إيلاف من الرياض: تتجه أنظار العالم صوب العاصمة السعودية الرياض، لمتابعة تفاصيل مشروع النقل الحضاري الأكبر في المنطقة العربية، والأحدث عالمياً، وهو مترو الرياض، ومع اقتراب موعد التشغيل الرسمي، تستعد العاصمة السعودية لواحدة من أكبر التحولات في نظام النقل العام، إذ يُعتبر المشروع نقلة نوعية تعكس طموحات المملكة في بناء بنية تحتية متطورة تدعم النمو السكاني وتحسن جودة الحياة.

وقد دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اليوم الأربعاء مشروع مترو الرياض، سيضم مترو الرياض قطارات ومحطات آلية بالكامل تعمل بالطاقة المتجددة وسيساهم في إحداث ثورة في النقل بالمنطقة.

يعد المشروع العملاق العمود الفقري لشبكة النقل العام بمدينة الرياض وأحد أهم مكونات منظومة النقل العام بالمدينة.

وشاهد الملك فيلماً وثائقياً تعريفياً عن المشروع الذي يمثل أحد أهم مشاريع النقل العام التي شهدتها المملكة في عهده المزدهر.

وفي كلمته بهذه المناسبة، قال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض الأمير محمد بن سلمان إن مشروع النقل العام بالرياض بشقيه القطار والحافلات هو ثمرة غرس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويستند إلى الرؤية الثاقبة للملك سلمان عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.

مشروع حضاري عملاق
يمثل مترو الرياض جزءًا رئيسيًا من خطة تطوير النقل الحضري في العاصمة، حيث يغطي ستة خطوط رئيسية تربط بين مختلف أحياء المدينة على امتداد 176 كيلومترًا، تضم 85 محطة، منها 8 محطات رئيسية تربط الخطوط الستة ببعضها.

مشروع بأرقام عالمية
تبلغ الطاقة الاستيعابية للمترو 1.16 مليون راكب يوميًا، ويُتوقع أن تسهم القطارات، التي تصل سرعتها إلى 80 كيلومترًا في الساعة، في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، إذ يعد المشروع أحد أكبر الاستثمارات في البنية التحتية للنقل على مستوى العالم، وفقاً لتقرير "العربية".

وأعلنت الجهات المعنية أن مترو الرياض سيبدأ تشغيله رسميًا يوم الأربعاء، 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، من خلال إطلاق المرحلة الأولى التي تشمل ثلاثة خطوط رئيسية. ويأتي هذا التشغيل الجزئي بعد مرحلة تجريبية بدأت في نوفمبر 2024، وتستمر على مراحل حتى الربع الأول من عام 2025 لضمان كفاءة النظام وجاهزيته.

يهدف المشروع إلى تقليل عدد السيارات على الطرق بمقدار مليوني رحلة يوميًا، مما يسهم في تخفيف الازدحام المروري في واحدة من أكثر المدن ازدحامًا بالمملكة. إضافة إلى ذلك، يُتوقع أن يُخفض المشروع انبعاثات الكربون بمقدار 400 ألف طن سنويًا، مما يعكس التزام المملكة بمعايير الاستدامة البيئية.

أداة لتحقيق رؤية 2030
يُعد مترو الرياض ركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال تقديم حل مستدام للنقل العام، وخلق فرص عمل، وتعزيز الاقتصاد المحلي. كما أن المشروع يعتمد على أحدث تقنيات الطاقة المتجددة، ما يجعله أحد أكثر أنظمة النقل كفاءة واستدامة في المنطقة.

وكان وزير النقل السعودي صالح الجاسر، قال إن افتتاح مترو الرياض سيكون في أسابيع قليلة، ويجري العمل حالياً من عمليات التشغيل التجريبي، إذ يعد نقلة نوعية في الرياض، وهو أكبر مشروع مترو في العالم يُبنى في وقت واحد، ويهدف إلى تحسين جودة الحياة لسكان الرياض عبر توفير وسيلة نقل متطورة، سريعة، وموثوقة.

وأضاف الجاسر في مقابلة مع "العربية Business" على هامش فعاليات المنتدى اللوجستي العالمي في الرياض، أن مشروع المترو هو مشروع استثنائي وتاريخي.

8.5 مليون نسمة في الرياض
مع النمو السكاني المتوقع في الرياض، والذي يُقدر بأن يتجاوز 8.5 مليون نسمة خلال العقد المقبل، يمثل المترو حلاً حضريًا مبتكرًا يلبي الاحتياجات المتزايدة للتنقل. كما أن تحسين الاتصال بين أحياء المدينة يعزز الإنتاجية الاقتصادية ويقلل من التكاليف الزمنية والمادية للتنقل.

يرتقب سكان الرياض بحماس تشغيل مترو الرياض، الذي سيُحدث تحولًا جذريًا في نظام النقل داخل العاصمة. يمثل المشروع بداية لعصر جديد من التنقل الحضري، ويؤكد على التزام المملكة بالابتكار والتطوير، مما يعزز مكانة الرياض كواحدة من أبرز المدن العالمية.