نيودلهي: اشتبك آلاف من المزارعين الهنود مع الشرطة في أنحاء نيودلهي الثلاثاء أثناء احتجاجات ضد الإصلاح الزراعي في العاصمة خلال عرض عسكري ضخم في يوم الجمهورية.

نفذت الشرطة واحدة من أكبر عملياتها الأمنية منذ سنوات في محاولة لإبعاد المتظاهرين عن رئيس الوزراء ناريندرا مودي وقادة حكوميين وعسكريين آخرين.

لكن بعد اقتحام الحواجز على الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، سيطرت قوافل من المزارعين على متن جراراتهم الزراعية على بعض معالم دلهي وتركت الشوارع المليئة بالحطام وسط سحب من الغاز المسيل للدموع.

ولقي مزارع مصرعه في ما وصفته الشرطة بحادث بعد انقلاب جراره.

وقالت الشرطة انها تكبدت خسائر "كثيرة" بدون أن تذكر أرقاما.

في القلعة الحمراء التي يبلغ عمرها 400 عام، وضع المزارعون شعارهم الخاص على سارية يرفع عليها علم الهند ذو الألوان الثلاثة عادة في الأعياد الوطنية.

وطاردت قوات الأمن المزارعين المحتجين. ووقع اشتباك خارج مقر شرطة دلهي.

أطلقت القوات الأمنية في جميع أنحاء المدينة الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات لتفريق المزارعين الذين واجهوا الشرطة بقضبان معدن وحافلات استولوا عليها بعد استخدامها لعرقلة قوافلهم.

ومع حلول الليل، قطعت السلطات خطوط الإنترنت والهاتف في المناطق الواقعة على أطراف دلهي حيث نصب المزارعون خيما.

وأصدرت السفارة الأميركية "تحذيرًا أمنيًا" للمواطنين الأميركيين بضرورة تجنب مناطق الاضطرابات.

تحولت الاحتجاجات التي استمرت شهرين ضد القوانين الزراعية التي أدت إلى تحرير أسواق المنتجات إلى أكبر تحد تواجهه حكومة مودي القومية الهندوسية منذ توليها السلطة قبل ستة أعوام.

ورفضت الحكومة المسيرة قائلة إنها ستكون "إحراجا وطنيا" في يوم الجمهورية.

لكن المزارعين انتظروا الى ما بعد العرض العسكري وظلوا في طريق بعيد عن وسط دلهي. وسرعان ما اخترقوا حواجز الأمن بينما كان مودي وشخصيات بارزة أخرى يشاهدون الدبابات والقوات تمر على طول شارع راجباث بينما حلقت طائرات رافال المقاتلة التي اشترتها نيودلهي حديثًا في سماء المنطقة.

لوّح مودي للجماهير وعاد إلى مقر إقامته قبل 30 دقيقة فقط من سيطرة الجرارات على مركز المدينة.

ونصب عشرات الآلاف من المزارعين خيما في ضواحي العاصمة منذ تشرين الثاني/نوفمبر، احتجاجا على القوانين الجديدة التي تقول الحكومة إنها ستعزز الدخل في الريف.

ويقول مسؤولو النقابات إن التشريع سيمنح التكتلات الهندية السيطرة على الصناعة الزراعية، حجر الأساس للاقتصاد، وينهي الأسعار المضمونة لمعظم المنتجات الزراعية.

قال المتظاهر ناريش سينغ وهو يدير محرك جراره ويقوده وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع "سوف نظهر للحكومة أننا نريد العمل".

وأكّد قادة المزارعين إن لديهم ما يكفي من الإمدادات لاستمرار مخيماتهم الاحتجاجية لمدة عام، مؤكدين أنّ الشرطة هي التي دفعت المزارعين إلى العنف.

وردت الشرطة في بيان متهمة المزارعين بانتهاك شروط التجمع وسلوك "طريق العنف والدمار".

وأفاد المسؤول النقابي كاوالبريت سينغ بانو وكالة فرانس برس "هذا لن يتوقف هنا. حركتنا ورسالتنا أصبحتا فقط أقوى".

واكد ان احتجاجا جديدا سينظم في الأول من شباط/فبراير خارج البرلمان عندما تعلن الحكومة موازنتها.

على احدى الطرق الرئيسية، ألقى سكان من أسطح المنازل بالزهور على قوافل الجرارات.

وهلل الناس وصفقوا في أماكن أخرى حيث مر المزارعون وهم يلوحون بالأعلام الهندية وينفخون في الأبواق.

واستمرت احتفالات يوم الجمهورية رغم المخاوف الأمنية.

وتم تقليص العرض هذا العام بسبب جائحة كوفيد-19، بحيث انخفض عدد الحضور من 125 ألف شخص إلى 25 ألفا فقط.

وتقول الحكومة إن المزارعين تعرضوا للتلاعب من قبل أحزاب المعارضة التي دعمت إلى حد كبير الحملة الريفية.

وفشلت عشر جولات من المحادثات بين اتحادات المزارعين والوزراء في كسر الجمود.

وطالب المزارعون الحكومة بإلغاء القوانين، لكن الإدارة عرضت فقط تأخير تنفيذه لمدة 18 شهرًا.

ونظّمت تظاهرات لصغار المزارعين في مومباي وبنغالور وفي ولاية هاريانا الريفية.