ضمن خطة ترمي من ورائها طهران لمراوغة العقوبات المالية التي تفرضها الولايات المتحدة على شحناتها النفطية، أبرم مؤخراً وفد تجاري إيراني مجموعة صفقات مع الهند لشراء شحنات من الأرز والسكر وفول الصويا من الدولة القابعة بجنوب آسيا.
القاهرة: ذكرت صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية أن الهند لم تكن قادرة على دفع كامل أموال ورادات النفط الإيرانية، لأن العقوبات الأميركية المشددة صَعَّبت من إمكانية الحصول على دولارات أميركية، لإبرام صفقات مع إيران. وعوضاً عن ذلك، وافقت إيران على الدفع بالروبية الهندية وأرسلت وفداً تجارياً إلى الهند هذا الأسبوع للبحث عن بضائع يشتريها بالأموال التي تحصَّل عليها.
هذا وتهدد الولايات المتحدة بفرض عقوبات ضد المؤسسات المالية في الدول التي تخفق في خفض واردات النفط بشكل كبير من إيران قبل الموعد النهائي المحدد يوم الثامن والعشرين من شهر حزيران/ يونيو المقبل. وقد أثنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال زيارة كانت تقوم بها للهند هذا الأسبوع، على خفض نيودلهي لصفقات شرائها من إيران خلال الأشهر الماضية، لكنها حثت المسؤولين على القيام بتخفيضات أكبر. ولفتت الصحيفة في هذا الإطار إلى أن مسؤولاً كبيراً من وزارة الخارجية الأميركية سيسافر إلى الهند الأسبوع المقبل لتقييم قدرة البلاد على نقل مزيد من عمليات شراء النفط إلى بلدان مثل العراق والسعودية.
ورغم خفضهم لصفقات الشراء من إيران، إلا أن مسؤولين هنود أوضحوا أن البلاد، التي ترتكز على الواردات لتلبية ثلاثة أرباع احتياجاتها من النفط الخام، يتعين عليها الشراء من إيران، للإيفاء بالطلب المحلي المتزايد على النفط. وتابعت الصحيفة حديثها بالقول إن زيارة الوفد التجاري الإيراني، التي تزامنت مع زيارة هيلاري كلينتون للهند هذا الأسبوع، أظهرت التوازن الدقيق الذي تحاول نيودلهي أن تحافظ عليه بين إتباع تعليمات واشنطن وبين الاستمرار في شراء النفط من إيران.
وقد رفض بيتر فرومان، متحدث باسم السفارة الأميركية في نيودلهي، التعليق على زيارة الوفد التجاري الإيراني للبلاد. لكن يحيي الإشاغ، رئيس غرفة طهران للتجارة والصناعة والمناجم قال :quot; ليس لنا علاقة بزيارة كلينتون. ونحن سعداء للغاية لانجاز أعمالناquot;. ومن المقرر أن ينهي هذا الوفد، المكون من مسؤولين حكوميين ومندوبين عن شركات حكومية وخاصة، زيارته المستمرة منذ ستة أيام يوم غد الجمعة. وقال رفيق أحمد، رئيس اتحاد منظمات التصدير الهندية، إن جماعات الأعمال الخاصة أجرت مفاوضات حول صفقات بشأن سلع زراعية يمكن شحنها بدءً من مطلع الشهر الجاري.
ولم يكشف الإشاغ عن حجم الصفقات، لكنه أكد أن كلا الدولتين تسعيان لتكثيف حجم التجارة السنوية ليصل إلى 24 مليار دولار على المدى الزمني المتوسط في الوقت الذي تقدر قيمته الآن بـ 14 مليار. هذا وسبق لوفد هندي من المصدرين أن سافر إلى إيران مطلع العام الجاري لعرض المنتجات الخاصة بهم. وعاود الإشاغ ليقول إن الصفقات بالريال الإيراني والروبية الهندية من خلال نافذة الائتمان قد بدأت بالفعل.
ومن غير المحتمل أن تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء آلية الدفع، في الوقت الذي تتيح فيه لطهران فقط إمكانية الحصول على الروبية الهندية وليس عملة قابلة تماماً للتحول مثل الدولار الأميركي، الذي قد تستخدمه في زيادة دعمها لبرنامجها النووي.
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي الحكومة الهندية قوله إن نيودلهي تفكر في تصدير القمح من مناطق أخرى، مثل ولاية جوجارات الغربية وولاية مادهيا براديش الوسطى، اللتين اتضحا أن إنتاجهما من القمح خال من أي أمراض فطرية، وذلك بعد أن توقف صفقة كانت تتفاوض إيران من خلالها على شراء ما يصل إلى ثلاثة ملايين طن قمح من الهند، نتيجة اكتشاف مرض فطري في محصول البلاد بالمنطقة الشمالية.
التعليقات