في مثل هذا الوقت من كل عام تستعد الأسر المصرية كافة لاستقبال شهر رمضان، فرغم أن المأكل والمشرب يعدّان من الحاجات الأساسية طوال العام، إلا أن رمضان يحظى باهتمام خاص، كما إن هناك منتجات وبضائع وأكلات خاصة بهذا الشهر دون غيره من شهور العام.


السلع العذائية في مصر تشهد ارتفاعًا طفيفًا قبل رمضان مقارنة بالعام السابق

القاهرة:على قدم وساق، تكابد الأسر المصرية في توفير متطلبات رمضان، التي تنقسم في مجملها إلى نوعين quot;أساسيةquot;، وهذه التي يشترك في توفيرها الجميع، مثل متطلبات تجهيز المائدة كالخبز والخضر واللحوم والدقيق والزيوت والمسلى، وquot;رمضانيةquot; مثل البلح المجفف وقمر الدين وحلوى رمضان وزينته.

لكن هذه الأخيرة عامًا تلو الآخر يقل الإقبال عليها نظرًا إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير وسريع وتدهور الأحوال الاقتصادية للأسر المصرية متوسطة المستوى التي تمثل الطبقة الكبرى من الشعب.

يبدو أن القاعدة التي تعودنا عليها في الأعوام السابقة قد أختلفت، فبعد التغير الحالي في الأحوال السياسية في مصر والغضب الشعبي الذي ما زال متأججًا في ربوع البلاد بين كل هذه الأحداث لمس المصريون بارقة أمل جديدة أثناء تجهيزاتهم لمتطلبات شهر رمضان، فهناك روح جديدة بين البائع والمستهلك وتدخل شعبي كبير في الرقابة على المنتجات وأسعارها، لتحل جزءًا كبيًرا من مشكلة الغلاء المصطنع الذي كان يقوم به التجار عن طريق احتكار السلع وتعطيش السوق من منتجات يزداد عليها الطلب في هذا التوقيت.

بالنسبة إلى سعار السلع العذائية فقد شهدت ارتفاع طفيفا مقارنة بالعام السابق، وشهد العديد من السلع الأساسية ثباتًا نسبيًا في الأسعار، إلا أن السلع الرمضانية قد ارتفع سعرها مقارنة بالعام الماضي، فالبلح الأبريمي مثلاً كان يباع في العام الماضي بين 6 جنيهات و20 جنيهًا، حسب النوع، ليرتفع هذا العام إلى ما بين 9 جنيهات و 24، كذلك ترواحت نسبة الزيادة في أسعار باقي السلع بين 5 % و10% في المكسرات والقراصيا وبلح الشام والقمر الدين وغيرها من الحلوى الرمضانية.

وقد بدا الاستعداد مناسبًا من قبل المجمعات الاستهلاكية المصرية لاستقبال قوة شرائية استثنائية في رمضان بتخصيص 30 مليون جنيه لزيادة المعروض من السلع الغذائية والسلع الرمضانية كالبلح، والتين، والزبيب، وقمر الدين، والقراصيا، والياميش.

كما صرح أيمن سالم رئيس الشركة المصرية لتجارة السلع الغذائيةأن منافذ الشركة تلبي احتياجات الجمعيات الاستهلاكية والتجارعن طريق طرح 1200 طن أرز بسعر 450 قرشا للكيلو سائب، وذلك على الرغم من نقص المعروض منه فى الاسواق، وبيعها بـ 8 جنيهات للكيلو، وطرح 250 ألف كرتونة مسلى صناعي بسعر يتراوح من 8 إلى 9 جنيهات للكيلو، و500 طن معكرونة و2000 طن زبدة طبيعي و120 ألف كرتونة زيت بسعر 850 قرشا للعبوة و3000 طن سكر و4000 طن دقيق و150 طنا لحوم مجمدة و50 طن لحوم بتلو و60 طنا اسماك مجمدة و150 طنا فول معبأ و50 طنا لوبيا و500 طن عدس.

وقد أبدى الجمهور الذي التقت به إيلاف في المجمعات الاستهلاكية سعادته لتوفير كل المنتجات والسلع الضرورية لشهر رمضان بأسعار أرخص من مثيلاتها في السوق وبكميات كبيرة تسد حاجة معظم الطبقة المتوسطة والفقيرة.

تقول ريهام كمال: اشترينا كميات كبيرة من السلع الغذائية والرمضانية من مجمعات مصر الاستهلاكية لأنها توفر هذه السلع بأسعار أقل بكثير من السوق الخاصة، فقد أشترينا لأسرتنا التي تتكون من 7 أفراد 15 كيلو معكرونة و20 كيلو أرز و20 كيلو سكر و5 كيلو زبيب و4 لفافات قمر الدين و5 كيلو فول ومثلها لوبيا وفاصوليا، وقد حسبنا الفرق بين مجموع هذا المشتريات فوجدنا المجمعات قد وفرت لنا أكثر من 70 جنيهًا عن مثيلتها خارج المجمعات.

وفي المولات التجارية الكبرى، كانت عروض رمضان أقوى من كل عام، ولكنها تعتمد على شراء كميات كبيرة لضعف القوة الشرائية في الفترة الحالية فيمصر، وذلك في محاولة لتنشيط حركة البيع فيقول محمود مناع مدير فرع أحد أكبر الأسواق التجارية في مصر إنه في الأيام العادية تلجأ المحال الكبرى إلى العروض لجذب المستهلك، وشهر رمضان تزداد فيه قوة الشراء بشكل شبه مضمون، ولكن هذا العام نظرًا إلى التخوف الذي كان سائدًا من ضعف الإقبال، فاتجهت المحال الكبرى إلى زيادة العروض لمضاعفة الاقبال على الشراء.

في السياق نفسه، قامت مجموعة كبيرة من الجمعيات الأهلية بتوفير السلع والمنتجات الغذائية بأسعار مناسبة في الأماكن الشعبية والقرى المصرية عن طريق إقامة شوادر لخدمة الجماهير طوال شهر رمضان، وتميزت هذه الشوادر بتوفير كل ما قد تحتاجه الأسرة المصرية في رمضان وبأسعار رخيصة (سعر الجملة).

محمود دسوقي ndash; رئيس مجلس إدارة جمعية فجر التنمية ndash; يؤكد لـquot;إيلافquot; أن اتفاق الجمعيات الأهلية مع المصانع وكبار التجار حال دون استغلال تجار الجملة والتجزئة للمستهلك ورفع الأسعار نتيجة لزيادة الطلب عليها، فقد كانوا يعتمدون في ذلك على تعطيش السوق من السلع، وبالتالي يتحكمون في أسعارها كما يشاؤون، ولكن عن طريق عمل الشوادر وتوفير كميات كبيرة من السلع التي يزداد عليها الطلب أحبطنا هذه المحاولات بقدر كبير، وأصبح التجار في مأزق نتيجة لعزوف المستهلكين عن مجرد السؤال عن السلع التي يظنون أنهم محتكروها ويرغبون في رفع أسعارها.