رغم الاتهامات المتصاعدة بسبب الأزمة السورية والعلاقات مع روسيا، لاحظ مراقبون تحركًا من جانب حكومة أنقرة نحو طهران مع التصريح برفع مستوى التعاون التجاري ليصل إلى 50 مليار دولار، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.


نصر المجالي: شارك رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، السبت، مع نائب الرئيس الإيراني إسحاق جيهانغيري، في منتدى الأعمال التركي - الإيراني، في العاصمة طهران، التي كان وصلها، مساء أمس، في مستهل زيارة رسمية، هى الأولى له، منذ توليه رئاسة الحكومة.
&
وأوضح داود أوغلو، أن توقيت زيارته الحالية، ومضمون مباحثاته مع المسؤولين الإيرانيين، "يعد عهدًا جديدًا في العلاقات بين البلدين، خصوصًا عقب رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران (بموجب الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1)"، داعيًا لزيادة التعاون الاقتصادي بين بلديهما، خلال المرحلة الراهنة.

وأضاف أنه التقى، على هامش الزيارة، 160 رجل أعمال تركيًا، قبيل مباحثاته الرسمية مع الجانب الإيراني، واستمع إلى المشاكل التي يواجهونها، لافتاً أن "مجيء هذا العدد الكبير من رجال الأعمال، إلى إيران، يعبر عن نهج قائم على الرؤية المستقبلية لتركيا بخصوص العلاقات مع طهران".

وأوضح داود أوغلو أن "تركيا بوابة إيران إلى أوروبا، وطهران بوابتنا إلى آسيا، وهذا يضمن لنا إمكانيات استثنائية في مجال النقل والدعم اللوجستي".

النقل

وتابع قائلا "بحثنا اليوم ملفات النقل البري والجوي والسكك الحديدية، وقررنا اتخاذ خطوات مهمة في هذه المجالات خلال الفترة المقبلة، كما سنعزز الروابط بين مرفأي مرسين (تركيا) وبندر عباس (إيران)، وبين مرفأي طرابزون وبندر عباس، من خلال خطي قطارات سريعة في البلدين".

وحول تطبيق اتفاقية التجارة التفضيلية الموقعة بين البلدين العام الماضي، قال داود أوغلو "توصلنا مع إيران، إلى تفاهم مبدئي لعدم حدوث عقبات في تطبيقها، وبعد ذلك نفكر في تبني نهج لإزالة الحواجز الجمركية بأكملها بيننا، والانتقال إلى اتفاقية التجارة الحرة، فضلاً عن أننا سنكمل اتفاقية تسهيل التبادل التجاري بأقرب وقت".

تكامل مصرفي

وأوضح رئيس الحكومة التركي أن هناك تكاملاً في النظام المصرفي بين البلدين، مستطرداً "وهذا أحد أهم العوامل التي ستدعم التجارة بيننا"، وأعرب عن إعتقاده بأن رجال الأعمال الإيرانيين، سيحولون اسطنبول في الفترة المقبلة مركزًا لمعاملاتهم المصرفية وتداولاتهم المالية.

ودعا، رجال الأعمال الأتراك والإيرانيين، إلى الوقوف جنبًا إلى جنب من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، خلال المرحلة الحرجة التي تشهدها، فضلاً عن تحقيق التقارب بين البلدين من خلال علاقاتهما التجارية.
&
ولفت، أن التعاون في مجال الطاقة، من أهم الأمور التي تتسم بها العلاقات التركية - الإيرانية، مشيرًا الى أن بلاده واجهت سابقًا عقبات خلال التبادل التجاري للغاز الطبيعي والنفط مع طهران.

وفي هذا الإطار، أضاف "لم نعد نعاني اليوم من العقبات التي كانت تواجهنا في الماضي، كما أننا نرغب في توقيع استثمارات في مجال الطاقة، تتيح لشركات تركية الاستثمار في إيران".

كما دعا داود أغلو، إلى تشجيع الترويج السياحي المتبادل بين البلدين، موضحًا أن تركيا سادس أكبر دولة في استقبال السياح، وأنها تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال.

خارطة طريق

من جهته، أكد النائب الاول للرئيس الايراني اسحاق جهانغيري ضرورة رسم خارطة طريق لتطوير العلاقات بين طهران وانقرة لرفع حجم التبادل التجاري والاقتصادي بينهما الى 30 مليار دولار خلال فترة قصيرة.

وخلال الاجتماع المشترك، أعرب جهانغيري عن امله بأن تشكل زيارة داود اوغلو لطهران منعطفًا بالعلاقات بين البلدين الصديقين والشقيقين والجارين.

وأشار الى الهدف المشترك للبلدين، المتمثل بترقية حجم المبادلات التجارية والاقتصادية الى 30 مليار دولار، واضاف، للاسف انه ولبعض الاسباب ومنها الحظر الظالم ضد الشعب الايراني لم يرتقِ حجم التبادل الثنائي كما ينبغي، اذ شهدت العلاقات التجارية انخفاضًا خلال العامين الاخيرين.

واشار جهانغيري الي أن اصدقاء ايران ومنهم تركيا وقفوا الى جانب ايران في ايام الحظر الصعبة، وقال: إننا ندرك الدور المؤثر لتركيا في مرحلة المفاوضات وكذلك في فترة الحظر ونثمن هذا الدور على الدوام.
واشار الى المزايا العديدة لتوظيف الاستثمارات في ايران، واضاف، أن طاقات وحاجات ايران اليوم توجهنا نحو شركاء موثوقين على مستوى العالم، وفي هذا السياق تحظى تركيا بأولوية للاستثمار في ايران.

وأوضح بأنه تم التوصل في مباحثات اليوم (السبت) الى اتفاقات جيدة بمختلف المجالات، ومنها النفط والغاز، ونافذة جمركية موحدة والتعاون البنكي والسياحي.