تشير القراءات الأولية لوضع الاقتصاد العالمي، والارتفاع التدريجي في الطلب على النفط إلى أن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي سيكسب رهانه على قدرة أسواق النفط على التوازن دون الحاجة إلى تدخل من منظمة أوبك وتخفيض الإنتاج.
&
محمد الحربي من لندن: راهن وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي على قوة الاقتصاد العالمي وقدرته مستقبلاً على إعادة التوازن لأسعار النفط &في الأسواق، وكان أكثر إصراراً في الدفاع عن رؤيته في اجتماع أوبك الأخير في ٢٧ من نوفمبر الماضي، ورفض كثيرا من محاولات بعض الدول الأعضاء في أوبك خصوصاً "إيران، فنزويلا" التي كانت تطالب بتخفيض الإنتاج للحد من تراجع الأسعار التي فقدت وقتها نحو ٤٠٪ من قيمتها السوقية.
&
تذمر من انتقاد السياسة النفطية السعودية&
وفي برلين الألمانية، طالب النعيمي بعدم إلقاء اللوم على بلاده في تراجع أسعار النفط، مبدياً تذمره من انتقاد السعودية ومنظمة أوبك بصورة غير عادلة وتحميلها المسؤولية حول أمر ما هو إلا ردة فعل للأسواق، لافتاً إلى أن الدفع لرفع سعر برميل النفط اليوم ليس دورا للمملكة أو لأي عضو في منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك، وإن تقلبات أسعار النفط الكبيرة "غالبا ما تشعل نظريات مؤامرة حول الدوافع وراء ذلك بالإضافة إلى شائعات مثل انهيار أوبك."
&
أضاف أن التاريخ سيثبت أن ما تقوم به أوبك هو على الطريق الصحيح، وأن الطلب على النفط بدأ في الارتفاع تدريجياً، والنمو الاقتصادي العالمي يبدو أكثر قوة وأسعار النفط تستقر.
&
التحول في السياسة النفطية السعودية
تخلت السعودية أكبر مصدر للنفط الخام عن دور المرجح في السياسة النفطية العالمية، وتمسكت بإبقاء إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في مستوياته الحالية دون تغيير، رغم المطالبة والتكهنات التي كانت سبقت اجتماع أوبك الذي عقد في &٢٧ نوفمبر الماضي بتخفيض الإنتاج، لكن تجربة الثمانينات لم تغب عن المشهد السعودي، وبقيت ماثلة أمام وزير النفط السعودي المهندس إبراهيم النعيمي، وجعلته أكثر تشددا في عدم التنازل عن حصة أوبك لصالح دول أخرى لن تلتزم بسياسة الحصص الإنتاجية.
&
درس أو تجربة الثمانينات&
السيناريو الذي حدث في الثمانينات من القرن الماضي، والتي شهدت انخفاضا لأسعار النفط يتكرر الآن، حيث خفضت السعودية إنتاجها في ذلك الوقت، بينما استغلت دول خارج "أوبك" خصوصاً روسيا، وزادت إنتاجها، وبالتالي فقدت السعودية جزءا كبيرا من حصتها، وكان ذلك درسا لن تنساه السعودية ولن تكرره في هذه الأزمة.
&
ولذلك أكد النعيمي في أكثر من مناسبة أنه من المستحيل قيام "السعودية" أو "أوبك" بأي إجراء قد ينجم عنه خفض حصتها في السوق وزيادة حصص الآخرين، مشيراً إلى أنه لا يمكن السيطرة على الأسعار في الوقت الراهن، وبذلك تخسر أوبك السوق، وتخسر الأسعار معا.
&
ارتياح للتطورات في الأسواق النفطية
لكن المتابع للوزير النعيمي يشاهد أنه أصبح أكثر تفاؤلاً وارتياحاً في الآونة الأخيرة للتطورات التي تشهدها أسعار النفط &مقارنة بما كان عليه من توتر خلال مؤتمر أوبك في نوفمبر الماضي.
&
وأكد المهندس النعيمي على هامش منتدى جازان الاقتصادي أن الطلب على النفط يتنامى ما دفع بالأسعار إلى حوالى 60 دولارا للبرميل، وأن أسواق النفط هادئة الآن والطلب يتنامى، مستبعدا أن تقوم السعودية بأي إجراءات قد تحدث تقلبات في السوق.