حققت حملة مغادرة الاتحاد الاوروبي تقدما الثلاثاء ليس فقط في استطلاعات الرأي وانما بحصولها على تأييد صحيفة "ذي صن" الاكثر مبيعا في بريطانيا، ما تسبب بمزيد من التراجع في الاسواق العالمية.
وامام احتمال خروج بريطانيا يتواصل القلق في اسواق المال قبل تسعة ايام على استفتاء 23 يونيو.
اغلقت بورصة لندن متراجعة 2% وسجلت بورصة باريس تراجعا بنسبة 2,29% في خامس جلسة تغلق على تراجع الثلاثاء.
وقال المحلل لدى "اي جي فرانس" الكسندر براديز "في كل مرة ينشر استطلاع لصالح المغادرة او تسري شائعة تشهد السوق تراجعا" مشيرا الى "ارتياب ازاء اوروبا" بين المستثمرين.
ويتعرض الجنيه الاسترليني خصوصا لضغوط في اسواق الصرف. وقال المحلل لدى "اف اكس-برو" ان الاستطلاعات الاخيرة "تلقي بمزيد من الثقل".
ويواجه المعسكر المؤيد للبقاء بقيادة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون منذ ايام تراجعا في استطلاعات الرأي فالثلاثاء سجل فريق المغادرة ايضا تقدما من ست نقاط مع 53% وفق استطلاع نشرته صحيفة "غارديان" عن "اي سي ام" وسبع نقاط في استطلاع نشرته "تايمز" عن "يو-غاف".
حالة هلع
واكدت مصادر في معسكر البقاء للصحيفتين ان "حالة من الهلع" تسود اوساط الحملة حتى وان كان المتحدث باسم حملة "بريطانيا اقوى في اوروبا" سعى الى التقليل من شأن نتائج الاستطلاعات.
وقال جيمي ماغوري لفرانس برس "لن اعير الكثير من الاهتمام للاستطلاعات، انها تصعد وتهبط ونعرف انها كانت كلها على خطأ السنة الماضية بالنسبة إلى الانتخابات التشريعية".
وحتى وان لم يكن مفاجئا، يمثل انضمام صحيفة "ذي صن" الى حملة المغادرة ضربة قاسية لمؤيدي الاتحاد الاوروبي.
وخرجت الصحيفة التي يقرأها 4,5 ملايين شخص وعلى صفحتها الاولى عنوان "بي-ليف ان بريتين" (ثقوا ببريطانيا) في لعب على الكلمات باستخدام كلمة "ليف" وتعني المغادرة.
ودعت الصحيفة التي يملكها قطب الاعلام الاسترالي الاميركي روبرت مردوخ الجميع الى التصويت من اجل المغادرة.
وكتبت الصحيفة ان مصير بريطانيا سيكون "اكثر سوادا" داخل الاتحاد الذي يضم 28 دولة ورأت في مغادرة البلاد فرصة لتأكيد سيادتها المنتهكة في ظل "دكتاتورية بروكسل".
ثقب اسود في الميزانية
وسعيا الى قلب هذا التوجه بادر مؤيدو البقاء بحملة جديدة الثلاثاء مع تنظيم تجمع في مقر نقابة العمال الكبرى.
ودافع زعيم حزب العمال جيريمي كوربن عن "عمل النقابات في اوروبا من اجل توفير ظروف عمل افضل واجازات اطول واجازات امومة وابوة وظروفا اقل تمييزا".
وفي بيان مشترك حذر مسؤولون كبار في حزب العمال من عواقب الخروج من الاتحاد الاوروبي قد تكلف بحسبهم 525 الف وظيفة.
وقال البيان ان "الصدمة التي ستصيب اقتصادنا قد تسبب ثقبا اسود بقيمة 40 مليار جنيه استرليني في ماليتنا العامة".
ولتعويض تأخره في الاستطلاعات يمكن ان يستفيد معسكر البقاء من قرار محكمة العدل الاوروبية التي اعطت بريطانيا الحق في الحد من بعض المساعدات الاجتماعية المقدمة للمهاجرين الاوروبيين والتي تشكل ذريعة لمؤيدي الخروج.
وفي بروكسل حذر وزير دفاع بريطانيا مايكل فالون من ان بلاده توجه "لحظة خطرة للغاية".
وصرح فالون للصحافيين على هامش اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الاطلسي "هذه لحظة خطيرة للغاية. لم يسبق ان خرج اي بلد من حلف شمال الاطلسي او من الاتحاد الاوروبي اللذين يعتبران ركيزتين لامننا".
واضاف "ان خروج بلد كبير مثل بريطانيا من هاتين الشراكتين سيضعف امن الغرب وامل ان يفكر الناخبون بشكل جدي للغاية بشان المخاطر الحقيقية على امننا التي يمثلها التصويت للخروج من الاتحاد".
وكررت المانيا وفرنسا وبولندا الثلاثاء في وارسو تأييدها لبقاء بريطانيا في الاتحاد.
وينظم في المساء موقع يوتيوب وصحيفتا "تلغراف" و"هافنغتن بوست" نقاشا بين المحافظ بوريس جونسون متصدر حملة المغادرة والكس سالموند النائب عن الحزب الاسكتلندي المؤيد للبقاء.
التعليقات