة.

ضمن هذا التصور، اخترعت قطارا كهرومغناطيسيا على منوال القطار الكهرومغناطيسي الألماني، لكن بأقل كلفة وأكثر بساطة في التصنيع، كما يتميز هذا القطار باستهلاكه المنخفض جدا للطاقة وكذلك درجة الأمان العالية أثناء السير.

كما لدي اختراعات أخرى على غرار قواطع كهربائية وناقلات وتصميمي محركا انفجاريا يعمل بشكل أفقي يستعمل في السيارات، يحتوي على أسطوانة واحدة بدل اثنتين في المحرك العادي مع خصائص أخرى بحركة ميكانيكية منظمة ومتناسقة.

إعذروني لأني لا أستطيع الكشف عن كافة تفاصيل اختراعاتي لأنّها غير محمية.

bull;لماذا ركّزت على الابتكار في حقل الطاقات المتجددة، وماذا عن خوضك في مجال الفيزياء الطاقوية؟

-ركزت على الطاقات المتجددة تماشيا مع الاتجاه العالمي إلى الموارد الغير قابلة للنفاذ كالشمس والريح والمياه والهيدروجين وغيرها من الطاقات البديلة التي باتت أهميتها وجدواها مضاعفة مقارنة بالطاقات الأحفورية الملوثة للبيئة.

لذا أركّز على ابتكار وسائط تسير بواسطة الطاقات المتجددة، ولديّ عدة أفكار واختراعات في اقتصاد الماء والكهرباء أي الفعالية الطاقوية.

أحب أن أشدّد على أنّ المستقبل الأجيال القادمة مرهون بالاستغلال الأنسب للطاقات البديلة، طالما أنّ احتياطي الجزائر من الغاز بحدود 4800 مليار متر مكعب، وعليه فعمر الغاز الجزائري لن يزيد عن الخمسين سنة، تماما مثل النفط الذي يقدّر بـ12.5 مليار برميل.

وعليه، فإنّ النفط الجزائري سوف ينتهي خلال 25 سنة، إذا افترضنا أنّ الاستهلاك المحلي سيبقى على حاله وهذا مستحيل، كون الجزائر بشساعتها وعدد المركبات المتزايد فيها عاما بعد آخر، يفرض على الجزائر التنقيب عن مصادر طاقوية مغايرة وهي متوافرة في صورة الموارد الطبيعية البديلة.

وبهذه الكيفية، لن تتجه الجزائر مجددا لطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي الذي فرض علينا شروطه القاسية والمهينة في تسعينيات القرن الماضي يوم كانت الجزائر تعاني الأمرين اجتماعيا واقتصاديا، وتحقيق هدف استيراتيجي كهذا لا يتحقق إلا بالابتكار والاختراع في شتى الميادين.

bull;إلى أي حد يمكن لاختراعاتك أن تسهم في امتصاص البطالة وتحقيق القيمة المضافة؟

-اختراعاتي تمتص البطالة، كونها منتجات جديدة وتتسم بالتنافسية وكلفتها المنخفضة بما هو متوفر حاليا، لذلك فهي تنتج القيمة المضافة وتسهم في التنمية المستدامة، إذ يمكنها خلق الثروة واستحداث آلاف مناصب الشغل في مختلف التخصصات.

bull;هل اهتمت المجموعات الاقتصادية ومراكز البحث باختراعاتك، وهل من شراكات في هذا المجال؟

-تلقيت مساعدة واحدة من المركز الجزائري لتطوير الطاقات المتجددة، عن طريق الباحثة quot;فتيحة بوحيردquot; المتخصصة في الطاقة الشمسية الحرارية، وأشير إلى قيامي بعديد البحوث والاختراعات المشتركة مع الباحثة المذكورة.

bull;كيف تعاطت السلطات الجزائرية مع اختراعاتكم، وكيف هو مصير زملائك المخترعين هناك؟

-السلطات الجزائرية لم تعطني أي مساعدة ولم تتكرم عليّ ولو بمنصب عمل محترم، أما بقية المخترعين فلهم المشكلة نفسها لأنّ المسؤولين المحليين لا يبالوا، فقد طلبت شخصيا المساعدة لتجسيد اختراعاتي من عشرات المؤسسات المحلية وكذا الوزارات ومراكز التطوير التكنولوجي، لكني لم أتلق إلا وعودا لا شيئا من ورائها.

كذلك هناك مشكل آخر يكمن في الذهنية المتكرسة لدى عموم المؤسسات الجزائرية الخاصة والعامة، حيث تشجع وتثق في المنتوج الأجنبي ولو كان مرتفع الثمن، فيما يميل القطاع الخاص في الجزائر إلى التجارة بدل التصنيع، وهناك مؤسسات كبيرة لا تنفق ولو دينارا واحدا على البحث والتطوير.

bull;هل حاولت نقل اختراعاتك إلى خارج الجزائر، وهل من نية لديك لتجسيدها في إحدى الدول العربية؟

-أرسلت الكثير من الأفكار والاختراعات إلى كل الدول، لكني لم أتلق أي عرض جدي، مع أنّ فرص تطوير وتجسيد اختراعاتي متوفرة.

bull;ما هو طموحك الأكبر في مجال الاختراعات؟

-طموحي الأكبر هو تجسيد اختراعاتي وتحويلها إلى منتجات رائجة تستفيد المجتمعات من مزاياها وتسهل على الناس جوانب من الحياة، وعبر الغرّاء quot;إيلافquot; أتمنى أن تحظى اختراعاتي بالتفاتة لتحقيق كثير من المشروعات الواعدة.