بروكسل: يجتمع القادة الاوروبيون الاثنين في قمة هي الاولى التي تفلت من تسمية قمة quot;الفرصة الاخيرةquot; منذ فترة طويلة بعد الهدوء النسبي الذي تشهده ازمة الديون التي لم يتم مع ذلك ايجاد حلول دائمة لها حتى الان.
فقد ادى الانفراج الذي ساد سوق السندات في الاسابيع الاخيرة اثر قيام البنك المركزي الاوروبي بضخ كمية هائلة من رؤوس الاموال في القطاع المصرفي الى استعادة بعض الهدوء بعد عامين من التوتر المستمر والتساؤلات بشان مستقبل اليورو وقدرته على البقاء.
والخميس حققت ايطاليا نجاحا واضحا بطرحها سندات بقيمة خمسة مليارات يورو على عامين بفائدة منخفضة.
ويقول هانز مارتنز الخبير الاقتصادي في مركز يوروبيان بوليسي سنتر quot;يبدو ان الاسواق غيرت موقفهاquot; مشيرا الى ان تخفيض التصنيف الائتماني للعديد من الدول الاوروبية ومن بينها فرنسا وايطاليا واسبانيا من قبل مؤسسة ستاندرد اند بورز لم يحل دون نجاح عمليات اصدار السندات التي جرت حديثا.
ودليلا على ذلك فان قمة الاثنين للاتحاد الاوروبي ستخصص الجزء الاكبر من اعمالها لوسائل انعاش النمو والوظيفة في اوروبا المطالبة بالاسراع بطي صفحة ازمة الديون السوداء ومعها صفحة التقشف في الموازنة.
وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر مهدئا quot;لن تكون هناك ارقام او قرارات مثيرةquot;. لكن الامر الاهم هو بعث رسالة تفاؤل الى الراي العام الذي اخافته الازمة.
ويبدي كل من وزير المالية الفرنسي والالماني، فرنسوا باروان وفولفغانغ شوبل، بعض التفاؤل. وقال باروان quot;هناك اشارات على وجود نوع من الاستقرار في منطقة اليورو ويبدو ان المستثمرين يشعرون الان بالاصلاحات الضخمة التي اجرتها غالبية الدول الاعضاءquot; في الاتحاد الاوروبي.
من جانبه قال شوبل quot;نحن نسير على الطريق السليمquot; معتبرا مع ذلك انه quot;ما زال من المبكر اعتبار اننا تجاوزنا مرحلة الاسوأquot;.
ويشاركهما هذا الحذر مسؤول اوروبي معني مباشرة بادارة الازمة يرى انه quot;من المبكر جدا التخلي عن اليقظة لان موقف الاسواق لا يتسم دائما بالمنطقيةquot; وان هذا الهدؤ النسبي يعزى الى حد كبير لعامل فني وهو عمليات ضخ السيولة التي قام بها البنك المركزي الاوروبي والتي اتاحت للبنوك الوطنية البدء من جديد في شراء الدين العام.
واضاف محذرا quot;منذ عام شاهدنا مرحلة هدوء ثم تجددت الازمة وبقوة مع البرتغالquot; التي اضطرت الى طلب مساعدة دولية.
ولا يبدو حتى الان ان هذا البلد تمكن من الخروج من الازمة. كما لا تزال اسبانيا تعاني من عجز في الموازنة مقارنة بالتوقعات اثار قلق الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع. اما بالنسبة لليونان فهي ايضا تواجه صعوبة في الخروج من حالة الركود.
ولا تزال الشكوك قائمة في امكانية التوصل الى اتفاق مع البنوك المطالبة بخفض قروضها بواقع مائة مليار يورو لتفادي تخلف quot;غير منضبطquot; للدول عن السداد. وهو السيناريو الذي لم يعد مستبعدا.
وقال هانز مارتنز quot;حتى فشل المفاوضات حول مشاركة القطاع الخاص وايضا احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو اصبحا على ما يبدو ضمن السيناريوهات التي يمكن احتمالهاquot;.
في المقابل تبدو الامور تسير على ما يرام وان كان ببطء بشان ترسانة مكافحة الازمة في منطقة اليورو.
اذ يشن صندوق النقد الدولي حملة كبيرة لاقناع منطقة اليورو برفع القوة الضاربة لصناديق انقاذ الدول المأزومة الى 750 مليار يورو مقابل حد اقصى 500 مليار حتى الان.
فالمانيا التي ما زالت ترفض حتى الان اي زيادة في مساهمتها يمكن مع ذلك ان توافق قريبا على تقديم بعض التنازلات بشان هذه النقطة في مقابل الاقرار المتوقع الاثنين لمعاهدة اوروبية جديدة تعزز انضباط الميزانية بناء على طلب برلين.
ورغم النفي الرسمي تبدو المستشارة انغيلا ميركل مستعدة لتليين موقفها وفقا لمصدر على اطلاع واسع بحالة المفاوضات.
واعرب مصدر اوروبي اخر عن الامل في امكانية ان يؤدي تزامن الجدول الزمني لتوقيع معاهدة الميزانية مع اعادة تقييم سقف صناديق الانقاذ خلال قمة اخرى في اذار/مارس الى اقناع الالمان بزيادة الوسائل المالية لهذه الصناديق.
التعليقات