جرت العادة أن تتأثر الأسواق المالية بالأخبار السلبية والإيجابية، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، فقط الأخبار الرسمية منها، ولكن الشائعات ومواقع التواصل لعبت دورًا سيئًا في الفترة الأخيرة بتأثيرها على تحركات الأسواق لم تسلم منها أكبر الأسواق في العالم، السوق الأميركية.


حسن الأحمري من الرياض: حالة من الخوف والقلق تنتاب الشارع السعودي بعد إعلان البيت الابيض الخميس الموافقة على تسليح المعارضة السورية، عطفًا على عودة العاهل السعودي المفاجئة من إجازته في المغرب لمتابعة الأحداث، الأمر الذي أدى إلى انخفاض سريع في سوق الأسهم السعودية في بداية التداولات بنسبة 4 % للمرة الأولى منذ 2011.

ومع بداية تداولات السبت، خسر المؤشر أكثر من 300 نقطة، مع هبوط جماعي لكل القطاعات، بفعل عمليات بيع مكثفة يمكن تسميتها الهروب من السوق وتجنيب السيولة، مع صعوبة التنبؤ في الأيام المقبلة عن أوضاع المؤشر، وما ستؤول إليه السيولة المتداولة.

على الرغم من أن المواقع الإخبارية الرسمية ووكالات الأنباء وكل التقارير لم تتجاوز الأخبار التي تم نشرها بخصوص تسليح المعارضة.

تحذيرات عبر quot;واتسابquot;
حالة الترقب المنتشرة دعمها بشكل أساس وفاقمها بشدة تلك الرسائل المتناقلة عبر خدمة الواتساب في المملكة، والتي يبلغ عدد مستخدميها أكثر من 10 ملايين شخص داخل المملكة، حيث تم يوم أمس تناقل عدد من الرسائل، التي توضح سيناريوهات حرب ضروس مقبلة في المنطقة، وتحذيرات كبيرة كفيلة بأن توقف النشاط الاقتصادي والاستثماري الفردي لأي مجتمع.

واقع الأمر أن خبراء علم اجتماع في السعودية أوضحوا في تقارير عدة منشورة أن المجتمع السعودي بطبيعته يتعاطى مع وسائل التقنية بسلبية غير شديدة، والحوادث الشخصية في هذا الشأن عديدة، وفسَّر العديد منهم أن انتشار الشائعات طبيعي ومفهوم، ولكن تأتي المشكلة من النتائج السلبية في النهاية.

ورغم نفي بعض الأخبار والرسائل المتداولة خلال الفترة الماضية من جهات رسمية سعودية، إلا أن الوضع مختلف اليوم، لأن ما يحدث هو أمر سياسي دولي، يتعلق بجهات استخباراتية عدة، قد لا يمكن التصريح بالنفي أو الإثبات حيال تلك الأخبار المتداولة.

وظهرت في العام الماضي رسائل عدة أثرت بشكل سلبي على سوق الأسهم، وقللت نسبة السياحة الخارجية، وأثارت نوعًا من القلق العام غير المبرر. وبدأ عدد من الوعاظ وعلماء الدين المشاهير يحذرون من تداول تلك الرسائل وانتشارها لما لها من آثار سلبية، بل وصل الأمر الى الإنكار عبر خطب الجمعة، التي يتم التعامل معها بشكل حذر من جانب المجتمع السعودي.

هبوط جماعي
ومع بداية تداولات السبت خسر المؤشر أكثر من 300 نقطة، مع هبوط جماعي لكل القطاعات، بفعل عمليات بيع مكثفة يمكن تسميتها quot;الهروب من السوق وتجنيب السيولةquot;، مع صعوبة التنبؤ في الأيام المقبلة عن أوضاع المؤشر، وما ستؤول إليه السيولة المتداولة.

وتشهد السوق السعودية هذا الانحدار الكبير، بعد ساعات من إعلان السعودية قطع الملك عبدالله لفترة نقاهته، نظرًا إلى تداعيات الأحداث في المنطقة، عقب إطلاعه على تقرير استراتيجي قدماه إليه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات السعودية وأمين المجلس الوطني الأمير بندر بن سلطان.

أسلحة ثقيلة للمعارضة
وفي رابط للموضوع السوري كذلك، تتجدد المواقف الأميركية، حيث ناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما مع عدد من قادة الاتحاد
تداعيات الوضع في سوريا، لبحث الخيارات السريعة للحؤول دون تمكين الرئيس السوري بشّار الأسد وحلفائه من تحقيق نصر حاسم في المعركة المنتظرة في حلف مما يمهد لانعقاد مؤتمر (جنيف 2) للانتقال السلمي.

وكشفت الولايات المتحدة في خطاب إلى الأمم المتحدة تفاصيل ما تقول إنه استخدامات للجيش السوري الحكومي للأسلحة الكيميائية ضد المعارضة في الصراع الدائر في البلاد. وحيث يمثل استخدام الاسلحة الكيمائية سببًا مباشرًا لواشنطن كي تتدخل، أعلنت مصادر أميركية عن نوعية الأسلحة التي تعتزم واشنطن تقديمها إلى المعارضة، ومن بينها أسلحة ثقيلة مثل القذائف الصاروخية.