ماذا بعد إرتفاع معدل إقفال المحال التجارية في لبنان، مع مواصلة المؤسسات الصغيرة صرف الموظفين، هل تتجه البلاد نحو كارثة إجتماعية، وما مدى أهمية تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن؟.

إيلاف من بيروت: سجّل بعد فترة الأعياد في لبنان ارتفاع معدل إقفال محال تجارية في أكثر من منطقة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مع مواصلة عدد من المؤسسات الصغيرة صرف موظفين للأسباب عينها.&

يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" أن تشكيل الحكومة يبقى ملحًّا في لبنان، في كل الأوقات، وهناك تقصير فاضح من السياسيين في هذا المجال بقطع النظر عن أسباب تأخير تشكيل الحكومة، وعند تشكيل الحكومة يعود النشاط الإقتصادي إلى لبنان، بعد مؤتمر سيدر، ومسألة القروض في لبنان، ومع ضرورة سن قوانين جديدة، وإذا لم تشكل الحكومة في أقرب وقت سيبقى الوضع الإقتصادي في لبنان متعثرًا، وسيقفل المزيد من المؤسسات، ولكن لن ينهار كما يشاع، وهو سيكون متعثرًا، لأن الشركات اللبنانية بمعظمها تبقى صغيرة، والأكثرية الساحقة من الشركات في لبنان تبقى متوسطة وصغيرة، وهي تتأقلم بسرعة مع الأوضاع، ولسنا نملك شركات بالآف العمال لدفع تعويضات كبيرة، والشركات في لبنان تتأقلم، ولكن الوضع لا يمكن أن يدوم وقتًا طويلًا، حينها سنواجه أزمة مالية إقتصادية كبيرة في لبنان.

مسؤولية
يعتبر حبيقة أن رئيس الجمهورية اللبنانية وكذلك رئيس الحكومة المكلف لا يتحملان مسؤولية إبقاء البلد لفترة طويلة من دون حكومة، والرهان اليوم على ضرورة تحمل كل فريق مسؤوليته، لأن الانهيار حينها سيشمل الجميع.

تركيا واليونان
ماذا عن الحديث حول إمكانية أن يتجه لبنان نحو تجارب إقتصادية شبيهة بتجربة تركيا أو حتى اليونان؟، يجيب حبيقة أن تجربة اليونان تبقى مختلفة عن التركية، والتجربة اليونانية كانت ناتجة من سوء إدارة مع اعتماد اليونان النقد المشترك أي اليورو، في حين لم تكن اليونان جاهزة للموضوع، لكن أوروبا فضّلت حينها إدخال اليونان ضمن اليورو، من هنا اليونان تعثرت في وقت لم تكن ناضجة للأمر.

أما التجربة التركية فتعود إلى العقوبات التي واجهتها ضد أميركا، وكانت هناك رغبة أميركية في معاقبة تركيا ورئيسها.

وردًا على سؤال بالنسبة إلى التجربة التركية، هناك اليوم استهداف أميركي أيضًا لإيران، ولبنان يتأثر بالعقوبات الأميركية على إيران؟. يجيب حبيقة "لبنان يتأثر بالفعل بتلك العقوبات، وأي عقوبات على إيران، مع وجود ثلث الشعب اللبناني يؤيدها، كلها تؤثر اجتماعيًا وإقتصاديًا وإستثماريًا على لبنان، وأي عقوبات على أي دولة مجاورة تؤثر على لبنان وعلى التبادل التجاري وعلى التحويلات، وبالتالي كلها أمور سلبية على لبنان، وتبقى مسيئة إليه".

ويبقى بحسب حبيقة، أن إيران لا تعاقب لأسباب إقتصادية، بل بسبب النووي، وهي أسباب عسكرية سياسية.

المصرف المركزي
عن مدى أهمية الجهود التي يقوم بها المصرف المركزي في لبنان لضبط الأوضاع المالية في لبنان، يرى حبيقة أنها جهود تبقى مشكورة، وهناك أمور مهمة، وهي أن مصرف لبنان ملتزم بسياسة تثبيت سعر صرف الدولار اللبناني، وهو التزام علني لا يقبل الشك.

وكذلك قدرة مصرف لبنان للدفاع عن سعر صرف الدولار كبيرة، مع وجود ما يقارب الـ60 مليار دولار احتياطي نقدي، ولا تزال أموال المغتربين تتدفق على المصارف، وكذلك لا يوجد أشخاص في لبنان يرغبون في إسقاط سعر الليرة في لبنان بعكس تركيا.

ويلفت حبيقة إلى أن هناك تعثرًا فقط في الوضع الإقتصادي، ولا كارثة اقتصادية كما يشاع. ومن أجل تحسين الأوضاع الإقتصادية في لبنان يلفت حبيقة إلى ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت، وكذلك تطبيق الإصلاحات التي وعدنا بها في مؤتمر سيدر، وإعطاء الفرصة للمجلس النيابي الجديد، وكذلك إقرار موازنة العام 2019، واتخاذ قرارات مهمة في مختلف القطاعات من البنية التحتية كالمطار مثلًا والكهرباء والمياه.
&