أصابت quot;الدوخةquot; المستثمرون منذ مطلع العام. فالبعض منهم يرى طريقه بصعوبة، والبعض الآخر يسير على طريق دائرية توصله، في النهاية، الى نقطة الانطلاق. فالمرافيء الآمنة تنقرض مع مر الوقت. ولا يعلم أحد، بعد، ما اذا كان الاستثمار في الذهب وسندات الخزائن سيُصاب بانتكاسة أم لا، في الشهورالقادمة.


برن:يفيد الخبراء السويسريون أنه يوجد حلين اثنين أمام المستثمرين. يتمثل الأول في تعطيل كل البرامج والمشاريع الاستثمارية والجلوس أمام شاشات الكمبيوتر لمراقبة المستجدات المالية. أما الثاني، الذي يهم الطبقات المرتاحة مادياً، فانه يتمثل في دوزنة المال المخصص للاستثمار اعتماداً على درجة الخطر التي يريد المستثمر تبنيها.

التعايش مع تقلبات البورصات السريعة بات ضرورياً. ولعشاق المخاطر المالية يجمع رأي المحللين على ضرورة بيع الأسهم التي لا تلفها مخاطر عالية، لا سيما تلك المباعة باليورو، واعادة استثمارها في برامج مالية ذات خطورة عالية. أما بالنسبة للمستثمرين الصغار، فانهم الأكثر عرضة لتكبد الخسائر، من جيوبهم، بسبب خبرتهم الضعيفة في الأسواق المالية ومن جراء الاستشارات المالية الناقصة التي تقدمها المصارف اليهم. وبما أن العديد من الأسهم المصرفية الأوروبية تراجع سعرها كثيراً، في الآونة الأخيرة، فان الاقبال على شرائها تضاعف منذ مطلع الأسبوع المنصرم. مع ذلك، ينصح الخبراء الجميع الابتعاد عن شراء كمية مبالغ بها من هكذا أسهم.

في سياق متصل، يشير الخبير مارك لييرا الى أن الاستثمار في سندات خزائن الدول، التي لا تعاني من ديون ضخمة، هو الأفضل اليوم. كما أن فكرة الاستثمار في أسهم الشركات التي نجحت في تحقيق بعض الأرباح، منذ مطلع العام، برغم الأزمة المالية، جيدة. وفي ما يتعلق بالاستثمار في عملات الدول التي لم تهتز صادراتها كثيراً، بفعل الكساد الاقتصادي، فانه موضة جديدة بدأت تلقى صدى جيداً حول العالم.

علاوة على ذلك، ينصح هذا الخبير المستثمرين شراء أراض زراعية أم تخصيص جزء من الأموال داخل صناديق الاستثمار الزراعية. فالقطاع الزراعي، في الأعوام القادمة، سيشهد تغييرات جذرية، اعتماداً على تغييرات الطقس والتغييرات الديموغرافية وارتفاع عدد سكان العالم. ما سيجلب معه استراتيجيات زراعية متقدمة من الجدير الاستثمار داخلها.