برلين: دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بنبرة مأساوية غير مألوفة في البوندستاغ الى تقديم مساعدة جديدة لليونان تفوق 80 مليار يورو، معتبرة انها "قاسية" في الواقع على منطقة اليورو، لكنها الحل البديل الوحيد من "الفوضى".
وقالت ميركل امام النواب الالمان الذين يفترض ان تعطي اغلبيتهم موافقتها على التفاوض على خطة مساعدة ثالثة، "لا شك في ان نتيجة صباح الاثنين قاسية للناس في اليونان، لكنها قاسية ايضا للآخرين".
واشارت ميركل الى ان هذا الاتفاق الذي كان نتيجة "محاولة اخيرة" من المفاوضات، يتطلب من جهة "تضامنا غير مسبوق" من البعض في مقابل "مطالب غير مسبوقة" لليونان.
لكنها قالت ان "تصرفنا سيكون غير مسؤول تماما، اذا لم نحاول سلوك هذه الطريق"، لان "الخيار الاخر سيكون الفوضى العارمة" وتعرض البلاد "للافلاس".
وقالت المستشارة التي دعت النواب الذين يعقدون جلسة استثنائية الى منح الحكومة تفويضا للتفاوض حول حزمة مالية جديدة في مقابل اصلاحات في اليونان، "لم نتخذ فقط قرارا يتعلق باليونان، بل اتخذنا قرارا من اجل اوروبا قوية ومنطقة يورو قوية".
واعتبر نائب المستشارة وزير الاقتصاد الاشتراكي الديموقراطي، سيغمار غابرييل ان الاوروبيين الذين توصلوا الى اتفاق بعد جهد كبير على مبدأ هذه المساعدة الاثنين، نجوا "من انقسام لاوروبا بكاملها" كان سيؤدي الى "ازمة اشد خطورة".
وقالت ميركل للنواب الذين سيصوت حوالى خمسين من اصل 311 في معسكرها ب لا، "اعرف ان كثيرين منكم يعربون عن شكوك وهواجس ... ولا يستطيع احد تبديدها بسهولة". ولديهم شكوك جدية حول رغبة اثينا في التمسك ببنود الاتفاق ويتحفظون على دفع مبالغ المانية جديدة.
وقد بدأت ميركل التي تتهمها اليونان وكثيرون من الاوروبيين الاخرين بأنها املت شروطا لا تحتمل على اليونانيين، كلمتها التي استغرقت عشرين دقيقة بتوجيه تحية الى الشعب اليوناني والى التضحيات المفروضة عليه.
وقالت ميركل "فلنتخيل لحظة ماذا يعني ذلك اذا ما وقف هنا في المانيا متقاعدون يائسون صفا طويلا امام المصارف المقفلة وانتظروا ان تدفع لهم 120 يورو معاشا اسبوعيا".
الا ان المانيا ليست مستعدة، وما زالت غير مستعدة "لافساد المعاهدات"، من خلال الموافقة على سبيل المثال على الاقتطاع من الدين اليوناني، لانه عندئذ "لن يعود يساوي شيئا". وخلصت الى القول انه كما ان اوروبا "مجموعة مسؤولة" فهي "مجموعة قانون" ايضا.

&