قبل عيد الفصح بأيام قليلة ،ظهرت البطاطس المصرية مجدداً في الأسواق الألمانية ،بعد فترة توقف حظر فيها الأتحاد الآوروبي استيراد عدد من المحاصيل الزراعية المصرية لمخالفتها القواعد المنصوص عليها.


صلاح سليمان من ميونيخ: على الفور أعرب إتحاد المزارعين الألمان في إقليم بافاريا عن مخاوفه من منافسة البطاطس المصرية بعد قيام سلسلة متاجر quot;ألدي quot; الشهيرة والتي تنتشر في كل الربوع الألمانية بالتعاقد مع الجانب المصري على شراء حصص من البطاطس المصرية من أجل طرحها للمستهلك الألماني.

يشتكي المزارع البافاري quot; برنارد رويلquot; من ذلك القرار، ويعرب عن قلقه بشأن آلاف الأطنان من البطاطس المحفوظة في مخازن الفلاحين البافاريين ويقول: ان هذا القرار غير مفهوم بالنظر الي ان محصولهم من العام الماضي كان وفيرا وهو محفوظ بحالة جيدة ، بل وهو من نوع البطاطس العضوية ،ولا يمكن مقارنته بالبطاطس المستوردة من الشرق الأوسط ، لكن مصدر مسئول من سلسلة متاجرquot; ألدي quot; صرح قائلاًً إن السياسة لدينا هي شراء البطاطس الطازجة وطرحها للمستهلك.

الحقيقة أن سوق الخضار في المانيا، هو سوق مفتوحة ،ويتم الأستيراد من كل دول العالم ،ويجري فيها التنافس على أشده.. ولا يكسب فيها إلا الأصناف الجيدة والطازجة بغض النظر عن موطن الإستيراد.

رغم ذلك يشتكي المزارعون الألمان من عدم شراء البطاطس المخّزنة لديهم ويقول quot;برنارد رويلquot; إن إحجام متاجرquot;ألدي quot;عن الشراء منهم سوف يسبب خسائر كبيرة لاسيما وان طن البطاطس العضوية يكلف 200 يورو وأن المحصول المتوفر من العام الماضي مازل محفوظ بكميات كبيرة ولا يدري ماذا يفعلون به!!.في هذا الإطار يري مزارع آخر ان السوق التنافسية في البطاطس في ألمانيا لابد وأن يعاد النظر فيها ، مثلا يتم استيراد البطاطس من قبل مقاطعات الشمال الألماني ،ثم بعد ذلك يتم بيعها في اسواق ولاية بافاريا الجنوبية التي تنتج البطاطس بكميات وفيرة.

يتساءل الفلاحون البافاريون بمرارة لماذ تحجم االمتاجر عن شراء محصول بطاطس العام الماضي منهم وتفضل شراء البطاطس المصرية ؟وأنواع أخري من بطاطس الدول الشرق اوسطية ، إن الإجابة ببساطة على ذلك التساؤول يوضحها المتحدث الإعلامي باسم متاجر quot;ألديquot; الذي يقول :إن إدرة الإستيراد في المتاجر تُرجع الأمر الي السياسة المتعلقة بالجودة، لكن المزارع quot;برنارد رويلquot; يقول ولماذا لم يخبرونا عن ذلك من قبل!!.. ويتساءل وهل نرمي الكميات المخزنة لدينا الآن في القمامة؟

في سياق متصل يري المزارعون الألمان ان البطاطس التي ينتجونها هي عضوية وصحية للغاية وذات مذاق افضل من البطاطس التي يتم استيرادها من منطقة الشرق الأوسط ، فهم يرون أن مظهرها الخارجي فقط هو الجذاب.

يقول المزارع quot; كونراد تسولرquot; ان البطاطس المحلية وتحديداً البافارية هي ذات طعم ومذاق جيد مقارنة بالبطاطس المصرية وبطاطس الشرق الأوسط بصفة عامة ، فهو يري أنها لاتأخذ حظها من المياه الكافيةاثناء فترة زراعتها ، ويضبف إن البطاطس عندنا تظل في التربة مدة 6 شهور حتي يتم اكتمالها التام من الناحية الفسيولوجية وحتي يكتمل بناء المعادن والفيتامينات المتعددة فيها.

يحاول المزارعون البافاريون تشجيع المستهليكن على شراء البطاطس البافارية ، وذلك بوضعهافي اكياس تحمل الشعارات البافارية التي ترمز الي الجودة ، حيث أن المحاصيل البافارية تتمتع بالسمعة الطيبة في كل انحاء العالم .

معروف أن مصر هي واحدة من أهم ثمانية دول تنتج البطاطس في العالم ، وهي تحتل مركز متقدم بين الدول المصدرة للبطاطس ، وتبلغ قيمة صادرتها حوالي rlm;72rlm; مليون دولارrlm; سنوياً، وهي نسبة تصل الي rlm;5,81%rlm; من اجمالي الصادرات العالميةrlm;.rlm;

اشتهرت مصركذلك بتصدير البطاطس الطازجة الي المانيا التي تحتل المركز الثاني في الأستيراد منها وتستحوذ على نسبة تصل الي 33.6 بما قيمته 24.23 مليون دولار سنوياً ، أما الدولة الأولي في استيراد البطاطس من مصر فهي ايطاليا التي تستحوذ على نسبة تصل الي 34,8%rlm; من إجمالي الصادرات التي تصل قيمتها الي rlm;25.12rlm; مليون دولار .

يصل إجمالي المساحة المزروعة سنويا بطاطس في مصر نحوrlm;200rlm; ألف فدان تنتج أكثر من مليوني طن بطاطس تكفي الاستهلاك المحلي ويتم تصدير نحوrlm;350rlm; ألف طن ،يذهب منها إلي السوق الأوروبية مابينrlm;200rlm; وrlm;250rlm; ألف طن.