ترزح مصر تحت وطأة الازمات المتتالية، سياسيًا واقتصاديًا، والتدهور الأمني المستمر، ما ينفر الاستثمارات، لكن الطريق إلى إنعاش قلب الاقتصاد المصري يمر بوريد المشروعات الناشئة، وبالنظرة الايجابية إلى مستقبل مصر والمنطقة.


القاهرة: في وقت تعاني فيه مصر مشكلات مالية واقتصادية وتدهور أمني متفاقم يساهم في تنفير الاستثمارات الأجنبية، تبدو الآمال معلقة خلال الفترة المقبلة على الاستثمارات الناشئة، التي يتوقع أن تلعب دورًا تشجيعيًا على صعيد المساعي المبذولة لحفظ الاستقرار.

وبالرغم من رفض الكونغرس الأميركي تقديم مساعدات مالية إضافية لمصر خلال الفترة الأخيرة، إلا أن مبلغ 250 مليون دولار الذي أعلن وزير الخارجية جون كيري عن منحه لمصر خلال زيارته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط، سيكون استثمارًا أوليًا، وسط آمال بأن يشجع بقية المنظمات بدفع مصر في انطلاقة اقتصادية جديدة.

عام وخاص

أشارت صحيفة هفنغتون بوست الأميركية إلى أن مصر تمتلك عددًا لا بأس به من الموهوبين الذين لم يتم استغلال موهبتهم بعد، مضيفةً أن الرهان حاليًا معقود على المشروعات والشركات الناشئة، التي قد توفر مجموعة لا بأس بها من فرص العمل الجديدة للشباب الخريجين.

وشددت الصحيفة على أهمية الشراكات التجارية الدولية بالنسبة لمستقبل مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، داعية إلى عدم التركيز فقط على استثمارات القطاع العام وحده، quot;فلا بد أن يُنظَر إلى تعهد كيري بمساعدة مصر على أنه إشارة إلى تنامي الاستقرار بالمنطقة، ويتعين على القطاع الخاص أن يتبع النهج ذاتهquot;.

كما أكدت أن مصر بحاجة فعلية إلى شركات قائمة ورجال أعمال ناشئين، وإلى أصحاب رؤوس أموال يديرون المشروعات لدعم التنمية الاقتصادية ومجتمع المشروعات الناشئة في مصر، على أمل تحسين الأوضاع ودفعها جديًا نحو الأمام.

المطلوب نظرة إيجابية

بالرغم من أن الصحيفة لم تغفل حقيقة المخاطر التي تحاصر المستثمرين والراغبين في الاستثمار بمصر، إلا أن تلك المخاطر موجودة على الدوام في عالم الأعمال والمقاولات.

وأوردت أن الاستثمارات الذكية هي تلك التي تنطوي على حسابات مدروسة، تهدف إلى التخفيف من وطأة المخاطر، وهي نفس النظرية التي يجب أن تنطبق على الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالرغم من أن ثمة ما يبرر وجود بعض المخاطر، إلا أن بعضها الآخر متأصل في مفاهيم خاطئة يمكن التخفيف منها.

وتحدثت الصحيفة كذلك عن أهمية اكتساب الخبرات من الولايات المتحدة، على سبيل المثال، من منطلق أن تلك التجربة ستضيف للشباب الخريجين المزيد من المهارات والقدرات، ستعمل على رفع مستواهم التعليمي وفطنتهم الناشئة في مجال عملهم، وكذلك استيعاب ثقافة الابتكار التي يمكنهم نشرها حين عودتهم.

وختمت الصحيفة مؤكدة ضرورة النظر إلى مصر بإيجابية خلال الفترة المقبلة، وضخ استثمارات إضافية في المنطقة، لأن ذلك سيدعّم الاستقرار، ويحول مصر إلى قوة قابلة للحياة في نظام المشروعات الناشئة.