بعدما دفعت 100 مليون دولار لشرائها بغرض تحويلها الى أعظم فندق عائم في العالم، تخلّت دبي عن هذا الحلم الكبير كنتيجة مباشرة للنكبة التي أوقفت سائر مشاريعها العمرانية الأخرى. ورغم أنها تقول إنها تقلل فقط من laquo;حجم الحلمraquo;، فالواضح أن الصدأ هو الرابح بنهاية المطاف المكلِّف.

لندن: عندما دفعت مؤسسة laquo;استثمارraquo; في دبي 100 مليون دولار لشراء السفينة laquo;كوين اليزابيث 2raquo;، المعروفة اختصارا بالأحرف QEII laquo;كيو ئي 2raquo; العام 2007، جاء الخبر مصحوبا بأضواء إعلامية دولية ساطعة كشمس الخليج نفسها.
وكان السبب في هذا هو أن هذه السفينة كانت، منذ تدشينها في 1967، إحدى أشهر عابرات المحيطات السفرية على الإطلاق، وأن laquo;استثمارraquo; أنقذتها من المقبرة بإعلانها نيتها تحويلها الى أحد أرقى الفنادق العائمة في المعمورة. ووفقا لمشروع هذه الشركة الخليجية فقد كان مقررا أن تحتوي السفينة - الفندق على ألف غرفة وأن ترسو على جزيرة النخلة الصناعية التي تعد أشهر معالم دبي السياحية.
ولكن يليق القول هنا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن. فمثلها مثل المشاريع العمرانية الهائلة التي حولت دبي من مرفأ بسيط وجهه للبحر وظهره للصحراء إلى laquo;مانهاتن الشرق الأوسطraquo;، وقعت laquo;كيو ئي 2raquo; فريسة لأزمة الديون الطاحنة التي أوقفت عجلة العمران فجأة في الأمارة الصغيرة.
وبدلا عن ألف غرفة ومكان على نخلة الجميرة أو laquo;أتلاتنسraquo; الخرافية الجديدة، يقول مالكو السفينة إنهم سيكتفون الآن بـ300 غرفة وربما بمكانها الحالي في مرفأ رشيد الذي يعج بسفن الشحن التجاري. وبدلا عن تغيير ديكورها الداخلي على غرار البهرج الخليجي المعروف، فسيُحتفظ بمعظم القديم كما هو. وبعبارة أخرى مختصرة ومباشرة laquo;أن تترك كي يأكلها الصدأraquo;.
ونقلت laquo;ديلي ميلraquo; البريطانية التي أوردت النبأ عن سلطان احمد بن سُليّم، رئيس مجلس إدارة laquo;استثمارraquo; وأيضا laquo;دي بي ويرلدraquo; لإدارة الموانئ، قوله: laquo;للأسف فقد كان لدينا العديد من المشايع الطموحة، لكنها أخفقت. وبالنسبة لهذه السفينة فقد كنا ننوي تحويلها الى شيء مختلف تماما عما كانت عليه. لكننا اكتشفنا أن العديد من الناس يحبونها كما هي، فتركناهاraquo;.
وأضاف سليم أن محادثات تجري الآن مع ثلاث من المؤسسات الفندقية، بما فيها laquo;مجموعة الجميرةraquo; التابعة لـlaquo;دبي القابضةraquo;، لتولي مشروع فندق السقينة. ورغم أن كل هذا يصب في مشروع أقل طموحا من الخطة الأصلية، فإن هذا المشروع يشمل تطوير مرفأ رشيد ليصبح أحد المعالم السياحية في الامارة. واختتم بالقول: laquo;انتظر 18 شهرا وستظن أنك في مكان آخرraquo;.