&لندن – نيويورك: تراجعت أسعار النفط قليلا أمس الخميس حيث أثارت بيانات ضعيفة من كبرى اقتصادات العالم مخاوف بشأن آفاق الطلب العالمي على الوقود.وتأثرت الأسعار أيضا بحالة الغموض التي تكتنف مدى قوة أي هبوط في إنتاج النفط الأمريكي.وطغت الصورة الاقتصادية الأكبر على البيانات التي أظهرت انخفاضا كبيرا في مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي.وفي الساعة 0917 بتوقيت غرينتش تراجع خام برنت 10 سنتات إلى 66.71 دولار للبرميل. ونزل الخام الأمريكي في العقود الآجلة تسليم يونيو/حزيران 30 سنتا إلى 60.20 دولار - بحسب رويترز-.

وشهدت الصين أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم مزيدا من فقدان الزخم الاقتصادي في أبريل/نيسان، رغم تيسير السياسية النقدية، في حين تباطأ اقتصاد ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي في الربع الأول من السنة. وفي الولايات المتحدة استقرت مبيعات التجزئة في أبريل/نيسان وهو ما يقلل الآمال في انتعاش قوي للنمو في الربع الثاني.
وقال كريستوفر بيلو من جيفريز باش «فقط نأخذ قسطا من الاستراحة أمس… ربما نعود الآن للتراجع مجددا.»&وهبطت مخزونات الخام في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني بمقدار 2.2 مليون برميل عقب أربعة أشهر من الصعود المستمر. وكان بعض المحللين يتوقعون أن تزيد المخزونات 386 ألف برميل.
&
وعلى الرغم من الانخفاض لا تزال المخزونات مرتفعة حوالي 90 مليون برميل مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. وأدت الزيادة المفاجئة في إنتاج نورث داكوتا، ثاني أكبر ولاية منتجة للنفط في الولايات المتحدة، في مارس/آذار أيضا إلى زيادة المخاوف بشأن الإمدادات.وأثارت البيانات مخاوف من أن الإنتاج الأمريكي لم يتضرر كثيرا من الانخفاض الحاد في أسعار النفط منذ يونيو/حزيران العام الماضي كما كان يعتقد البعض.&وقال أوليفييه جاكوب من «بتروماتريكس» ان «السعودية قد تعلن الانتصار بعد تراجع منصات الحفر في الولايات المتحدة، لكن بيانات وزارة الطاقة الأسبوعية لم تظهر بعد أي انخفاض كبير في الإنتاج».
&
من جهة ثانية أظهر مسح لشركة «كيه.بي.إم.جي» الاستشارية نشر أمس الأول أن نحو نصف المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط والغاز الأمريكية يتوقعون بقاء سعر خام القياس العالمي مزيج برنت دون 60 دولارا للبرميل هذا العام، بينما يعتقد نحو الثلث أن تقلب الأسعار سيمتد إلى العام 2016.ويأتي المسح، الذي شمل نحو 200 من كبار المسؤولين التنفيذيين بشركات الطاقة الأمريكية، في ظل تباطؤ قطاع النفط بسبب تخمة المعروض وتراجع الأسعار، وبينما تدرس سوق النفط ما إذا كانت الأسعار والنشاط سيتعافيان في الشهور المقبلة.&وأظهر المسح أن 45 في المئة من المشاركين فيه يتوقعون متوسطا لسعر برنت بين 50 و59 دولارا للبرميل هذا العام. وتشير بيانات لرويترز إلى أن متوسط سعر برنت هذا العام حتى الآن بلغ 57.59 دولار للبرميل في حين جرى تداوله أمس قرب 67 دولارا للبرميل.
&
وتمثل التوقعات تغييرا كبيرا عن نظيرتها في العام الماضي عندما توقع 94 في المئة من المسؤولين التنفيذيين أن يكون سعر الخام 100 دولار أو أكثر.&وأظهر مسح أمس الأول أن 24 في المئة من المشاركين يتوقعون متوسطا لسعر النفط 60-69 دولارا للبرميل هذا العام.&وتوقع 53 في المئة من المشاركين استقرار أسعار النفط بنهاية العام الحالي، بينما يعتقد 35 في المئة أن تقلبات الأسعار ستمتد إلى العام 2016.&وفي إشارة إلى بعض التفاؤل بشأن المستقبل أظهر المسح أن أكثر من نصف المشاركين يخططون لتخصيص رأسمال لعمليات الاستحواذ وتوسعة الأعمال خلال العامين المقبلين. وتوقع 92 في المئة أن يتحسن الاقتصاد الأمريكي أو يظل على ما هو في العام المقبل. وتوقع 76 منهم أن يزيدوا عدد الموظفين خلال العامين المقبلين.
&
من جهته قال بيير أندوراند، مدير صندوق للتحوط يتركز على النفط، انه يتوقع أن يهبط سعر النفط الخام القياسي برنت إلى نحو 50 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام بسبب زيادة الإنتاج وتقلب السوق.&وقال مدير صندوق «أندورأند كابيتال» الذي تبلغ قيمة موجوداته 450 مليون دولار ويتخذ لندن مقرا «لا أظن أن السوق ستشهد نطاقا من 80 إلى 90 دولارا في الأجل القريب.» وأضاف قوله إن انتعاش النفط من موجة هبوط استمرت سبعة أشهر كان مبالغا فيه لأن المستثمرين راهنوا على انخفاض الإنتاج الأمريكي وهو ما يراه أمرا مؤقتا.
&
وقال أندوراند إن الهبوط الذي شهدته أسعار النفط وبدأ في يونيو يرجع في جانب كبير منه إلى نمو أقل من المتوقع للطلب على النفط، وتراجع حالات تعطل المعروض مع عودة الإنتاج الليبي، وإحجام السعودية والأعضاء الآخرين في منظمة «أوبك» عن خفض الإنتاج من أجل الحفاظ على حصتهم من السوق.