ليلة دافئة
ليلةٌ دافئةٌ تحلو مثلَ كلّ الليالي..
حين طوَتِ الغيومُ النجوم، ذلك لتغادرَ سفوحَ الجبال.
وحدَهُ القمرُ يتوسّطُ سماءنا،
في حين أنَّ المياهَ تجري كدأبِها في الأنهار.
آهٍ تلك الليلة الدافئة
سترحلُ كما لو كانت حلماً ورديّاً.

سحر
صفيرُ الطائرِ يطربُ الأزهار، وأنّ المطر ينقرُ الشجر،
فيما تعدو الغزلانُ مسرورة.
ثمّ تذوبُ عشقاً في الحقول..

معزوفة الحياة
أنْ تعزفَ معزوفةَ الحياة، ذلك يعني أنّكَ عازفٌ مبدع.
ليفرحِ الجميعُ ويصفّقْ..
ها هي ذي الأزهارُ ترقصُ بلا راقص.
أنْ تشربَ كأساً مليئةً بالأوجاع، ذلك يعني أنّكَ ملكُ الدُموع،
وإذا ما حُرمتَ يوماً من الخمر،
فلتحتسِ الدموعَ، إنّها أفضلُ مثالٍ للسُكر.
أنْ تعشقَ ولا تُعشق..
هو قلمٌ ماتَ منتحراً، فكُفّنَ بأوراقِ كلماتهِ.
أنْ تفقدَ من تُحب،
عليك أن تعزفَ عن الحياةِ إلى الأبد.

عندما تغنّي الزهور
عندما تغني الزهور، ويموسقها قطرُ الندى..
تحنو الرياح
ذاك العمر الذي مضى كلوعةٍ،
طار مع الطيورِ فوق سماءٍ لازورديّة.
أتستطيعُ جداولُ الماءِ كلّها أن تعيدَ لي زهرةَ الشباب؟
ليتها تفعل ذلك..
وتغنّي لي الزهورُ الملوّنةُ التي بلونِ شعري.
آهٍ آهٍ سيقتربُ النهارُ وأنا أحلم..
أيّها الليلُ لا تكنْ مغروراً.

فاكهة الميلاد
فرّتُ الطيورُ خائفةً مذعورة
لأنَّّ الفزّاعةَ وسط البستان،
صامتةٌ تلك الأنهار لا خريرَ ولا نقيق.
طواحينُ لا صوتَ لها في القرية..
ستتوقّفُ الرياحُ حتماً عن العزف،
الليلة غابَ القمرُ
بينما صارتِ الغزالةُ تنسجُ ثوبَها
المرصّعَ بفاكهةِ الميلاد.

سفائن
نحن نبدو بأحلى حُلّة،
حين يحوكُ الليلُ لنا أثوابَ الذكرى.
لنرتحلْ عن البريّةِ على ظهرِ سفائن فارغة..
مظلمٌ هذا البحر،
حيث إنّنا لم نعدْ نشاهد القمر.
ما يتراءى لنا الجثثُ التي تطفو
هذا كلّ ما نراه،
نحن على يقينٍ سوف نؤولُ إلى نفسِ المصير،
ولكن من الذي يُصغي
حين نهوي إلى قعرِ المحيط؟
ما تُحرّكنا دفّةُ قلبٍ بائس، تقودنا إلى طرقاتٍ مسدودة.