وعندي يا أبا الطيب
حكايا لا تصدق عن بني بابل
عن العصر الذي يمشي على قدمين من ذرّه
عن الزمن الذي نصبوا به الفاعل
و جروا الفعل بالتنوين أو رفعوه بالكسره (الشاعر خليل الخوري)
(1)
في الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة الحادي و العشرين من آذار، خرجت من بيتي، كان عليّ أن أقطع مسافة تزيد على الكيلومتر الواحد، قبل الوصول إلى موقف الحافلة في الشارع الرئيسي، كانت السماء زرقاء صافية و الشمس تبعث بأشعتها القرمزية الفاترة، و كان الجو جميلاً منعشاً يميل إلى البرودة بعد موجة من أيام دافئة، كنت أسير وحدي في الطريق بين حدائق البيوت الممتدة على الجانبين، الفوّاحة بشذى القدّاح و عبير الورود و أريج الأزهار، فكنت أتوقف قليلاً، أملأ صدري بالعبق فأشعر بالفرح و أحس بالنشوة.
كان ذلك اليوم عطلة رسمية، رغم مصادفته في عطلة نهاية الأسبوع، لأنه يوم عيد فتذكرت نقاش الأمس بين أصدقائي الثلاثة حول العيد:
قال الأول: إنه عيدنا، عيد نوروز
قال الثاني: هو عيدنا نحن، عيد دورة السنة
قال الثالث: هذا عيد الربيع، عيدنا، كنا نسميه قبل سنين عيد الشجرة.
كنت صامتاً، أستمع إلى أصدقائي الثلاثة، و ما يقوله كل منهم، دون أن أشارك في النقاش، و لكن حين سألوني عن العيد قلت:
إنه عيد عراقيّ أصيل، نشأ في بلاد الرافدين منذ بداية الحضارة قبل أكثر من خمسة آلاف سنة، هو (( عيد الخصب )، يوم بدء الإحتفالات بعودة تموز إله الخصب و النماء إلى الحياة من عالم الأموات أو العالم الأسفل، الذي سلمته زوجته عشتار إلهة الحب و الجنس إلى شياطين العالم الأسفل، بعد رحلة لها إلى هناك، لزيارة أختها الكبرى (( إيرشيجال )) حاكمة ذلك العالم لمواساتها بموت زوجها، لكن الأخت الكبرى إعتقدت أن اختها جاءت تنافسها في الحكم، فقررت إبقاءها و عدم السماح لها بالخروج من هناك و قدمتها إلى قضاة العالم الأسفل، فحكموا عليها بالموت، لكن تدخل وزير الإلهه عشتار (( ننشو )) لدى الالهة العظام و ذهابه إلى إله الحكمة (( آيا )) الّذي خلق مخلوقين من الطين لهما القدرة على النزول إلى عالم الأموات، من أجل نشر ماء الحياة و طعام الحياة على جثة الإلهه عشتارلإعادتها إلى الحياة مجدداً، فقررت الآلهة العظام بعد عودة الإلهه عشتار إلى الحياة، إخراجها من هناك على أن تقدم بديلاً عنها، فخرجت يرافقها شياطين العالم الأسفل، للبحث عن بديل، و مرت بمدن عديدة حتى وصلت إلى الوركاء، حيث وجدت حبيبها و زوجها تموز في مجلسه، و فجأة أشارت إليه، فانقض الشياطين عليه، حاصروه، ألقوا القبض عليه، كتفوه، أخذوه معهم إلى عالم الأموات، قدمت أخته (( كشتن ndash; آنا ))، نفسها بديلاً عنه، نزلت هي إلى ذلك العالم فقررت الإلهه العظام أن يخرج تموز إلى الحياة نصف عام من أجل إستمرار الحياة و ديمومتها لأنه إله الخصب و النماء، و يرجع إلى عالم الأموات في النصف الثاني من السنة بالتناوب مع أخته في كل عام.
سأل الأول: كم يوماً كانت تستمر هذه الإحتفالات؟
سأل الثاني: ما هو مصدرها؟
سأل الثالث: ماذا كان يمارس فيها؟ و أين؟
قلت: كانت هذه الإحتفالات تستمر أحد عشر يوماً، تتداخل مع أعياد رأس السنة البابلية الجديدة في الأول من نيسان، و كان مصدرها، العقيدة الدينية عند العراقيين القدماء، التي تتصف بصفاتٍ عديدة، أهمها مبدأ الحيوية، و مبدأ التشبيه و المحاكاة، الذان يرجعان إلى معتقدات إنسان عصور ما قبل التاريخ، و كان يمثل فيها قصة التكوين، و ما يقوم به إله الخصب تموز و زوجته عشتار إلهة الحب و الجنس، و هو ما يعرف (( الزواج المقدّس ))، الذي يقوم بتمثيله الملك أو الكاهن الأكبر و الكاهنة العظمى أو غيرها من الكاهنات في المعبد الكبير، تشبّهاً بزواج الإله تموز بالإلهة عشتار، و الذي يحدد بموجبه مستقبل الملك و الناس و البلاد في السنة التالية، و أضفت قائلاً: لقد أنتج لنا الزواج المقدّس واحداً من أعظم القوّاد و الملوك في التاريخ العراقي القديم، إنه الملك (( سرجون الأكدي )) موحد دويلات المدن و مرسّخ قواعد الدولة في التاريخ، و مؤسس واحدة من أشهر الإمبراطوريات في العالم القديم، الذي يخبرنا عن نفسه في رقيم طيني: إنه لا يعرف أباه و إن أمه كاهنة عظمى، حملته سرّاً، و ولدته سرّاً، و وضعته في سلّة من البردي، ختمت غطاءها بالقير، و رمته بالنهر، لكن النهر لم يغمره، حمله إلى الغرّاف (( آكي ))، فاتخذّه الغرّاف إبناً له، جعله بستانياً عنده، فأحبته الإلهة عشتار، و منحته حبّها، فاضطلع بمهام الملوكية، و حكم (( ذي الرؤوس السود ))، و قهر الجبال الشاهقة بالفؤوس، تسلّق قممها، طاف حول بلدان البحر ثلاث مرات، و استولى على دلمون.
سأل الأول: لماذا حملت الكاهنة العظمى سرّاً؟ و لماذا ولدت سرّاً؟
سأل الثاني: لماذا لم تحتفظ بوليدها؟
سأل الثالث: لماذا تخلصت منه و رمته بالنهر؟
قلت يا أصدقائي: إن الكاهنة العظمى في بلاد الرافدين، تعتبر من الوجهة الدينية زوجة الإله، فهي لا يحق لها الزواج أو الإنجاب، لأن القوانين أوجبت عليها التعفف، و عدم التردد على الأماكن المشبوهة، و في حالة ترددها على المواخير، تكون عقوبتها الحرق، و إن إقترافها الزنى يعتبر نذير شؤم للمعبد و أهل البلاد، كما إن من يأتي ضدها بتهمة باطلة، يعاقب بالجلد و حلاقة نصف الشعر.
قال الأول: هل كانت الاحتفالات بعودة الإله تموز إلى الحياة تقتصر على تمثيل قصة التكوين و ممارسة طقوس الزواج المقدّس؟ أم كانت هناك طقوس أخرى؟
قلت هناك طقس آخر كان يمارس في البلاد، يرمز إلى همية الجنس لإدامة الحياة و خلق مظاهر الخصب، مشابه لطقس الزواج المقدس، يعود أيضاً إلى المعتقدات الخاصة بتموز و عشتار، و هو ما يعرف (( البغاء المقدّس )).
قال الثاني: لماذا يسمى البغاء مقدّساً؟
قلت لأنه يمارس في المعبد.
قال الثالث: كيف؟
قلت: كان على كل امرأة من أهل البلاد أن تذهب مرة واحدة في حياتها إلى معبد الإلهه عشتار و تستسلم لرجل غريب، غير أن الكثير من النسوة الغنيّات من اللواتي يأنفن الإختلاط بعامة الناس كن يأتين بعربات محجبة يتبعهن حشد من الخدم، ينتظرهن هناك، غير أن أغلب النسوة كنّ يجلسن في ساحة المعبد و يشكلن حشداً كبيراً بالإضافة إلى القادمات و الذاهبات، و كان من حولهن ممرات في إتجاهاتٍ مختلفة يسير فيها الرجال ليختار منهن من يشاء، و كانت المرأة التي تأخذ مكانها في المعبد لا يسمح لها بالعودة إلى بيتها إلا بعد أن يلقي أحد الرجال قطعة نقد في حجرها، و كان يقول بإسم الإلهة عشتار، و لم تكن قيمة النقد ذات أهمية، و إنما حالما تلقى كانت تصبح مقدّسة، و يمنع القانون رفضها أبداً، و لم يكن للمرأة حق الإختيار، إذ كان عليها أن تذهب مع أول رجل يلقي لها النقود، و كان واجبها نحو الإلهه عشتار ينتهي بممارسة الجنس مع الرجل الذي يختارها.
قال الأول: لقد أخبرتنا أن الزواج المقدّس أنتج لنا ملكاً لا يعرف أباه، فهل أنتج لنا البغاء المقدس حكّاماً و قوّاداً لا يعرفون آباءهم؟
قال الثاني: إني أعرف إجابتك مقدّماً، لا بد إنك تريد ان تقول عليكم بقراءة التاريخ، و استقراء الحاضر، حتى تتمكنوا من التعرّف عليهم.
قلت يا صديقي: إنك تذكّرني بمقال قرأته في مرحلة الدراسة الإعدادية، نشر في جريدة الإنسانية كتبه صاحبها كاظم السماوي، أغلقت الجريدة بعد نشره، و كان عنوانه (( فليسقط التاريخ )).
قال الثالث: ماذا تريد أن تقول؟
قلت: إني أعتبر أن التاريخ قد سقط منذ عصور قديمة تمتد جذورها في أعماق الزمن، و إن ألبست بعض حوادثه و حلقاته رداء القداسة الزائفة، لأنه نتاج فلسفة القوّة، أما الحاضر فلا حاجة لنا باستقرائه، لأنه ولد مشبوهاً و مشوّهاً، و هذا محزن و مثير للأعصاب، لأنه سيولد لنا مستقبلاً مشبوهاً و أجيالاً مشوّهة، و هو وليد فلسفة القوّة أيضاً، و إن حَملتْ شعارات الحرية و الديمقراطية و العولمة و حقوق الإنسان، لأن التطبيق العملي لها في وطننا يعني الإغتصاب و الإحتلال و القتل و التعذيب اللاأخلاقي و القهر و الظلم و الهيمنة، و تكريس التجزئة و التخريب و السلب و فرض العقوبات و الحصار و طمس الهوية الثقافية و الوطنية، إن حاضرنا فوضى، إن حاضرنا مؤلم، (( إن ما حدث لبلدنا يكفي )) و نحن في مطلع القرن الحادي و العشرين.
قال الأول: دع الحديث في هذا الموضوع، و أخبرنا عما كان يحدث بعد عودة الإله تموز إلى العالم الأسفل في النصف الثاني من السنة ...
قلت: مثلما كان إنبعاث تموز إلى الحياة مدعاة لإقامة إحتفالات، كان موته و رجوعه إلى عالم الأموات، مدعاة أيضا لإقامة المآتم والمناحات و حزن جماعي يعم الناس و البلاد، و تنظيم مواكب عزاء تحمل فيها المشاعل و تقرأ فيها قصائد حزينة على لسان الإلهه عشتار زوجة الإله تموز، يغلب عليها الحزن العميق و العاطفة الشديدة، و أسى الزوجة الحزينة، و كان يتم عرض ودفن طقسي لدمية تمثل الإله تموز في الأيّام الأخيرة من شهر تموز التي كانت تبدأ في بدايته الأحزان، إلا أن ما كان يجري بعد موت تموز من طقوس ظلّ ممارسات شعبية تقام سنويّاً، لم تأخذ الصفة الدينية أو الرسمية، كما هو الحال في طقوس الزواج المقدّس أو غيرها التي كان يشارك فيها الملك و المعبد.
قال الثاني: هل بقيت (( عقيدة الخصب )) خاصة في بلاد الرافدين؟ أم إنتقلت منها إلى بلدان أخرى؟ و هل تأثر بها أقوام آخرون؟
قلت: لم تبق عودة تموز إلى الحياة و ما رافقها من احتفالات و طقوس، و موته و ما تبعه من مآتم و حزن جماعي و مواكب عزاء، محصورة في بلاد الرافدين، بل إنتقلت منها و انتشرت في بلدان الشرق القديم، و تأثر بها عبر الزمن أقوام كثيرون،قلّدوها، و مارسوا ما رافقها من طقوس مع إحداث بعض التغيير و التحوير و الإضافة و التبديل، سواءً كان ذلك في الحوادث و أسماء الإلهه أو في التشبيه و المحاكاة و طرق التمثيل، و من هؤلاء الأقوام، الكنعانيون، قدماء المصريون، الفينيقيون، اليونانيون، الرومان، حتى وصلت إلى عرب الجاهلية حين اتخذوا اللات و العزّى إلهين للخصب و الجنس، كما كان لهذه العقيدة، أثراً واضحاً في الديانات اليهودية و المسيحية و ديانة الصابئة، كما تأثرت بها أيضاً بعض الفرق الإسلامية.
قال الثالث: هل لك أن توضح لنا بعض هذه التأثيرات؟
قلت: إن نشيد الإنشاد، لسليمان لا يتسم بأية صفة دينية، و إن محتوياته لا تنسجم أصلاً و طبيعة أسفار العهد القديم، فهو عبارة عن مقطوعات و أناشيد غنائية عاطفية، تردد تارة على لسان فتاة عاشقة هيمانة، تتغزل بفتى أحلامها الذي سحرها بجماله و خصائصه، و تتحدث بصورة سافرة عن علاقتها الجنسية معه، و تارة أخرى تردد القصائد و الأناشيد على لسان فتى عاشق سحرته حبيبته، فراح يخلع عليها من الأوصاف و التشابيه ما لا حصر له، و إن ما جاء في السفر، ما هو إلا تحريف واضح للقصائد التي كانت تردد على لسان الإلهه عشتار، تتغزل بها بحبيبها وزوجها الإله تموز، لكن ذلك السفر يحظى عند رجال الدين الأرثوذكس بقدسية الأسفار الأخرى للتوراة، لأنهم اعتبروا الفتى العاشق يرمز إلى إله العبرانيين يهوه، و إن الفتاة التي يتغزل هو بها و تتغزل هي به ليست سوى رمز للأرض المقدّسة التي نزح إليها العبرانيون، و من هذا التفسير ظهر مبدأ التأويل في الإسلام، ففسرت أقوال المتصوفة الإسلاميون و كتاباتهم و أشعارهم و شطحاتهم خلافاً لما جاء في النصوص و الأقوال، و قد شجع و روّج لذلك المستشرقون كما إن المرأة التي كانت لا تمارس البغاء المقدّس لدى الفينيقيين، كانت تعاقب بحلاقة شعرها، لأنها لم تؤد واجبها نحو إلهه الحب و الجمال أفروديت، و هناك تشابه كبير بين الإبتهالات المقدمة إلى الإلهة عشتار و الإبتهالات المقدمة إلى السيدة العذراء، و يظهر ذلك واضحاً عند رفع إسم الإلهة عشتار من القصائد السومرية و البابلية و إبداله بإسم السيدة العذراء دون ان يظهر إختلالاً في النص أو المعنى، و إن البكاء على تموز جاء في سفر حزقيال، و إن هناك تشابه بين ما فعلته عشتار بحبيبها و زوجها تموز حيث أشارت إليه للشياطين، و بين ما فعله يهودا تلميذ السيد المسيح بأستاذه حين سلّمه إلى الكهنة، و بين ما فعله الشياطين بالإله تموز و بين ما فعله الكهنة بالسيد السيح في جمعة الآلام.
(2)
كان وصولي إلى الموقف في الشارع الرئيسي متزامناً مع وصول الحافلة و توقفها، صعدت إليها مسرعاً، كانت خالية إلا من قليل من الركاب، لكني صعدت إلى الطابق العلوي الذي كان خالياً و جلست في المقعد الامامي، تحركت الحافلة فتذكرت ما سمعته و أنا صغير: إن الطبيب الشرعي كان يقص جذيلة أو شعر المرأة التي تقتل غسلاً للعار و يضعه فوق الجثة تأكيداً لممارستها الزنى، فذكرني ذلك بقول إحدى العدّادات (( القوّالات )) في مأتم إمرأة:
و تفداك من نزلت بليل
و حطت عليج بحجة الخيل
و تفداك من قصّو شعرهة
و بين المجالس حجو عنهة
تموتين يم الدنس عنهة
تحركت الحافلة بعد توقف قصير لها قاصدة مركز المدينة، فشاهدت موكب جنازة ملفوفة بالعلم العراقي، فتذكرت أننا في مثل هذا اليوم الحادي و العشرين من آذار و في يوم الجمعة أيضاً، وارينا جثمان أخي الثرى، بعد مقتله في الحرب العراقية الإيرانية، فأحسست بضيق و شعرت بحزن عميق ذكرني بقصة رواها لي أحد الشيوخ فقال:
خيرت إمرأة عربية بين بقاء أبوها أو زوجها أو إبنها أو أخوها، إستثناءً من حكم بالموت صدر عليهم جميعاً، فاختارت الأخ، و لما سألت عن السبب أجابت: الأب منبوذ، و الزوج موجود، و الإبن مالود،
والأخ مفقود، فزاد ذلك في حزني، و رددت ما كانت تردده أمي من أقوال العدادات و تبكي:
طب للسراي و صعد ليفوق
وفانوس بيد الشيخ معلوق
يفصل دعاوي و يطلّع حقوق
و ذب الحقوق إعلى الرداية
تحركت الحافلة بعد توقف لها مرة أخرى، فرأيت موكب جنازة أخرى لامرأة قتلت برصاص الجنود الأمريكان، فذكرني ذلك بوفاة زوجتي المفاجيء في يوم الجمعة أيضاً، أثناء فترة الحصار المفروض على بلدنا و شعبنا من الخارج و الداخل بعد غزو الكويت، فأصبحت بموتها بدون حياة، كما قيل (( يستطيع الرجل أن يعيش بدون امرأة، و لكن لا يستطيع القول أنه كان حيّاً ))، و تذكرت ما نقلته لي أختي و هي تواسيني بموتها من أقوال العدادات في مأتمها:
فحلة النسوان حركة
زادك مري و ايديك بركة
حييّة وطلت من ورا الحي
شافت رجال بمفرق الفي
و شافت رجال ودنكرت
كانت الحافلة تسير وتتوقف، يصعد إليها أناس و ينزل منها آخرون، و نزيف ذاكرتي لا يتوقف، فتذكرت ما كان يعتقد به سكان مدينتنا قديماً من أن النواعير كانت تتنبأ بموت اصحابها، فتقوم بإصدار أصوات عالية تشبه العويل تسمى (( الحنين )) فذكرني ذلك بما جرى من حديث بين أحد ملاك القرى و البساتين وبين إحدى العدادات، حين تقابلا صدفة فسألها: ماذا ستقولين عني بعد موتي في المأتم و أيام العزاء؟ فأجابت:
خلو بتاتيهم على التين
و نزلو يخمّون النواعير
و ما الهجم ما تقبل ادير
فأهداها ثلاث نخلات من أجود نخيل التمر، دون أن يهبها الأرض، لأن الأرض في عرف أهل السلف لا تهدى ولا تعطى و لا يتم التنازل عنها، لأنهم كانوا يعتقدون أن (( المال مال النخل والمغنيات الخيل )).
سارت الحافلة مرة أخرى، فتذكرت ما سمعته مما كان يحصل بين العدّادات من منازعات في المآتم، حين تقول إحداهن قولاً مبالغاً فيه، فترد عليها الأخرى مفندةً أقوالها، و كثيراً ما يحدث نزاع بينهن يؤدّي إلى انسحاب إحداهنّ من المأتم مع مجموعة من النساء، لأن القول في أعرافهن، يجب ان يكون مناسباً لواقع الحال و على القدر، كما يقول أبو الطيّب المتنبّي في قصيدته الميميّة المشهورة في مدح سيف الدولة.
(3)
توقفت الحافلة في شارع حيفا، قريباً من شارع النصر، غادرت الحافلة، اجتزت شارع النصر و ساحة الشهداء ، أصبحت في منتصف الجسر حين دقت ساعة القشلة دقاتها العشر فتوقفت، نظرت إلى النهر، رأيت ماءه قليل، يسير بتؤدة و ببطيء، و لا أدري لماذا اعتقدت أن دجلة قد وهن عظمه و اشتعل رأسه شيباً، و لم يعد كما كان العراقيون القدماء يقدمون له الصبايا الجميلات من العذارى، قرابين لإرضائه، خوفاً من غضبه و ما كان يحدثه من الدمار و الخراب.
أنهيت عبور الجسر، دخلت إلى سوق السراي، ألقيت نظرة على عناوين الكتب المفروشة على الأرض على جانبي السوق، لم أجد ما كنت أفتش عنه، رأيت كتباً كانت ممنوعة، مثل (( شمس المعارف الكبرى ))، و (( منبع أصول الحكمة ))، فذكّرني ذلك بما حدث قبل سنين لصديق لي مع صاحب دكاّن لبيع الكتب في السوق، كان يعتمر طربوشاً أحمر ملفوف على أسفله قماش أخضر، حين ساله صديقي عن كتاب (( رجوع الشيخ إلى صباه )) فقام البائع و شتم صديقي و طرده، لكن صديقي لم يتحرك من مكانه، أخذ الأمر ببرود، سأل صاحب الدكّان عما أغضبه؟! قال له: إن أباه اوصاه بشراء الكتاب، لحاجته الماسة إليه، ثم تركه دون أن يظهر عليه أنه كان يقوم بإغاضته متعمّداً.
خرجت من سوق السراي، أصبحت في شارع المتنبّي، أخذت أتنقل بين بسطات الكتب القديمة، أفتش عن رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ (( ثرثرة فوق النيل ))، الذي أعجبني بطلها و هو يسير في شوارع القاهرة في حالة هذيان مردداً (( ناس بتهد و ناس بتبني ))، لم اجد الرواية، اشتريت كتابين، (( أصنام المجتمع )) للدكتور عبد الجليل الطاهر و (( قصة حب )) لأريك سيغال، لأني أردت أن أهدي الرواية إلى إبنتي، رجعت إلى بداية الشارع للجلوس في مقهى الشابندر، التقيت صديقي نبيل بعد فراق طويل، لأنه كان يعمل بالتدريس خارج العراق، تعانقنا، سأل كل منا عن أحوال الآخر، تنبّهت فجأة إلى شاب يقف قريباً منا، سألت صديقي عنه، قال هذا ولدي بسّام، ضحكت ذكّرته بما حدث في بداية زواجه فضحك، التفت إلى ولده، سحبه من يده، قدّمه إلي قائلاً: هذا و لدي الذي لولاك لم تلده أمه، صافحته، رحبت به، سألته عن عمله، قال إنه يعمل مدرّس رياضيّات، قلت (من شابه أباه فما ظلم)، تشجّع الولد، سالني عمّا قصده أباه؟، ابتسمت و قبل أن أجيب، قال الأب: هذه حكاية قديمة سيحكيها لك صديقي بعد تناول الغداء معنا، حاولت التملّص من الدعوة، لكنّي لم أستطع، دعوتهما لتناول الشاي معي في المقهى، اعتذرا، أخذا منّي موعداً لملاقاتي بعد صلاة الجمعة، لاصطحابي معهما إلى البيت.
تصفحت كتاب أصنام المجتمع، سررت بمحتويات الكتاب من مواضيع، غادرت المقهى إلى الجامع، صلّيت، جلست أستمع إلى قراءة القرآن الكريم، كانت القراءة بصوت ذو شجن و بمقام الصبا الحزين، فاغرورقت عيناي بالدموع، بكيت بحرقة، أحسست بالراحة، تذكرت قول هنري مودزلي (( إن الحزن الذي لا يجد له منفذاً في الدموع، قد يجعل أحشاء الجسم تبكي ))، أُذن للصلاة، صعد الخطيب المنبر، تكلّم، اتهم المسلمين بالإبتعاد عن الله، فسر ما نحن فيه و ما يحدث، عذاب لنا في الدنيا، حذرنا من العذاب الأكبر في الآخرة، قلت في نفسي، لا بد أن الخطيب نسى أن المصلّين جاءوا يؤدّون الصلاة امتثالاً لأمر الله، طالبين منه العفو و المغفرة، و غاب عنه قول الله تعالى (( قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ))، و قول رسوله محمد صلى الله عليه و سلم (( إن الله أرحم بعباده من الأم على وليدها ))، أحسست بالضيق، قطعت صلتي به، أصبحت لا أسمع ما يقول، توجّهت إلى الله، حلّقت في أجواء روحانيّة قطعها صوت المنادي بإقامة الصلاة، قمت، صلّيت مع الجماعة، و خرجت فوجدت صديقي و ابنه ينتظران، ركبت معهما في سيّارته إلى بيته.
(4)
رحبت بي زوجة صديقي كثيراً، عاتبت زوجها على عدم دعوتي قبل ذلك اليوم، اعتذرت لعدم إخبارها بحضوري، قلت: إني لست بغريب، أجابت، (( لا غريب إلا الشيطان )) فضحكنا، بعد الغداء طلب بسّام مني إيضاح ما قاله أبوه في شارع المتنبّي، ضحكت، أخذت دور من يقوم بسرد القصص في ليالي الشتاء، و الصغار حوله، متلهفين للسماع و معرفة نهاية القصّة فقلت:
كان جدّك من معلّمي الرعيل الأول في مدينتنا، انتقل إلى بغداد قبل ولادة أبوك و ولادتي، لكني كنت أراه و أنا صغير في أيّام العطل الصيفيّة في مدينتنا، مرتدياً الدشداشة البيضاء و السترة (جاكيت) الصفراء، فوقهما العباءة السوداء و يلبس في رأسه السدارة الفيصليّة و ينتعل في قدميه مركوباً، و كانه أحد أبطال فلم (( سعيد أفندي ))، الذي مثله الفنان يوسف العاني، إلا إنني لم أتعرف على أبيك إلا في مرحلة الدراسة الإعدادية، و توثقت علاقتي به أيّام دراستي الجامعية في بغداد لأننا كنا ندرس في مجمع دراسي واحد يضم مجموعة من الكليّات، فأصبحنا أصدقاء، و تخرجنا في سنة واحدة، عيّن أبوك مدرّساً في المنطقة الغربية، و بقيت أنا أنتظر دورة ضبّاط الإحتياط في شهر شباط من السنة الجديدة، إلا أن الدورة ألغيت نتيجة لتغيّر الظروف السياسية، فعينت بعد أشهر موظفاً في الجامعة المستنصرية، و استمرت صداقتنا، فكنّا نلتقي دائماً و باستمرار حين يكون أبوك في بغداد و حين تسمح لنا الظروف، و بعد سنتين على تعيينه جاء أبوك يدعوني لحضور مأدبة العشاء لمناسبة زفافه، باركت له و تمنيت له السعادة و التوفيق في الزواج، و سألته عن سعيدة الحظ التي اختارها شريكة له في الحياة؟
قال: كان للمصادفة دور كبير في اختيارها للزواج.
قلت: كيف؟
قال: عينت مراقباً للامتحانات الوزارية في مدينة أخرى في المنطقة الغربية، و لما لم يكن هناك فنادق و لا مطاعم، كنا ننام في المدارس، يتناوب إطعامنا زملاؤنا المراقبون و المدرسون من أهل المدينة، و في إحدى دعوات الغداء، لمحت فتاة جميلة في بيت صاحب الدعوة، اعتقدت أنها أخته، أخذت أفكر فيها، سألت زميلاً من أهل المدينة عنها، قال إنها لم تكن مخطوبة و لا متزوجة، طلبت منه أن يفاتح أخاها و يطلب يدها زوجة لي، فجاءني الرد بالموافقة، جلست و أخوها و زميلي، اتفقت مع أخيها على إتمام مراسيم الخطوبة و عقد القران في يوم واحد نتيجة لبعد المسافة عن بغداد، و تم تحديد يوم عقد القران، و الإتفاق على المتطلّبات الأخرى للزواج، أخبرت عائلتي بما أقدمت عليه، تعاونوا معي، جهزوا جميع المتطلبات الضرورية للخطوبة و عقد القران، سافروا معي في اليوم المحدد، تم عقد القران، حددنا يوم الزواج، عدنا في نفس اليوم إلى بغداد، جهزت جميع متطلّبات الزواج بسرعة، سافرت عائلتي لإحضار العروس، و جئت أدعوك لحضور مأدبة العشاء و حفلة الزفاف مساءً.
حضرت إلى مطعم شباب الكرخ في المساء، كانت هناك فرقة موسيقية شعبية تستعمل الأدوات النحاسية، تعزف ألحاناً من الأغاني التي كانت شائعة في ذلك الوقت، تناولت العشاء، باركت لأبيك، بقيت حتى تحرك موكب الزفاف تتقدمه سيارة الفرقة الموسيقية، ثم سيارة العريس تتبعها سيارات المدعوّين إلى البيت حيث توجد العروس.
في اليوم الثاني سألت زميلة لي في العمل عن الهدية المناسبة التي تقدم لصديق دخل العش الذهبي، ضحكت، طلبت مني أن أدعوها للغداء، على أن تقوم هي باختيار الهدية، وافقت على الفور لأني أثق بذوقها، لكنها تمنعت بعد الموافقة، حاولت استفزازي، طلبت مني أن أتوسل بها، و أتذرع إليها، حتى تمنحني موافقتها، سكت، أمسكت بالقلم، كتبت أبياتاً من قصائد متفرّقة كانت تقدم ابتهالات و تذرعات إلى الإلهة عشتار، كونت منها قصيدة قصيرة، قمت من مكاني، قرأت القصيدة و كأني أقوم بمشهد تمثيلي على المسرح و هي جالسة على مكتبها أمامي فقلت:
أحمدك و أبتهل إليك
أيّتها الملكية السلطانة
القادرة المتألقة الجميلة
رحماك سيّدتي
انظري عليّ و ارحميني
انظري إليّ بالرضا
يا من لا يدرك انسان
ما تخفين و ما تقدّرين
ضحكت بفرح، امتلأت حيوية، زادت ثقتها بنفسها، رفعت سماعة الهاتف، كلّمت أمها، أخبرتها أنها ستكون معي بعد الدوام و أعلمتها بالسبب.
تناولنا الغداء في مطعم لطيف، تمشينا في منطقة الوزيرية الهادئة الجميلة، ركبنا إلى السوق المركزي، اختارت لي هديّة تنم عن ذوق رفيع، جلسنا في مقهى السوق في الطابق الثالث المطل على دجلة، أوقفت لها سيّارة أجرة، أردت إيصالها إلى البيت، رفضت، مشينا إلى موقف الحافلة، بقيت معها حتى تحركت الحافلة، لوّحت لها بيدي مودعاً، رفعت يدها و هي تبتسم ابتسامة عريضة، و غادرت ملوّنة مسائي بالفرح.
(5)
في اليوم الثالث بعد الزفاف، استقبلني أبوك في بيتكم بعد العصر، باركت له، قدّمت له هديتي، جلست قليلاً، كان أبوك في وضع غير إعتيادي، شعور من خيبة الأمل كان بادياً على وجهه، أردت الإنصراف دون أن أسأله، طلب منّي البقاء، اعتذرت، قمت واقفاً، أمسك بي، أجلسني، قال: إنّه يريد أن يكلّمني،
قلت: في وقت آخر
قال: إن الأمر لا يحتمل التأخير
قلت: ماذا تريد أن تقول؟
قال: إني لم أباشر زوجتي إلى الآن.
قلت بتحرّج: هل هذا هو وقت الدورة الشهرية لزوجتك؟ أم لم تكن لديك القدرة على ممارسة الجنس؟
قال: لا هذا و لا ذاك ...
قلت مستغرباً: ماذا حدث؟!
قال: خٌدعتٌ
قلت: ممن؟
قال: من أهل زوجتي
قلت: كيف؟
قال: لقد زفوا إليّ فتاة غير التي خطبتها !
قلت: ألم تر زوجتك في يوم عقد القران أو بعده؟
قال: حضر القاضي إلى البيت، و توكّل عن العروس أخوها، و لم أستطع رؤيتها حتى بعد عقد القران.
قلت: ماذا ستفعل؟
قال: سأطلّق قبل الدخول بها
قلت: لا تتسرّع، لأن العرب تقول (( الحامية تعَثرْ ))
قال: قل لي ماذا أفعل؟
لم أجب على سؤاله، أصبحت في حيرة، أطرقت قليلاً، سألته: هل يمكن أن تخبرني من هم أهل زوجتك؟
أخبرني ابوك معرّفاً بأهل زوجته، لم أتمالك نفسي، أصبت بنوبة ضحك هستيرية، بهت أبوك، نظر إليّ مستغرباً، قال: ماذا أصابك؟
قلت يا صديقي (( إن الذي يحكم بدون ان يزوّد نفسه بأقصى ما يستطيعه من العلم فإنه لا يستطيع تبرأة نفسه أنه حكم خطأ ))
قال: ماذا تعني؟
قلت: إن زوجتك هي البنت الوحيدة في عائلتها، إني أعرفها و أعرف أخوها، لأنها تخرّجت من الجامعة التي أعمل فيها، و هي فناة لطيفة، و أخبرته بإسمها و إسم أخيها، تغيّر وضع أبيك، خف توتره، قمت واقفاً أريد الإنصراف، أمسك بيدي، أجلسني للمرة الثانية، استأذنني فترة قصيرة، رجع بصحبة زوجته، صافحتني أمك، سألتها عن أخيها، طلبتٌ منها إبلاغه تحيّاتي، سلّمها أبوك الهديّة، فانسحبت بحياء.
قلت لأبيك: لقد أحسنت المصادفة باختيار زوجة مناسبةً له، و نصحته بمعاملتها معاملة الزوج للزوجة، فوعدني، و ودّعني إلى الباب و قال: سأتّصل بك غداً صباحاً.
رنّ جرس الهاتف في العاشرة صباحاً أثناء العمل، رفعت السمّاعة، كان أبوك على الخط، أخبرني و هو يضحك أن الفتاة التي لمحها في بيت زوجته، كانت من أقرباء العائلة، جاءت تساعدهم في إعداد الوليمة و شكرني و شكر المصادفة التي وهبت له زوجة لطيفة مناسبة.
قالت الأم: لقد أهملني ثلاثة أيّام، كنت فيها أعاني الغربة و أشدّ حالات الإحباط، لا أعرف ماذا أعمل، و لم أستطع أن اسأله عن السبب ...
قال الإبن: أهذا تفسير ما قاله أبي؟
قلت: نعم
قال: ظننت شيئاً آخر
قلت: ماذا؟
قال: ظننت أنت الذي ساعدته في اختيار أمي زوجة له أثناء عملك في الجامعة
قالت الأم و هي تضحك: الحمد لله لم يكن ظنّك شيئاً آخر، فضحكنا جميعاً.
قمتٌ واقفاً أريد الإنصراف، شكرت لهم حسن الضيافة، طلبت منهم ان تكون الزيارات متبادلة بيننا، هممت بالخروج فقال الإبن فجأة: لي علاقة حب متبادلة مع زميلة لي، لكن ابي يرفض زواجي بها!
سألتُ الأم إن كانت تعرفها؟
قالت: إنها فتاة جيدة و لطيفة.
سألت الأب: لماذا يرفض زواج ابنه من فتاة يعرفها و تبادله الحب؟
قالت الأم: إنه يريد له زوجة من أقربائه
قلت للأب: لا تضع ما حدث في الماضي موانع في طريق الشباب، دع الشباب يقرر ما يريد بنفسه، و قلت ما قاله أحد شعراءنا المعاصرين (( إن الغد يصنعه أهله، و لا يأتي جاهزاً كمنحة أو هبة، إن حاضرنا بائس، فلننقذ مستقبل أجيالنا )).
قال الأب: أردت له زوجة تساعد أمه في إدارة البيت، و لكن ما دامت الأم موافقة، فإني موافق أيضاً فعم الفرح الجميع، و طلبوا مني أن أكون معهم في يوم الخطوبة، و أشارك في احتفالهم في عقد القران، فوعدتهم و هم يودعوني و أنا أركب بجانب صديقي في سيّارته لإيصالي إلى البيت.
طلبت من صديقي إيقاف السيّارة للنزول قبل الوصول إلى البيت، فأوقف سيّارته، و جدّد لي الدعوة لحضور خطوبة و عقد قران ولده وودّعني، فمشيت عائداً في الطريق الذي قطعته صباحاً، و فكّرت بدعوة صديقي لي و في حفلات الزواج و المآتم و الأحزان الجماعية و مواكب العزاء التي تقام في العالم اليوم، فأيقنت قبل دخولي إلى البيت أنّها امتداد (( لعقيدة الخصب )) و ما رافقها من طقوس و فعّاليّات التي كانت قد وجدت قبل أكثر من خمسة آلاف سنة في بلاد الرافدين.
21/3/2006
*المعلومات عن quot;عقيدة الخصبquot; وتأثيراتها مقتبسة بتصرّف من المراجع الآتية:
1.أدونيس ndash; دراسة في الأساطير و الأديان الشرقية القديمة ndash; تأليف السير جيمز فريزر. ترجمة جبرا ابراهيم جبرا ndash; منشورات دار الصراع الفكري ndash; بيروت.
2. تأمّلات في إلهة قديمة ndash; جبرا ابراهيم جبرا ndash; مجلة آفاق عربية العدد الثاني السنة السابعة تشرين أول 1981.
3. (( تمّوز )) تراث أصيل في حضارة بلاد وادي الرافدين ndash; الدكتور فاضل عبد الواحد علي ndash; مجلة آفاق عربية العدد الثالث السنة السابعة تشرين الثاني 1981.
4. عشتار و مأساة تموز ndash; الدكتور فاضل عبد الواحد علي ndash; دار الشؤون الثقافية العامّة / وزارة الثقافة و الإعلام ndash; بغداد 1986.
5. من ألواح سومر إلى التوراة ndash; الدكتور فاضل عبد الواحد علي ndash; دار الشؤون الثقافية العامة / وزارة الثقافة و الإعلام ndash; بغداد 1989.
التعليقات