تأتي استضافة الرئيس الأميركي باراك أوباما لقادة العالم في قمتين لتشكل أول اختبار للطريقة التي تؤثر من خلالها الاضطرابات السياسية بين أكبر كيانات العالم الاقتصادية على السياسات العالمية بشأن قضايا منها الحرب الأفغانية وأسواق النفط وميزانيات الدول.


القاهرة: بدأ قادة الدول في التجمع بكامب دافيد مساء اليوم لعقد اجتماع خاص بمجموعة الثماني، وسيحضر كثير منهم كذلك قمة حلف شمال الأطلسي التي ستبدأ بعد غد في شكياغو، وسيبدأ أوباما جدول أعماله خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع بمقابلة صباح اليوم مع الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند في البيت الأبيض، وهو الرئيس الذي قد يجلب معه مجموعة من التغييرات المحتملة في سياسات فرنسا الخاصة بالحرب والاقتصاد.

الرئيس الأميركي باراك أوباما

وفي هذا الصدد، أشارت اليوم صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية إلى أن هذا اللقاء، وهو الأول الذي يجمع بين الزعيمين الأميركي والفرنسي، يأتي في وقت هام بالنسبة لأوباما، الذي يبدي اهتماماً سياسياً كبيراً بالأوضاع في منطقة اليورو المضطربة، بالنظر إلى أن احتمالات إعادة انتخابه تعتمد بشكل كبير على وضعية الاقتصاد الأميركي، الذي قد يتضرر مع زيادة تفاقم وتدهور أزمة الديون الأوروبية.

وأضافت الصحيفة أن لقاء أوباما ndash; هولاند سيلقي الضوء كذلك على تحالف واشنطن ndash; باريس المتعلق بالحرب في أفغانستان، خاصة وأن هولاند خاض حملة ترشحه لانتخابات الرئاسة بناءً على الوعود التي أكد من خلالها على سحب القوات الفرنسية من أفغانستان بحلول نهاية 2012. وسيحاول أوباما أن يحصل من هولاند على موقف واضح بخصوص الإسهامات التي ستقدمها فرنسا للحرب في أفغانستان، بينما تتحضر فيه معظم القوات الأميركية والأجنبية الأخرى للانسحاب بحلول نهاية عام 2014، وفقاً لما صرح به توم دونيلون، مستشار الأمن القومي للرئيس أوباما.

وعاودت ستريت جورنال تشير إلى أن أوباما ونظرائه في قمة مجموعة الثماني سيناقشون كذلك وضعية أسواق النفط العالمية، خاصة في ظل العقوبات المفروضة على إيران. وقال دونيلون: quot;سيناقش القادة نطاق الخيارات المطروحة أمامهم بهذا الشأنquot;.

وسيبدأ قادة مجموعة الثماني القمة بمناقشة حفنة من القضايا الأمنية خلال حفل عشاء سيتم تنظيمه اليوم الجمعة، بما في ذلك المحادثات المقررة بعد أيام مع إيران في بغداد، وكذلك الشواغل الدولية المثارة في الوقت الراهن بشأن كل من كوريا الشمالية وسوريا.

وعلى الصعيد الإيراني، أفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تتطلع لتأكيد حدوث إجماع بين الدول الأعضاء في مجموعة الثماني للمضي قدماً في العقوبات والانخراط في الوقت ذاته في محادثات مع طهران.

وكان من المفترض أن يشكل هذا اللقاء فرصة ملائمة لأوباما كي يعقد أول اجتماعاته مع فلاديمير بوتن بعد عودته من جديد للرئاسة. غير أن بوتن ألغى رحلته، وأرسل بدلاً منه ريس الوزراء ديمتري ميدفيديف.

وأشار دونيلون كذلك إلى أن الولايات المتحدة سبق لها أن وجدت حليفاً في الرئيس نيكولا ساركوزي بخصوص طريقة التعامل مع إيران، وهي إذ تتوقع الآن نفس الموقف من هولاند.

وفيما يتعلق بقمة الناتو، أشار مسؤولون أميركيون إلى أنهم ينظرون إلى تلك القمة باعتبارها طريقة يمكن أن يلقون من خلالها الضوء على تعهد أوباما بإنهاء الحرب في أفغانستان. وتدعو خطط الناتو لمنح الأفغان زمام الأمور في تنفيذ العمليات القتالية بجميع أنحاء البلاد منتصف العام المقبل تقريباً. وذلك في الوقت الذي يتوحد فيه أعضاء الناتو حول خطة ترمي إلى تمويل قوات الأمن الأفغانية بحوالي 4 مليار دولار سنوياً.

وبينما سبق لأوباما أن أمر الجيش الأميركي بحسب 68 ألف جندي بحلول أيلول/ سبتمبر المقبل، إلا أنه أرجأ قراراته المتعلقة بالخطوات المقبلة في عملية سحب باقي القوات إلى ما بعد انتخابات الرئاسة المقررة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

كما نوهت الصحيفة إلى أن الأمين العام لحلف الناتو، اندرس فوغ راسموسن، يحث الدول الأعضاء على التقدم بتعهدات في شيكاغو لمبادرته الخاصة بـ quot;الدفاع الذكيquot;. فبينما تواجه كافة الدول الأعضاء في الحلف خفض في ميزانياتها، يعمل راسموسن من أجل إقناع الدول بالعمل عن قرب مع بعضها البعض لتنسيق عمليات شراء الأسلحة ولتطوير القدرات والإمكانات التي تفتقر إليها البلدان في القارة الأوروبية.