تراجعت الاسهم الآسيوية بعدما خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي توقعاته بشأن نمو الاقتصاد الأميركي.


واشنطن: حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) بن برنانكي من أن أزمة الديون اليونانية تهدد النظام المالي العالمي برمّته إذا لم يوجد لها حل.

ووصف برنانكي في مؤتمر صحافي الوضع في اليونان بالصعب، وقال ان واشنطن كانت على اتصال مع شركائها الاوروبيين بشأن تلك الأزمة. وأوضح أن المشكلات الاقتصادية في أوروبا ستكون لها انعكاسات على أسواق المال العالمية، ما سيضرّ أيضًا بالاقتصاد الأميركي، معتبرًا أن هذا التأثير السلبي سيكون محدودًا على المؤسسات المالية الأميركية.

وأضاف أن البنك حثّ المؤسسات المالية الأميركية على إجراء ما يعرف باختبار الضغوط لقياس مدى قدرتها على موائمة التأثيرات السلبية لأزمة الديون اليونانية. كما قال برنانكي إن الاقتصاد الاميركي لا ينمو بالسرعة التي كان يأملها، وإن النمو الحالي يسير بطريقة معتدلة.

وأظهرت تقديرات البنك أن الاقتصاد الأميركي سينمو بمعدل 2.7 الى 2.9 % العام الحالي، وهي نسبة غير كافية لتخفيض معدل البطالة هو لا يزال عند 9 %. وقال البنك انه يتوقع ان يبلغ معدل النمو 3.3 الى 3.7 % في عام 2012.

وكان البنك قد أعلن في أبريل/ نيسان الماضي أنه من المحتمل ان ينمو الاقتصاد بوتيرة نشطة تتراوح من 3.5 الى 4.2 % في العام المقبل. وأشار بن برنانكي الى اسباب عدة تحول دون استكمال التعافي الاقتصادي، من بينها ارتفاع اسعار النفط والغذاء.

كما عزا البنك تباطؤ النمو في الاونة الاخيرة وتسارع خطى التضخم جزئيا الى عوامل مؤقتة، منها ارتفاع اسعار السلع الاولية واضطراب في الواردات من جراء الزلزال المدمر في اليابان. واوضح برنانكي أن بعض هذه العوامل قد تستمر حتى العام المقبل معربًا عن قلقه بشان استمرار الضعف في القطاع المالي والمشكلات في القطاع العقاري.

وردًا على سؤال بشأن الحفاظ على أسعار الفائدة بمعدلاتها الحالية التي تقترب من الصفر لتحفيز الاقتصاد، اوضح برنانكي أن تمديد العمل بالمستوى الحالي للفائدة برتبط بعقد اجتماعين أو ثلاثة للمجلس الاحتياطي قبل التفكير في رفع الفائدة. يشار إلى أن البنك المركزي الأميركي يجتمع مرة كل ستة أو ثمانية أسابيع.

تراجع الأسهم الآسيوية بعد خفض التوقعات بشأن الاقتصاد الأميركي
إلى ذلك، تراجعت الاسهم الآسيوية للمرة الأولى منذ ثلاثة ايام بعدما قال مجلس الاحتياطي الفدرالي انه خفض توقعاته بشان نمو الاقتصاد الاميركي، اضافة الى استمرار القلق حول رفع الصين لمعدلات الفائدة. وتراجع مؤشر quot;اسيا-الباسيفيكquot; القياسي بنسبة 0.7 %، مسجلاً 131.09 نقطة في طوكيو اليوم.

وتراجع مؤشر أستراليا العام 0.5 %، فيما تراجع مؤشر quot;كوسبيquot; في سيؤول 0.1 %، في حين ارتفع مؤشر quot;نيكاي 225quot; القياسي في طوكيو 0.1 %، وتراجع مؤشر quot;هانغ سينغquot; في هونغ كونغ 0.8 %.

وتراجعت التعاملات الاجلة في مؤشر quot;ستاندرد ان بورس 500quot; الاميركي بنسبة 0.3 % في نيويورك اليوم بعدما فقد المؤشر 0.7 %، لينهي تعاملات يوم امس عند مستوى 1.287.14 نقطة. وفقد مؤشر quot;اسيا-الباسيفيكquot;، وهو مؤشر قياس اداء البورصات الآسيوية 4.2 % منذ مطلع العام مقارنة مع ارتفاع بنسبة 2.4 % لمؤشر quot;ستاندرد اند بورز 500quot; ومقارنة بتراجع بنسبة 2.8 % مع (ستوكس يوروب600).

واوضحت احدث بيانات المؤشرات الاقتصادية ان سرعة النمو الاقتصادي لاكبر كيانين اقتصاديين عالميين وهما الولايات المتحدة والصين تشهد تباطؤا فى الوقت الراهن. وعزت التحليلات هذا التباطؤ الى مجموعة عوامل، ابرزها السياسة المرنة لمجلس الاحتياطي الفدرالي والتاثيرات الناجمة من ازمة الديون الاوروبية والزلزال المدمر والتسرب النووي في اليابان وعوامل اخرى ساهمت في زيادة النظرة المتشائمة حول الاقتصاد العالمي.