واشنطن: توقعت محللة اقتصادية حصول تبدلات اقتصادية وسياسية في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة، مع نية الولايات المتحدة الوصول إلى مرحلة من الاكتفاء التي تغنيها عن استيراد النفط من الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن ذلك سيعني تزايد الدور الصيني مع شهية بكين المفتوحة على نفط الخليج العربي وإيران.

وقالت رنا فارهار، المتخصصة بشؤون الاقتصاد في مجلة ldquo;تايمrdquo; الأميركية لموقع ldquo;سي إن إنrdquo; الاخباري إن زيارة نائب الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى الولايات المتحدة مؤخراً جاءت وسط ارتفاع وتيرة التوتر بين الجانبين بسبب ملفات التجارة والسياسة النقدية لبكين، وقلق الولايات المتحدة حيال دور الصين الاقتصادي المتصاعد.وأضافت أن واشنطن تنظر إلى بكين بعين الريبة، رغم أن اقتصادها ما زال ثالث أكبر اقتصاد عالمي، بينما تحتل الولايات المتحدة المركز الأول، كما أن متوسط الدخل الفردي الصيني لا يتجاوز عشرة في المائة من نظيره الأميركي.

ولفتت فارهار إلى أن إعلان الصين مؤخراً عن عقد جديد لشراء النفط من إيران أكد رغبة بكين في منع الولايات المتحدة - التي تفرض عقوبات اقتصادية على طهران بسبب ملفها النووي - من الوقوف بوجه طموحاتها لتوفير الطاقة لاقتصادها.كما أشارت إلى أن التقرير الأخير لشركة ldquo;بي بيrdquo; النفطية توقع أنه بحلول عام 2030، ستكون أميركا قد حققت استقلالاً شبه كامل في مجال الطاقة بعد توسيع قدرات الإنتاج المحلية من النفط والغاز وزيادة الاستيراد من كندا، ما يضعف من أهمية نفط منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لها.

ونقلت فارهار عن دانيال يارجن، المحلل المعروف في مجال سوق الطاقة، قوله إن النصف الغربي من العالم ldquo;لن يعود لاستيراد النفط من النصف الشرقي بحلول عام 2030rdquo;.ولكن في الفترة عينها، ووفقاً لتقرير ldquo;بي بيrdquo;، ستكون الصين قد باتت دولة تعتمد بشكل شبه كامل على النفط المستورد من المنطقة، وستستورد 80% من حاجاتها من الطاقة، بينما تستورد الهند 90% من حاجاتها.وخلصت فارهار إلى القول إن هذا التبدل في وجهة تصدير النفط من الشرق الأوسط ستترتب عليه تغييرات سياسية في المنطقة، إذ أن الصين غير مهتمة بإسرائيل التي ترتبط بعلاقات تحالف قوية مع الولايات المتحدة، وإنما ينصب اهتمامها على كيفية توفير الطاقة الرخيصة.