كل المؤشرات تدل على ان الصين سوف تكون القوة الاقتصادية العالمية مستقبلا، والدليل على ذلك بضائعها التي لا تغزو فقط اسواق العالم الثالث بل والبلدان الصناعية ايضا.


برلين: في المانيا تتدفق البضائع والسلع الصينية على المستهلك لتنافس بذلك السلع الالمانية او الغربية. وتكفي زيارة قصيرة لاحد اسواق العاصمة الالمانية برلين كي يلمس المرء حقيقة لا يمكن اخفاؤها بعد الان، حيث كثرة المحلات الصينية او المحلات التي تبيع بضائع صينية مختلفة، ما جعل الاتحاد الاوروبي قبل اعوام قليلة يضع لوائح لما هو مسموح باستيراده من الصين لم تجد نفعا لان المستوردين اصروا على الاستيراد من هناك، وبالاخص الملابس والانسجة والاحذية التي تقلد وقفا لمتطلبات الموضة وتباع باسعار يمكن لكل فرد شراءها، وهنا بيت القصيد، فهي تعرض السلع بسعر اقل بكثير من اسعار السلع الغربية او الاوروبية. وحجة المفوضية التجارية الاوروبي تراجع نوعية مواد الصنع الصينية، الا ان الاسعار المنخفضة هي في الحقيقة السبب الرئيسي.

ولقد زاد حجم تصدير الاحذية الصينية الى المانيا العام الماضي بشكل كبير، اذ تضاعف مقارنة مع ما صدر عام 2009. ومن شهر كانون الثاني ( يناير) وحتى تشرين الاول ( اكتوبر) من هذا العام استورد التجار الالمان احذية صينية بقيمة 672 مليون دولار.وبحسب قول احد المستوردين الالمان ان الاحذية الصينية الصنع منخفضة السعر دائما وتلبي حاجة شريحة لا باس بها من المستهلكين الالمان والذين يحبون التنويع، لذا لا يمكن تجاهل هذا المصدر المهم. وكما هو معروف تعتبر الصين اكبر مصدر للاحذية في العالم بعد ان ازاحت ايطاليا عن هذه المرتبة، ما ادى الى تراجع تصدير ايطاليا من الاحذية بعد المنافسة الصينية حوالي 15%، في المقابل زاد حجم تصدير الصين لاحذيتها بعد زوال حواجز التصدير التي وضعتها المنظمة التجارية في وجه الصادرات الصينية.

وتشير بيانات وزارة الاقتصاد الاتحادية الى ان البضائع على مختلف انواعها التي استوردتها المانيا العام الماضي وتصل قيمتها الى حوالي 49 مليار يورو كان اكثر من 6،7 في المائة من الصين، ما يجعلها بعد فرنسا وهولندا وقبل الولايات المتحدة الاميركية ثالث اهم مصدر الى المانيا، وقبل عشرة اعوام كان نسبة الصادرات الصينية الى المانيا لا تتعدى ال2،6 في المائة. والسبب في ذلك تنوع السلع المصنعة التي تشمل الان التقنيات المتطورة مثل الهواتف الجوالة الالعاب الالكترونية واجهزة الحاسوب والقطع التي تدخل في صناعتها، وكانت الصين العام الماضي ثالث اهم مصدر لهذه البضائع الى المانيا.

واليوم لم يعد يقتصر دور الصين في الاقتصاد الالماني على السلع الاستهلاكية بل دخلت ميدان المشاركة في التقنيات المحافظة على البيئة منها انتاج خلايا الطاقة الشمسية، خاصة بعد قرار المانيا زيادة اعتمادها علي الطاقة النظيفة. حيث اعلن اتحاد شركات LDK الصيني في منطقة كسنوو عن عقد صفقة بيع معدات وتجهيزات لانتاج الطاقة الشمسية.

فحسب قول مدير مبيعات اتحاد الشركات جاك لاي بالنسبة للصين فان السوق الالمانية واعدة، وما شجعها هو قرار الحكومة الالمانية نقل جزء كبير من اعتمادها في انتاج الطاقة الكهربائية الى الطاقة المتجددة و الصين لها خبرة كبيرة جدا في مجال خلايا الكهروضوئية، ويمكن تبادل الخبرات في هذا المجال الحيوي، فانتاج الخلايا الكهروضوئية تقنية مهمة للمستقبل.

ووفقا لاقوال مصدر الماني مطلع فإن الصين حققت بالفعل الاختيار الاولي، فالصفقة التالية التي ابرمها اتحاد شركات LDK هي مع شركة Sunways AG، ومقرها في كونستانز الالمانية التي سبق ان تعاونت مع الطرف الصيني في مجالات انتاج الخلايا الشمسية. ويراهن اتحاد الشركات الصيني على التوسع والنمو في المانيا واوروبا بافتتاح فروع له، اذ ان ايراداته قد وصلت العام الماضي الى 2،5 مليار دولار ما يسمح له الان بدخول البورصات العالمية.