طهران: ظهرت بيانات تتبع السفن أن إيران وضعت أسماء جديدة باللغة الإنجليزية، وغيرت الأعلام على متن كثير من ناقلاتها النفطية التي تبحر اثنتان منها صوب أوروبا، وذلك قبل أسبوع من سريان الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط من إيران.وتحول اسم الناقلة ''هاراز'' إلى ''فريدم''، وغيرت الناقلة ''نيسا'' اسمها إلى ''تروث''، كما تغير اسم الناقلة ''سيما'' إلى ''بلوسوم''، وتم تسجيل ثلث السفن التي تديرها شركة الناقلات الوطنية الإيرانية على الأقل في جزر توفالو في المحيط الهادي وتنزانيا بعد أن تخلت عن أعلام مالطا وقبرص.

وشركة الناقلات الوطنية الإيرانية ليست مدرجة ضمن عقوبات الأمم المتحدة، لكن مالطا وقبرص تعرضتا لضغوط متزايدة من الاتحاد الأوروبي لوقف رفع أعلامهما على سفن مرتبطة بالحكومة الإيرانية.وترفع شركة الناقلات الإيرانية أعلاما لجزر توفالو على 11 ناقلة على الأقل من ناقلاتها النفطية البالغ عددها 39 ناقلة، بينما ترفع علم تنزانيا على ناقلتين على الأقل.وأظهرت بيانات رويترز لتتبع السفن أن ناقلتين تحملان الآن اسمي ''بايونير'' و''ايليت'' تبحران في البحر الأحمر صوب أوروبا أمس، حيث يبدأ سريان الحظر على واردات النفط الإيراني في الأول من تموز (يوليو).وامتنعت شركة الناقلات الإيرانية عن التعقيب.

يأتي ذلك في حين تواصل صادرات إيران من النفط الخام الهبوط في حزيران (يونيو) إذ يتوقف مزيد من العملاء في أوروبا وآسيا عن شراء الخام الإيراني أو يقلصون مشترياتهم منه قبل سريان عقوبات أوروبية تهدف إلى إبطاء برنامج طهران النووي.ووفقا لشركة ترصد شحنات النفط ومصادر في شركات نفطية فإن الصادرات تراجعت لما بين 1.2 مليون برميل يوميا و1.3 مليون هذا الشهر، وبحسب نفس المصادر فإن الشحنات في أيار (مايو) كانت بين 1.5 مليون برميل يوميا و 1.6 مليون.وتوقف كثير من العملاء الأوروبيين من بينهم توتال وهيلينيك بتروليوم عن شراء النفط الإيراني قبل سريان الحظر الأوروبي على استيراد الخام الإيراني اعتبارا من أول تموز (يوليو).

وحظر الاتحاد في كانون الثاني (يناير) شراء الخام الإيراني، لكنه سمح باستمرار العقود القائمة حتى أول تموز (يوليو)، ويشتبه الغرب في أن إيران تسعى لصنع قنابل نووية لكن طهران تقول إن برنامجها النووي سلمي.وبلغت الصادرات الإيرانية 2 ـ 2.2 مليون برميل يوميا العام الماضي، بينما بلغ الإنتاج الإجمالي بما في ذلك ما يوجه للاستهلاك المحلي 3.5 ـ 3.6 مليون برميل يوميا.

وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية في وقت سابق إن شركات التأمين الإيرانية مستعدة لتوفير تغطية لناقلات النفط الأجنبية لمواصلة شحن الخام بعد بدء تنفيذ حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط الإيراني الشهر القادم.وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة لتخفيف عقوبات الاتحاد الأوروبي لن تتمكن شركات التأمين الأوروبية من توفير خدماتها للناقلات التي تحمل الخام الإيراني بدءا من أول تموز (يوليو) نتيجة للعقوبات المفروضة بسبب برنامج إيران النووي.

ودفع الحظر الوشيك زبائن الخام الإيراني للمسارعة للبحث عن تغطية بديلة، وأقر مجلس النواب الياباني مشروع قانون الجمعة لتوفير تغطية تأمينية في حين تدرس الهند توفير تأمين سيادي لشركاتها.وقال رئيس الهيئة المنظمة لقطاع التأمين في إيران إن شركات تأمين خاصة إيرانية اتحدت معا لتوفير تغطية للسفن وناقلات الخام التي تبحر في مياه إيرانية.ونقلت وكالة فارس عن سيد محمد كريمي قوله اليوم عندما بدأت شركات التأمين الدولية رفض التأمين على السفن التي تنقل النفط الإيراني فشكلت شركات محلية اتحادا لشغل هذا الفراغ، وقالت الوكالة يوجد 24 شركة تأمين خاصة في إيران.

كما قال مسؤول كبير في شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية في وقت سابق إن شركته لديها غطاء تأميني على السفن بمليار دولار ما يمكنها من الاستمرار في خدمة العملاء في آسيا بالرغم من العقوبات الغربية.وأضاف المسؤول في شركة ناقلات النفط الإيرانية الذي طلب عدم نشر اسمه أن أنشطة شركته في آسيا لم تتأثر، وأضاف أنه يمكن التعامل بدون أي مشكلات على الإطلاق في أي مكان في آسيا.لكن المسؤول رفض ذكر أحجام الشحنات، وتتعارض تصريحاته مع تصريحات لمشترين آسيويين قالوا إنهم يقلصون بشكل ملموس مشترياتهم من إيران، ومن بين هؤلاء مسؤول كبير في شركة نفط صينية قال إن سينوبك للتكرير ستخفض مشترياتها بما يصل إلى 20 في المائة هذا العام.