إِهْدَاءٌ: إِلَيْهِمَا إِذْ تَشَابَكَا، وَ لِلْمَسَاءِ الَّذِي خَلَّفَا عَلَى وَجْنَتَيْهِ البَلَلَ الرَّشِيدَ..!!

I

مُتَشَابِكَيْنِ؛
وَ المَدَى طَرِيقٌ حَبِلَتْ بِالْشَّجَرِ.
الجِهَاتُ لاَ تَعْنِينَا فِي العَادَةِ،
وَ الوُصُولُ مُكَافَأَةٌ لاَ نَحْلُمُ بِهَا،
نُرِيدُ أَنْ نَمْشِيَ.. مُتَحَرِّرَيْنِ مِنَ الإِرْثِ،
قَابِضَيْنِ عَلَى اللَّحْظَةِ الهَائِلَةِ..!!

II

فِي الطَّرِيقِ؛
تَوَرَّدَ خَدُّ المَسِيرَةِ،
إِذْ لَمْ يَكُنْ مَعْقُولاً كُلُّ هَذَا البَنَفْسَجِ.
أَمَّا هِيَ؛ فَقَدْ أَزْهَقَتْ الحُزْنَ - كُلَّ الحُزْنِ عَلَى مَا أَعْتَقِدُ -،
وَ طَفَقَتْ تُرَتِّبُ الهَوَاءَ بِشَالِهَا،
وَ أَعَادَتْ تَرْسِيمَ المَعْنَى بِخَلْخَالٍ أُحِبُّهُ،
فِيمَا تَرَكَتْ لِلْعَصَافِيرِ حُرِّيَّةَ الاِتِّكَاءِ عَلَى أُنْشُوطَةِ جَدِيلَتِهَا..!!

III

يَااااااهْ؛
تَبْتَسِمُ إِلَيَّ بِحَذَرِ الطُّفُولَةِ،
لاَ لِشَيْءٍ إِلاَّ لِتَعْرِفَ كَمْ مِنَ المَنَادِيلِ أَحْتَاجُ.
نَعَمْ.. نَعَمْ.. صَدِّقِينِي :
أَنَا لاَ أَحْتَاجُ أَكْثَرَ مِنْ وَجْهِكِ وَ سِيجَارَةٍ كَيْ أَكْتُبَ quot; الوَرْدَةْ quot;..!!

IV

فِي حِينِ أَنَّ الضَّوْءَ مَادَّةُ البَصَرِ؛
كُنْتُ أُبْصِرُهَا مِنْ حَيْثُ أَعِرِفُ.
تُوْمِئُ إِلَيَّ بِنَظْرَةٍ لاَ تَعْنِي سِوَى السَّكِينَةِ،
وَ أُخَبِّئُ فِي جَيْبِهَا سُنْبُلَتَيْنِ لِلْقَادِمِ.
صَرَخَتْ مَرَّةً : مُرَّ بِالْحُقُولِ أَيُّهَا السَّاقِي.. مُرَّ،
فَلَمْ أَفْعَلْ غَيْرَ أَنْ شَدَدْتُ ثَوْبَهَا...
وَ جَفَّفْتُ بِأَكْمَامِهِ مَا خَلَّفَهُ النَّأْيُ عَلَى حَدَقَتَيَّ..!!

V

هَكَذَا؛
لَمْ أَكُنْ جَدِيرًا بِالْصَّمْتِ،
كُنْتُ أَقُولُ كُلَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ تَقُولَهُ البُحَيْرَةُ لِبَجَعَةٍ.
وَ هَكَذَا - أَيْضًا - لَمْ تَكُنْ قَادِرَةً عَلَى البُكَاءِ،
إِذْ قَالَتْ كُلَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَقُولَهُ الرَّغِيفُ لِجَائِعٍ.
الأَمْرُ بِبَسَاطَةٍ كَانَ أَشْبَهَ بِمُنَاوَرَةٍ؛
لَمْ تَنْتَصِرْ ndash; فِي النِّهَايَةِ - سِوىَ الطَّرِيقِ،
تِلْكَ الَّتِي تَشَابَكْنَا عَلَيْهَا،
وَ تَوَرَّدَ خَدُّ المَسِيرَةِ... إِلَخْ..!!

السُّوَيْدْ