الرئيس الأميركي باراك أوباما

بينما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم أمس أنه لا يوجد حل سحري لخفض سعر البنزين، الذي وصل إلى 3.74 دولار للغالون في المتوسط، فإنه أشار في السياق نفسه كذلك إلى أن إدارته بدأت تتخذ بالفعل خطوات لمواجهة سياسة الطاقة على المدى الطويل.


القاهرة: في مؤتمر صحافي عقده يوم أمس، رفض أوباما الهجمات التي يتعرّض لها من جانب الجمهوريين، والتي ارتكزت على تصريحات سبق أن أدلى بها مسؤولو الإدارة، وأشاروا من خلالها إلى أنهم يرون ميزات في ارتفاع أسعار النفط.

وتساءل أوباما في هذا الصدد: quot;من وجهة نظر سياسية بحتة، هل تعتقدون أن رئيس الولايات المتحدة، الذي يخوض حملة لإعادة انتخابه، يرغب في ارتفاع أسعار الغاز؟ - وأنا إذ أرغب في أن تنخفض أسعار الغاز، لأنها تضرّ بالعائلات، وهذا ليس جيداً بالاقتصاد الكليquot;.

ولفتت في هذا السياق صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أن أسعار البنزين أضحت قضية ساخنة بالنسبة إلى المشرعين والمرشحين.

وأوضحت أن الجمهوريين في مجلس النواب يخططون لعقد جلسة استماع اليوم بشأن ارتفاع أسعار الغاز، كما سيمثل وزير الطاقة، ستيفن شو، لجلسة استماع منفصلة في مجلس النواب يوم غد.

وفي مؤتمره الصحافي، قال الرئيس أوباما إن الهدف الذي يعتزم تحقيقه على المدى الزمني البعيد لا يزال متعلق بمساعيه إلى خفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط - وهو الهدف الذي يسهل تحقيقه حين يكون الغاز مكلفاً.

وأشار أوباما إلى أن معايير كفاءة الوقود الجديدة الخاص بالسيارات، والتي قدمتها الإدارة، سوف تنقذ في الأخير أموال المستهلكين، وسوف تساعد على حمايتهم من ارتفاع أسعار الغاز.

وبدأ ميت رومني، المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية، حملته الانتخابية في داكوتا الشمالية الغنية بالنفط، بانتقاده الطريقة التي تتعامل من خلالها إدارة أوباما مع مساعي تطوير الغاز والنفط. كما طالب المرشح نيوت غينغريتش أنصاره بأن يشنوا حملات على محطات الغاز. وفي خضم كل هذه الأحداث السياسية المتلاحقة، لم تثر أسعار الغاز المرتفعة مشاعر قلق الناخبين بصورة كبيرة حتى الآن.

مع هذا، فإن أسعار الغاز تميل إلى الارتفاع خلال فصلي الربيع والصيف. كما تسببت التوترات الجيوسياسية في إيران، جنباً إلى جنب مع مشكلات إنتاج النفط الحالية في السودان واليمن وسوريا ونيجيريا والطلب غير المفحوص على النفط في آسيا، في الإبقاء على أسعار النفط الخام فوق 100 دولار للبرميل. فيما تشكل أسعار النفط الجزء الأكبر من تكاليف البنزين، الذي بلغ 3.74 دولار للغالون قبل بضعة أيام.

وقال الجمهوريون في الكونغرس إن أوباما سعى إلى عرقلة عمليات إنتاج النفط والغاز داخلياً، وانتقدوا أيضاً برنامج وزارة الطاقة المتعلق بضمان القروض للحصول على طاقة بديلة.

وفي جلسة استماع أقيمت في الأسبوع الماضي في مجلس النواب، أشار النائب الجمهوري عن ويسكونسين، جيمس سينسينبرينر، بأصابع الاتهام إلى وزير الطاقة.

وأضاف: quot;لقد ارتفعت أسعار الغاز بنسبة وصلت إلى 100 % تحت رقابتك، وهذا أمر غير مقبولquot;، وطالبه في الوقت نفسه بأن يوضح موقفه المتناقض بشأن ارتفاع أسعار الغاز، وهو ما رد عليه الوزير بالقول: quot;نحن لا نسعى فحسب إلى إبطاء الأسعار، وإنما إلى عكس سعر الزيادة الحاصلة في البنزينquot;.

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب، بل طالب يوم أمس الرئيس باراك أوباما المدعي العام إيريك هولدر بأن يولي مزيداً من الاهتمام بالمضاربات المحتملة في أسواق النفط، التي أشار بعض الديمقراطيين إلى أنها من العوامل المساهمة في ارتفاع الأسعار.