طلال سلامة من برن: يلاحظ الخبراء السويسريون بوضوح التناقض الفاضح المربوط بالأزمة المالية الأميركية. إذ في موازاة الثقب الأسود، داخل خزائن حكومة واشنطن، تمتلك الشركات الأميركية فائضاً في خزائنها يقدر مجموعه بحوالي 960 بليون دولار أميركي.

مع ذلك، فان الصراع الأميركي بين الجمهوريين والديموقراطيين يُترجم، اليوم، باشعال الفتن والحروب داخل أسواق المال والعملات حول العالم. وللمرة الأولى في تاريخ أسواق العملات وعصبيتها يتقهقر الدولار الأميركي الى ما دون 0.80 أمام الفرنك السويسري.

هكذا، فإن الأزمة الأميركية، السياسية-الاقتصادية، سيطال شرها سويسرا ودولاً أخرى، مجاورة. اذن، وبعد الاصطدام بأزمة العقارات المالية غير المضمونة في عام 2008، هاهو العالم يواجه الحلقة الثانية منها. والعجيب في الأمر أن الأزمات المالية مصدرها الولايات المتحدة الأميركية، آلهة المنظار الرأسمالي بعيد المدى.

من جانب آخر، بدأ الفرنك السويسري يستعرض قوته أمام عملة صناعية آسيوية بامتياز، هي الين الياباني. فكل فرنك يساوي 77.89 يناً يابانياً. في حين ما تزال معركة المد والجزر مستمرة بين الدولار الأميركي واليورو. في مطلق الأحوال، فان مواصلة تراجع قيمة الدولار الأميركي أمام الفرنك السويسري تضع الجميع في حالة استنفار بما أن أرباح شركات سويسرية عدة في الربع الثاني من العام، كانت ما دون التوقعات. ما يلقي ظلالاً قاتمة، في أوساط المؤسسات المالية، خصوصاً، بشأن الشهور المقبلة في العام الحالي، التي لن تخلو من مفاجآت قد تكون مرة الطعم على حكومة برن.

في هذا الصدد، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة quot;إيلافquot; الى أن المشغلين في بورصة زوريخ ينتظرون ما سيجري من أحداث لغاية 2 آب (أغسطس) المقبل.

وفي حال لم ينجح الرئيس أوباما في فك العقدة السياسة القائمة فإن النمو الاقتصادي العالمي سيتأثر سلباً. وفي ما يتعلق بالأداء، الذي سجلته شركة quot;فوردquot; ومجموعات صناعية أخرى، في بورصة وول ستريت، فانه استثنائي، وجدير أن يكون عبرة للشركات الأجنبية.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن أداء بورصة زوريخ ضعيف، في الوقت الحاضر. ما يرفع درجة عصبية حاملي الأسهم الذين يرون خيارات بديلة قليلة تتعلق بقراراتهم المستقبلية.