واشنطن: يدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يتعرض لهجمات حادة من قبل منافسيه الجمهوريين، المعركة من اجل اعادة انتخابه لولاية ثانية مع القائه خطابا حول حال الاتحاد الثلاثاء امام الكونغرس يتمحور حول الاقتصاد ويتوقع ان يكون شديد اللهجة.

وينتظر ان يلقي أوباما خطابه حول حال الاتحاد، الملتقى السنوي الكبير للسياسة الأميركية، الثلاثاء عند الساعة 21:00 (الاربعاء عند الساعة 2:00 ت.غ) امام البرلمانيين في مبنى الكابيتول في واشنطن.

وقبل حوالي تسعة اشهر من الانتخابات الرئاسية، سيشكل هذا الخطاب الذي يستغرق ساعة ويبث مباشرة، فرصة للرئيس ليعرض على مواطنيه خططه في المجال الاقتصادي وهي تتمحور حول موضوع يركز عليه منذ اشهر وهو الدفاع عن الطبقات الوسطى في مواجهة الميسورين. وفي اوج الانتخابات التمهيدية للجمهوريين سيحرص أوباما على ان ينأى بنفسه عن السياسات التي يدعو اليها خصومه.

وقال السبت في تسجيل فيديو موجه الى مناصريه الديموقراطيين quot;يمكننا الذهاب في اتجاهين، الاول يخلق فرصا اقل ومساواة اقل والثاني يدفعنا الى العمل بجد -- وهذا الطريق هو الصحيح كما اعتقد -- لبناء اقتصاد يعمل من اجل الجميع وليس من اجل قلة من اصحاب الامتيازاتquot;.

وتحدث عن quot;خطة لاقتصاد أميركي يتم بناؤه لكي يستمرquot; مع اربعة اهداف عمل: اعادة اطلاق قطاع التصنيع وتطوير طاقات بديلة والتدريب المهني وquot;العودة الى القيم الأميركيةquot; القائمة على quot;العدالة والحس بالمسؤوليةquot;.

وابدى أوباما تصميمه على quot;بناء أميركا يتمتع فيها كل واحد بفرصته ويضع فيها كل واحد حجرا ويحترم قواعد اللعبةquot;، ملمحا ضمنا بذلك الى المرشح الجمهوري ميت رومني الذي يواجه انتقادات بسبب ثروته الشخصية وممارساته كرجل اعمال.

ويعتزم الخصوم الجمهوريون لأوباما تحويل انتخابات 6 تشرين الثاني/يناير الى استفتاء حول حالة الاقتصاد الذي لا يزال يجهد للنهوض من الانكماش الذي سجل بين 2007 و 2009 رغم تراجع كبير لمعدل البطالة.

ويبدو ان معسكر المحافظين لم يتوحد بعد خلف مرشح واحد. فقد فاز الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي نيوت غينغريتش في الانتخابات التمهيدية التي جرت السبت في كارولاينا الجنوبية ما ادى الى تصدع موقع رومني كالمرشح الاوفر حظا للفوز بتسمية الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية.

وكل المرشحين الجمهوريين متحدون في رفض فوز أوباما. وقد اتخذت هجماتهم منحى عنيفا في الايام الماضية حيث اتهم غينغريتش السبت أوباما بانه تسبب quot;بكارثةquot; خلال ولايته. واكد ايضا ان الرئيس رفض مشروع انبوب النفط العملاق quot;كيستون اكس الquot; مع كندا من اجل ارضاء quot;اصدقائه المتشددين من اليسارquot;.

وملف انبوب النفط ليس سوى الفصل الاخير من الحرب الدائرة بين أوباما والجمهوريين في الكونغرس منذ سنة. والجمهوريون يسيطرون على مجلس النواب ولديهم اقلية معطلة في مجلس الشيوخ. لكن في الاسابيع الماضية، بدا أوباما مصمما على الرد واتهم منافسيه برفض اي تسوية حول رفع الضرائب بالنسبة للاكثر ثراء.

وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر انتهى به الامر بتحقيق فوز في ملف تمديد تخفيف الضرائب على الموظفين والاعانات للعاطلين عن العمل قبل ان يوجه ضربة للنواب الجمهوريين عبر فرض عليهم اربعة تعيينات بموجب مرسوم.

واعتبارا من الاربعاء سينقل أوباما رسالته ميدانيا، حيث سيزور خلال ثلاثة ايام خمس ولايات يمكن ان تكون حاسمة بالنسبة لاعادة انتخابه من ايوا الريفية الى ميشغان مركز صناعة السيارات (شمال) مرورا باريزونا ونيفادا وكولورادو، الولاية الثلاث الكبرى في الغرب الأميركي.