كشف تقرير لمكتب الاستجوابات الإعلامية في لندن النقاب عن تجاوزات خطرة لموظفي الاتحاد الاوروبي ورئيس مفوضية الاتحاد الاوروبي خوسيه مانويل باروزو. فهم لم يتلقوا رشى من احد، بل تصرفوا باموال خصصت لمشاريع مهمة ومن اجل تنقلهم استخدموا طائرات خاصة وامضوا لياليهم في فنادق فخمة.


اعتدال سلامه من برلين: ليست بلدان العالم النامي مصابة بمرض إساءة استخدام الاموال العامة، بل أيضًا مؤسسات أوروبية وصفت لسنوات بالأمانة والشفافية، حيث كشف تقرير لمكتب الاستجوابات الإعلامية في لندن النقاب عن تجاوزات خطرة لموظفي الاتحاد الاوروبي ورئيس مفوضية الاتحاد الاوروبي خوسيه مانويل باروزو. فهم لم يتلقوا رشى من احد، بل تصرفوا باموال خصصت لمشاريع مهمة ومن اجل تنقلهم استخدموا طائرات خاصة وامضوا لياليهم في فنادق فخمة.

فحسب التقرير الذي نشر أخيرًا، وجهت تهم الى مدير المفوضية الاوروبية باروزو وموظفيه باستخدامهم بشكل مكثف طائرات جيت خاصة والمبيت في فنادق خمس نجوم على حساب دافعي الضرائب في بلدان الاتحاد الاوروبي.

لم ينج باروزو حتى من تهمة اساءة استخدام الاموال. فخلال قمة حماية البيئة عام 2008 امضى هو والوفد المرافق له من الاتحاد الاوروبي اربع ليالي في فندق بننسولا، احد اغلى الفنادق في نيويورك، وكان بإمكانه اختيار فندق اقل سعرا، إذ إن المبلغ الذي دفع يومها تعدى الـ28 الف يورو اضافة الى مبلغ 249 الف يورو اجرة تاكسي جوي (طائرات صغيرة خاصة).

ومابين عامي 2006 و2010 استأجر مكتب باروزو من اجل رحلاته الى الخارج جيت خاصة بحوالي 7.5 مليون يورو ولم يستخدم طائرات العادية كما هي العادة.

ومن المتوقع ان يواجه مدير المفوضية الاوروبي اسئلة سوف يطرحها نواب في البرلمان الاوروبي، وذلك بعد قرار البرلماني النمساوي مارتين ارينهاوسر الذي يسانده عدد من البرلمانيين الاوروبي فتح ملف بالقضية للكشف عن هذه التجاوزات التي وصفها بأنها لا تدعو الى عدم الارتياح فقط بل ايضا الى الاحباط، فالامر يتعلق بمفوضية الاتحاد الاوروبي التي يثق بها المواطنون الاوروبيون، لكنها تقوم الان باعمال غير لائقة.

وتساءل كيف لها ان تبرر الان صرفها الملايين من اجل استئجار طائرات خاصة ومبيت مديرها وموظفيها في فنادق فخمة، ان هذه الاعمال تعمق الهوة اكثر فاكثر بينها وبين المواطنين الاوروبيين، وتقلل الثقة بها، وهي التي دعت الى مبادرة الشفافية من اجل محاربة الرشى والغش وسوء استخدام الاموال العامة، بعد هذه الاعمال لم يبق من هذا المبادرة اي شيء يذكر.

في المقابل لم يرد اي رد فعل من المفوضية الاتحاد الاوروبي ولم تعلن حتى عن بيانات عن المصاريف غير العادية التي تنفقها حسب ما ورد، لذا قال النائب ارينهاوسر عبر المزيد من الشفافية يمكن فقط وقف التجاوزات المالية التي تتم في المفوضية لصرفها في مشاريع تفيد المواطنين.

ومن القضايا الملفتة التي كشفها المكتب الاستجوابات الاعلامية حول اهدار المفوضية الاوروبية للاموال انفاقها عام 2009 ما قدره 300 الف يورو من اجل اقامة حفلات كوكتيل، وكتعبير عن تقديرها تلقى الخطباء في هذه الحفلات هدايا مختلفة منها حلى وازرار للقمصان واقلام حبر غالية صناعة تيفاني، وما بين عامي 2008 و2010 بلغ ثمن الهدايا للزوار الخاصيين حوالي 20 الف يورو.

وسوف تستند لجنة المحاسبة التي شكلت أخيرا في بحثها على بيانات صدرت من مؤسسة الشفافية المالية التابعة للاتحاد الاوروبي وبيانات اخرى من اقسام مهمة من مفوضية الاتحاد الاوروبي.