تمتلك العملة التشيكية ( الكورون ) العديد من المقومات التي يمكن أن تجعلها موضع اجتذاب دولي متنامي وبالتالي يحولها إلى ميناء استقرار مالي لأصحاب الاستثمارات خاصة إذا ما تعمقت مشكلة الديون في منطقة اليورو .


براغ:أعلنت شركة RECORD Plc التي تتخذ من لندن مقرا لها وتتولى إدارة نحو 31,4 مليار دولار تابعة لزبائنها بان العملة التشيكية تمتلك كل المقومات كي تصبح فرنكا سويسريا ثانيا أي العملة التي يبحث عنها المستثمرون في فترات القلق الاقتصادي والمالي ويلتجئون إليها كميناء أكثر أمانا من غيرها .

الشركة وفي تحليل لها ربطت حدوث ذلك بتعمق أزمة المديونية في منطقة اليورو فيما قال محللون ماليون أن شراء العملة التشيكية من قبل المستثمرين يعتبر مناسبا بسبب أسعار الفائدة المنخفضة وثبات سعر صرفه وضعف المديونية في البلاد نسبيا.

ويرى مدير الأعمال الاستثماري بوب نويين بان نمو الفرنك السويسري قد استنفذ ولهذا يتم البحث عن المزيد من الخيارات مشيرا إلى أن قوة الفرنك السويسري قد تعززت منذ عدة أسابيع ولذلك فقد حالت السلطات السويسرية مؤخرا دون المزيد من التعزيز .وأضاف أن السوق سيبحث بشكل مستمر عن إمكانيات أخرى ولذلك يمكن للعملة التشيكية أن تستفيد من ذلك إضافة إلى بعض العملات القوية من دول وشط وشرق أوروبا. من جهته يقول مدير شركة ريكورد جيمس وود كولينس بان الشركة أسست في حزيران يونيو الماضي صندوقا هدفه الاستفادة من التغييرات الجارية في السوق نتيجة لتعمق أزمة المديونية في منطقة اليورو وانه عندما يسود الهدوء نشتري التامين الرخيص إلى حين عودة الخوف وان هذا الضغط من الممكن أن لا يحل خلال عام أو عامين.

وكان الكورون التشيكي قد عز قوته منذ بداية العام تجاه اليورو بمقدار 2,4% في حين يبقى البنك الوطني التشيكي أسعار الفائدة منذ أكثر من عام بحدود هي الأقل تاريخيا وهي 0,75 % كما لا يبدو أن هنالك مؤشرات لرفعها حاليا .وكانت وكالة موديز للتصنيف التأميني قد أكدت بداية أب أغسطس الحالي استمرار تصنيف تشيكيا بدرجة A 1 الأمر الذي يعتبر خامس أعلى ترتيب لدى جدول الوكالة أما الأفاق المستقبلية لتشيكيا وفق الوكالة فهي مستقرة مما يعني أن الوكالة لا تعتزم في اقرب وقت تغيير هذا التصنيف .

ووفق الوكالة فان تشيكيا لديها موقع فائدي قوي وانه بفضل مديونيتها المنخفضة نسبيا يمكن أن تكون مصانة من تداعيات الأزمة في منطقة اليورو . إلى ذلك يرى بنك اوني كريديت الإيطالي بان أزمة الديون الطويلة في منطقة اليورو وتباطؤ وتيرة النمو للاقتصاد العالمي يمكن لهما أن يجعلا المستثمرين يتطلعون نحو السندات الحكومية التشيكية. ورأى أن تشيكيا تعتبر في إطار وسط وشرق أوروبا ميناء امن ولاسيما بسبب استقرار العملة وانخفاض أسعار الفائدة . وكان الفرنك السويسري قد وصل إلى أدنى مستوى له هذا العام في ابريل الماضي ثم عزز قوته تجاه اليورو بمقدار يزيد عن 23 % أما السبب في ذلك فقد ارجع إلى المخاوف التي ظهرت من توسع أزمة المديونية إلى دول أخرى في منطقة اليورو مثل ايطاليا وأسبانيا .

كما حقق الفرنك السويسري مستوى قياسي تجاه الدولار أيضا الأمر الذي اعتبر المؤشر الأول لتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة غير أن الارتفاع السريع للعملة السويسرية دفع بالبنك المركزي السويسري إلى التدخل لإضعافه لان سعره المرتفع من شانه أن يهدد الصادرات السويسرية .من جهته, توقع البنك الوطني التشيكي أن يكون سعر الكورون تجاه اليورو هذا العام 24,10 أما العام القادم فيتوقع أن يعزز الكورون قوته إلى 23,10 وفي عام 2013 إلى 22,50 أما الآن فان سعر الكورون يتراوح حوالي 24,45 مقابل اليورو .