&تهبط في مطار طهران منذ فترة طائرات مكتظة بممثلي شركات غربية من كل صنف، استعدادًا لليوم الذي سترفع فيه العقوبات بعد التوصل الى اتفاق نووي مع ايران. &وتبدو عودة ايران الى الاقتصاد العالمي الذي أُقصيت عنه بالعقوبات الغربية وشيكة مع اقتراب المفاوضات الجارية في لوزان السويسرية من التكلل باتفاق.
ترجمة عبدالإله مجيد: ستتبدى النتائج المترتبة على استئناف العلاقات الاقتصادية مع ايران بأسطع اشكالها في سوق النفط. &إذ يرى مراقبون أن ايران التي تمتلك 9 في المئة من الاحتياطات النفطية الثابتة في العالم يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة النفطية بفتح حقولها النفطية للاستثمارات الأجنبية. &وإزاء استمرار الضغط على اسعار النفط نحو الانخفاض بوجود فائض يُقدر بنحو مليوني برميل في السوق العالمية، فإن أي زيادة كبيرة في انتاج النفط الايراني يمكن أن تدفع اسعار النفط الى مزيد من الهبوط. &وكان سعر الخام هبط بنسبة 50 في المئة منذ حزيران/يونيو الماضي الى زهاء 50 دولارًا للبرميل، ويرى خبراء أن التوصل الى اتفاق نووي في لوزان يعيد ايران الى الأسرة الدولية والى سوق النفط، يمكن بسهولة أن يسفر عن انخفاض اسعار النفط الى 20 دولارًا للبرميل.&
&
وكان وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنكنة أعلن قبل محادثات لوزان أن بلاده تستطيع زيادة انتاجها من النفط، واضافة مليون برميل في اليوم الى السوق في غضون أشهر من رفع العقوبات. &وتنتج ايران حاليًا نحو 2.7 مليون برميل في اليوم تصدر منها مليون برميل، وهي كمية تقل كثيراً عن مستوى انتاجها قبل العقوبات. وبحسب شركة بريتش بتروليوم فإن ايران كانت قادرة على ضخ أكثر من 4 ملايين برميل في اليوم عام 2011. &ورغم حجم احتياطاتها من النفط والغاز، فإن محللين يشكون في قدرتها على زيادة الانتاج خلال مثل هذه الفترة القصيرة. &
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن كبير الاقتصاديين في بنك رينيسانس كابتال الاستثماري تشارلس روبرتسون قوله إن من المشكوك فيه أن تتمكن ايران بعد سنوات من ضآلة الاستثمار إغراق السوق فجأة بالنفط. &واضاف أن آخر مرة انتجت ايران أكثر من 4.4 ملايين برميل في اليوم كانت في عام 1978. لكنّ محللين آخرين يؤكدون أن طهران لا تحتاج الى زيادة انتاجها من النفط في فترة قصيرة لتصدير كمية أكبر، مشيرين الى أن لدى ايران ما بين 7 ملايين و35 مليون برميل من النفط المخزون تستطيع طرحها فوراً للبيع في السوق العالمية، إذا انتهت المفاوضات باتفاق نووي قبل 1 نيسان/ابريل.&
&
وعلى المدى البعيد سيكون لعودة الشركات النفطية العالمية الى ايران دور كبير في زيادة انتاجها من النفط. &ولدى شركات عملاقة مثل شل وتوتال خبرة واسعة من العمل في ايران، ولا شك في انها لن تتأخر في العودة إذا رُفعت العقوبات وتمكنت من توقيع عقود نفطية مغرية.&ومن العقبات الكبيرة التي تعترض مشاريع ايران لزيادة الانتاج، عضويتها في منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك". &فإن البلدان الاثني عشر الأعضاء في اوبك التي تسيطر على ثلث امدادات العالم النفطية تعتمد نظام حصص سيتعين على ايران أن تتفاوض بشأنه، ولكن من المستبعد أن يوافق لاعبون كبار في اوبك مثل العربية السعودية على أي زيادة في صادرات النفط الايرانية. ويرى محللون أن من الجائز أن يكون سعر النفط هبط الى 20 دولارًا للبرميل عندما يجتمع وزراء اوبك في فيينا في حزيران/يونيو المقبل. &
&
التعليقات