توقع &الدكتور صلاح جودة، مدير مركز الدراسات الاقتصادية، أن تحقق مصر طفرة اقتصادية بعد تنفيذ محور تنمية قناة السويس، الذي يضم نحو 42 مشروعاً تجارياً وصناعياً وموانئ، مشيراً إلى أن القناة الجديدة تسهم في ارتفاع إيرادات القناة إلى&6.5&مليارات دولار أميركي العام المقبل، بدلاً من 5.5 مليارات في العام الماضي.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال مدير مركز الدراسات الإقتصادية، إن المواطن المصري سوف يشعر بتعافي اقتصاد بلاده بعد تنفيذ مشروعات محور تنمية قناة السويس الجديدة، متوقعاً أن تبلغ إيرادتها نحو مائة مليار جنيه سنوياً.
وأضاف في مقابلة مع إيلاف أن قناة السويس الجديدة، سوف تساعد على زيادة &حركة الحاويات بالقناة من 22 % إلى 30% وقد تصل إلى 35%، مشيراً إلى أن المجرى الملاحي الجديد سيعمل على تقليل فترة انتظار السفن في القناة من 25 ساعة &إلى 4 ساعات. وتوقع تحقق ما وصفها بـ"طفرة كبيرة في الإيرادات اليومية للقناة"، وذلك بارتفاع عدد السفن العابرة للقناة من 49 سفينة يوميًا في عام 2014 إلى 97 سفينة في عام 2023.
&
بعيداً عن التهويل أو التهوين، كيف ترى مشروع قناة السويس الجديدة؟&
قناة السويس الجديدة تعتبر مشروعًا اقتصاديًا كبيرًا، فالقوات المسلحة فعلت المعجزة خلال عام واحد بحفر 34 كيلو مترًا، وبناء 6 أنفاق منها 2 في بورسعيد ومثلهما في محافظتي السويس والإسماعيلية. وقناة السويس الجديدة سوف تساعد كثيرًا في ربط المجرى الملاحي بالوادي والدلتا، ولكن يجب على الدولة عدم الاكتفاء فقط بالقناة الجديدة، فهناك المشروع الأهم المتمثل في تنمية محور قناة السويس الذي سيحقق تنمية حقيقية في 6 محافظات، وهي: بورسعيد والإسماعيلية والسويس وجنوب سيناء وشمالها ووسطها، حيث ينتظر أن تستوعب تلك المحافظات ما يقرب من10 ملايين مواطن مهاجر، من محافظات الوادي والدلتا إلى المحافظات الست خلال الخمس سنوات القادمة. أما إذا توقف طموح الدولة عند حفر قناه السويس الجديدة لزيادة أعداد السفن التي تمر في القناة، فسوف تكون الكارثة. وأعتقد أن هذا الأمر بعيد عن تفكير الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن أكثر من مرة حرصه على تحقيق تنمية حقيقة وتجارة حرة وغيرها من المشروعات مثل صناعة السفن والحاويات ومزارع الأسماك، وصناعة التعدين خاصة في وسط سيناء.
&
لكن هناك من يشككون في الجدوى الاقتصادية للقناة الجديدة؟&
ما تم افتتاحه هو توسيع محور قناة السويس فقط لا غير، والمرحلة الثانية تتمثل في حفر ستة أنفاق، أما المرحلة الثالثة فتتعلق بمشروعات تنمية محور قناة السويس وينتظر عند اكتماله أن تصل إيرادات القناة &الى "100" مليار دولار سنويًا، وبالتالي من ينتقد جدوى القناة الجديدة، لا يريدون الخير لمصر. ففي الماضي، كانت السفن العملاقة لا تستطيع المرور في المنطقة المنحصرة بين البحيرات المرة والدفرسوار، نظرًا لضيقها، وكانت السفن العملاقة تضطر إلى التحول للمرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وحاليًا تم توسيع تلك المنطقة تحديدًا، وبالتالي سيدخل نوع جديد من السفن لم يدخل من قبل قناة السويس، مما سيترتب عليه زيادة حركة الحاويات بالقناة من 22 % إلى 30%، كما سيعمل المجرى الملاحي الجديد على تقليل فترة انتظار ومرور السفن بالقناة القديمة من 25 ساعة إلى 4 &ساعات على الأكثر، وبالتالي ستتحقق طفرة كبيرة في الإيرادات اليومية &للقناة، وذلك بارتفاع عدد السفن العابرة للقناة من 49 سفينة يوميًا في عام 2014م إلى 97 سفينة في عام 2023.
&
هل من المتوقع أن تسهم قناة السويس الجديدة في تحقيق طفرة اقتصادية في مصر؟
مشروع قناة السويس الجديدة هو المنقذ لحالة الركود الاقتصادي الذي تعيشه مصر منذ خمس سنوات ماضية. وينتظر أن يوفر فرص عمل لما لا يقل عن مليون عامل، مما يخلق دورانًا كاملًا للاقتصاد من خلال إنفاق هذه الأموال في جوانب ونواحٍ مختلفة داخل المجتمع، حيث سيتم إلزام الشركات بأن تكون نسبة العمالة المصرية لا تقل عن 75% من إجمالي العمالة فيها، كما ينتظر أن تجلب قناة السويس الجديدة، ما لا يقل عن 6 مليارات دولار نهاية آب (أغسطس) 2016، بعد أن كانت قناة السويس &تدر دخلًا سنويًا 5.5 مليارات دولار فقط، كما أن قناة السويس الجديدة سوف تحصل على نسبة 70 % من سفن العالم.
&
هل مصر بحاجة لمشروعات كبرى أخرى على غرار قناة السويس الجديدة؟&
مصر حالياً بحاجة لتكرار هذه التجربة المصرية الصميمة في 10 مشروعات أخرى على الأقل، من أجل توسعة الملكية الشعبية لأصول الدولة، وإيجاد أوعية إدخارية ومالية للأموال المصرية بدلاً من ذهابها (لأشباه الريان) مثل المستريح وخلافه، وتوفير عدد كبير من فرص العمل بأيدي مصرية وعقول مصرية، وتنشيط الاقتصاد المصري عن طريق إيجاد عدد كبير من المشروعات الكبرى والتي تستوعب عددًا كبيرًا من العمالة، هذه المشروعات سوف تكلف الدولة حوالى 100 مليار جنيه، إلا أنها سوف تضع مصر على الطريق الصحيح للانطلاق الاقتصادي، وهذا يجعل المستثمر الأجنبي يقبل على الدخول إلى مصر والاستثمار فيها خاصة أن مصر كانت تعد دولة مرفوعة الخدمة موقتاً منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى 5 أغسطس 2014.
ما أهم المشروعات المطلوب تنفيذها خلال المرحلة المقبلة؟
المشروعات المطلوبة كثيرة، مثل إنشاء أكبر محطة لتكرير البترول في الشرق الأوسط، وإدخال الغاز الطبيعي لكل من السفارات والفنادق والقرى السياحية والمسابك، وقمائن الطوب، ومزارع التسمين، وإنشاء 10 مصانع &تعدين فى منطقة وسط سيناء، ومشروع تنمية بحيرة السد العالي، ومشروع أوتوبيس النقل النهري بالكامل وإصلاح الموانئ النهرية، ومشروع تنمية الساحل الشمالي من الكيلو 21 غرب الإسكندرية وحتى مرسى مطروح، ومشروع تنمية المثلث الذهبي (سفاجا- القصير- الغردقة)، ومشروع إنشاء تنمية محافظة شرق العوينات والتي تضم شرق العوينات ودرب الأربعين وتوشكى بمساحة 5 ملايين فدان على الأقل، ومشروع إنشاء أكبر منطقة للمجازر والمسالخ وتجهيز وتهيئة وتصنيع اللحوم والأحذية الجلدية ومشتقاتها في شرق العوينات، وذلك للاستفادة من مليار رأس موجودة في شرق أفريقيا، وعمل مشروع إعادة تأهيل وتشغيل الــ 93 &مستشفى عاطلة عن &العمل.
&
كيف ترى تشكيك البعض في وجود دراسة ورؤية واضحة &لمشروعات قناة السويس؟
إشادة جميع خبراء الملاحة الدولية والمنظمات الرسمية العاملة بمشروع القناة خير رد على أكاذيب الإخوان وأنصارهم، ومشروع قناة السويس مدروس جيدًا من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمشروع الحالي يقوم بتطوير القناة بمعدل النصف، حيث يتبقى الربع الأخير من نهاية البحيرة المرة حتى السويس، لم نبدأ فيها بعد، ومن حق الدولة عدم إعلان الدراسة الكاملة عن مشروعات القناة حفاظًا على الأمن القومي للبلاد، ولكن بشكل عام الدولة أعلنت عن المراحل الثلاث لتنمية قناة السويس، التي تشمل 6 محافظات هي بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، بجانب استحداث محافظة جديدة وهي وسط سيناء، ما سيحول مصر إلى دولة رائدة اقتصاديًا.
&
التعليقات