إكس اون بروفانس:قال وزير المالية الفرنسي بيير موسكوفيشي امس الأحد إن هناك حاجة لإعادة رسملة البنوك الأسبانية سريعا وذلك بعد أيام من موافقة قمة دول منطقة اليورو على مشروع لدعم تلك البنوك بشكل مباشر.وقال موسكوفيشي في مؤتمر بمدينة إكس أون بروفانس في جنوب فرنسا 'يجب... أن نتحرك سريعا لإعادة رسملة البنوك الأسبانية بشكل مباشر وأعتقد أن هذا أمر متوقع'.


ووفقا للإتفاق الذي أبرم الأسبوع الماضي فإن أسبانيا ستقترض في بادئ الأمر أموالا من منطقة اليورو لإعادة رسملة بنوكها لكن القروض ستتحول إلى إعادة رسملة بنكية مباشرة بمجرد أن يصبح صندوق الإنقاذ الأوروبي الدائم قادرا على ذلك. واتفق المشاركون في القمة أيضا على أن تكون هناك مرونة في تعامل صناديق إنقاذ اليورو مستقبلا مع المساعدات المقدمة إلى كل من إيطاليا وأسبانيا، بحيث تكون نسب الفائدة على الأموال المقدمة لهاتين الدولتين قليلة.


من جهته استبعد فولفغانغ شويبله وزير المالية الألماني أن تحصل أسبانيا على مساعدات طوارئ مباشرة وسريعة هذا العام لإنقاذ مصارفها المتعثرة. وفي مقابلة مع صحيفة (البايس)'الأسبانية الصادرة امس قال شويبله المنتمي إلى حزب المستشارة انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي 'يجب أولا تشكيل هيئة رقابة أوروبية مشتركة على المصارف ، وهذه الهيئة لن تكون قادرة على القيام بوظيفتها خلال العام الجاري'.


وأوضح الوزير الألماني أن قروض الطوارئ المقررة للمصارف الأسبانية سيتم منحها بشكل مبدئي من صندوق الآلية المؤقتة لتسهيل الاستقرار الأوروبي (إي إف إس إف) لأن صندوق الآلية الدائمة للاستقرار الأوروبي (إي إس إم) غير موجود بعد. واضاف شويبله أن القروض ستحول مبدئيا إلى صندوق 'فروب' الأسباني لإنقاذ المصارف والذي سيحولها بدوره إلى المصارف المعنية مشيرا إلى أن أموال المساعدات ستضاف بالتالي إلى الديون السيادية لأسبانيا.


في الوقت نفسه وصف شويبله التكهنات التي أشارت إلى ضرورة لجوء أسبانيا للحصول على مساعدات من مظلة الإنقاذ الأوروبية على غرار ما فعلت اليونان والبرتغال وايرلندا بأنها 'مختلقة وغير مسؤولة'. وأكد الوزير الألماني على أن الدولة الأسبانية لا تحتاج إلى مساعدات إنقاذ وأن الأزمة المالية في أسبانيا قاصرة على القطاع المصرفي وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال المقارنة بين الموقف في أسبانيا مع الموقف في اليونان. كان رئيس الحكومة الأسبانية ماريانو راخوي طالب المفوضية الأوروبية أمس الاول بسرعة تطبيق قرارات القمة التي اتخذت نهاية الشهر الماضي والمتعلقة بمكافحة أزمة الديون في أوروبا.


وقال راخوي في لقاء بمعهد الأبحاث التابع لحزب الشعب الأسباني (بي بي) الذي ينتمي إليه راخوي 'على أوروبا أن توفي بالتزاماتها ، وبالسرعة اللازمة، من أجل تقليل الضغوط على أسواق المال الأسبانية. وكانت وسائل الإعلام الأسبانية قد نقلت يوم الجمعة الماضي عن دوائر في الاتحاد الأوروبي ببروكسل تأكيدها على أن المساعدات المباشرة للبنوك الأسبانية لن تقدم قبل منتصف العام المقبل، وهي مدة طويلة بالنسبة للأسبان.


وكان ضغط الأسواق المالية على أسبانيا بلغ ذروة جديدة أمس الجمعة ، حيث ارتفع حجم المخاطرة على الأقساط والعوائد لمدة عشرة أعوام إلي مستوى قياسي. وتتعرض أسبانيا بصورة مطردة للدخول إلى المنطقة الخطرة التي لا تستطيع معها صناديق إنقاذ اليورو الأوروبية عمل شيء من أجلها.