كأن الضيق المالي الطاحن وتدهور الأحوال المعيشية لا تكفي، فقد سجلت بريطانيا رقما قياسيا جديدا في أسعار وقود السيارات إذ وصل سعر جالون البنزين الخالي من الرصاص ما يعادل 10.6 دولار. وكل هذا قبل ضريبة إضافية سيدأ تطبيقها في مطلع اغيسطس / اب المقبل.


لندن: وقفت تكلفة ملء خزانة الوقود في السيارة المتوسطة المسماة في بريطانيا laquo;سبارة الأسرةraquo; على عتبة 100 جنيه (165 دولارا) مساء الجمعة. وحذّرت جماعات سائقي السيارات من أن هذا التيار سيتصاعد كثيرا قبل أن ينزل... إن كان له أن ينزل أبدا.

وتجاوزت أسعار الليتر من البنزين الخالي من الرصاص عتبة غير مسبوقة وهي 1.40 جنيه (2.31 دولار). ويعني هذا أن سعر الجالون منه وصل الى 6.35 جنيه (10.45 دولار). وقالت جماعات السائقين إنها تتوقع وصول الليتر الى 1.5 جنيه (2.47 دولار) ربما قبل حلول صيف العام الحالي.

ومن المحتم للنبأ أن يثير الهلع والغضب وسط أصحاب مختلف المركبات البالغ عددهم 34 مليونا في بريطانيا، خاصة وأنه يأتي بعد يومين فقط من فرض وزير الخزانة، جورج اوسبورن، فريضة وقود مثيرة للجدل ستضيف نحو 4 بنسات لليتر الوقود اعتبارا من الأول من اغسطس / اب المقبل.

والآن يجد أصحاب laquo;سيارة الأسرةraquo; التي يسع خزان وقودها لسبعين ليترا من البنزين الخالي من الرصاص أن تكلفة هذا تبلغ 98 جنيها على الأقل (اعتمادا على أسعار محطات الوقود غير الموحدة). ويمثل هذا المبلغ زيادة قدرها 6 جنيهات (نحو 10 دولارات) مقارنة بما كان عليه متوسط الأسعار في بداية العام الحالي.

ووفقا لأرقام laquo;رابطة السياراتraquo; البريطانية - وهي الأكبر من نوعها في البلاد - فقد بلغ متوسط سعر الليتر في عموم محطات الوقود 1.42 جنيه بينما يقف متوسط سعر الليتر من الديزل (المازوت) 146.72 جنيه. ويذكر أن الجالون البريطاني يساوي 4.54 ليتر.

ونقلت الصحف عن بيان للرابطة جاء فيه أن السائق الذي تستهلك سيارته متوسط 106.17 ليتر من النبزين في الشهر، سيجد أنه يدفع 8.44 جنيه (نحو 14 دولار) إضافية إلى ما كان يدفعه قبل ثلاثة أسابيع فقط. وقالت إنه مع بدء تطبيق الضريبة في الميزانية الجديدة من مطلع اغسطس (زائدا ضريبة القيمة المضافة العادية)، تكون الزيادة المتعين على السائق دفعها أكثر من 12 جنيها (قرابة 20 دولارا) علارة على ما كان يدفعه في بداية العام الحالي.

وكانت جماعات السيارات قد ناشدت وزير الخزانة الامتناع عن فرض الضريبة الجديدة التي وردت في ميزانيته الأربعاء الماضي laquo;لأن السائقين يعانون الأمرين وهما الضيق المالي العام وسط الأزمة العالمية الراهنة وأسعار الوقود المتصاعدة ابداraquo;.

وأضافت أن المجتمع بأكمله سيتضرر من هذه الضريبة لأن ارتفاع أسعار الوقود تعني ارتفاعا تلقائيا في اسعار السلع والخدمات. لكن الوزير أصر على أن الصالح العام يستوجب هذه الضريبة في زمن تشكو فيه الخزينة الحكومية من عجز غير مسبوق منذ الثلاثينات.