... فضيحة البعث الصامد؟

الدجل والتدليس والضحك على ذقون الجماهير ظلت على الدوام هي السلعة الرائجة والبضاعة المفضلة لأنظمة الموت الفاشية التي تتذرع وتتحجج على الدوام بشعارات الصمود والتصدي والثورة وغيرها من الخزعبلات التي أكل عليها الدهر وشرب ومازال (مغفلو) الأحزاب والجماعات الثورية الناعقة في عالمنا العربي يرقصون على أنغامها وإيقاعاتها الزاعقة بغير حساب؟ ولعل الفضيحة الأخيرة والمخجلة لإنكشاف دور المخابرات السورية في التعذيب (الأممي) يثبت أن العولمة قد دخلت لعالم الأنظمة العربية الشمولية من خلال التعذيب والذي هو فن الفنون وسر تألق وبقاء تلك الأنظمة التي يتذرع زعمائها ويبرعون بحكايات وأساطير الصمود والتصدي فيما يمارسون في الخفاء كل أساليب الخنوع وصور الإنبطاح الذليل ، ويتفننون في تعذيب شعوبهم ويذهبون إلى أبعد المديات لإرضاء (أولي الأمر) في الغرب البعيد طلبا للنجاة والإفلات من يوم كان عبوسه قمطريرا؟.

وحكاية نظام البعث السوري مع ملفات التآمر الدولية حكاية طويلة وموثقة ومعروفة أكدتها حقائق حرب الأيام الستة التي فقدت من خلالها (هضبة الجولان) المنيعة عسكريا في ثواني عام 1967 ولم يتسن حتى اليوم أي أمل لإعادتها للحظيرة وللسيادة العربية السورية رغم كل جعجعات الرفاق في دمشق؟ ورغم كل صور وملفات وتصريحات التوازن الستراتيجي؟ لقد ذهبت الجولان كما عرف فيما بعد ثمنا لتربع رفاق البعث على السلطة في الشام؟ كما ذهبت كضحية ثمينة من ضحايا إستهتار أنظمة الموت الشمولية بكل صور وصيغ السيادة والكرامة ، لقد فعلها البعث العراقي البائد حينما قدم (شط العرب) كهدية من ذهب لنظام الشاه الإيراني البائد وأكدوا فيما بعد على تخليهم عنه للخلفاء من آيات الله وحججه الذين يقضمون الخليج العربي ويحاولون إقامة إمبراطوريتهم الصفوية الجديدة مرورا ببغداد النازفة ودمشق الأسيرة وبيروت التائهة ، والبعث السوري وهو يمارس ساديته على ظهر الشعب السوري ويتفنن في توجيه الإتهامات بالعمالة والجاسوسية للأصوات السورية الحرة ، ويفتح السجون على مصاريعها أمام كل صوت حر لا يخجل من إتباع سياسة النفاق المريضة والتزلف الأشد مرضا ، ليجعل من أرض الشام الحرة مذبحا تعذيبيا ومسلخا بشريا رهيبا لخدمة الأسياد في الشرق والغرب ، وها هي التقارير الدولية والصحفية الموثقة تفضح النزر اليسير من الحقائق المتسربة حول ما يجري من فظاعات للتعذيب في مقرات المخابرات السورية تجير لخدمة الأمريكان الذي يدعي النظام كذبا أنه يقاوم مخططاتهم؟؟ و ها هي لعبة الأمم تفصح عن وجهها البشع لتؤكد سيرة ومسيرة نظام ما عرف بغير التآمر وإذلال الشعب الذي يحكمه بالحديد والنار؟ وها هي الحقائق المرة تتحدث عن نفسها لتفضح الخونة والمنافقين وهم يعيشون تداعيات أيام الحساب العسيرة القادمة؟.

لقد قلناها ونقولها وسنقولها من أن الأنظمة التي على شاكلة النظام السوري لا تملك من عناصر القوة والشرعية سوى ما تبدع به أجهزة مخابراتها من قمع وتنكيل وتعذيب؟ وإن الجيش الوحيد الذي يدافع عن تلك الأنظمة هي قطعان أجهزة المخابرات وهي بطبيعتها جبانة لا تقوى على مجابهة الشعب وتتبدد في أول مواجهة علنية؟ لقد رأينا تهاوي وإنهيار جهاز (السيكوريتات) الروماني الرهيب الذي كان يسند حكم الدكتاتور الشيوعي المقبور نيقولاي شاوسيسكو أمام إنتفاضة جماهير بوخارست في أواخر عام 1989 وحيث لم يستطع ذلك الجهاز الرهيب من حماية قائده وهو جثة مرمية في مزبلة التاريخ وعلى ثلوج رومانيا؟ كما شاهدنا بالصوت والصورة تلاشي أجهزة المخابرات العراقية في يوم سقوط صنم البعث العراقي البائد ، وسنشاهد لا محالة صورا قريبة مفرحة لإنهيار بقايا الفاشية وأنظمة الرعب والموت والدمار ، وفضيحة ممارسات التعذيب في مقر الفرع (235) السوري المعروف بفرع فلسطين لا تختلف عن ممارسات مخجلة ومقرفة تقترف في الفروع الأخرى مثل الأمن السياسي أو فرع (279) الشهير أو المخابرات العامة أو مخابرات القوة الجوية في شارع بغداد وغيرها من المقرات السرية والتي يعرفها الشعب السوري جيدا لأنه سيقتحمها قريبا ليدشن فجر الحرية وليعجل بإنهاء ليل الطغيان ، تآمر البعث السوري ضد الإنسان السوري لم يعد موضع شك؟ ولا ادري ماذا سيقول حلفاء النظام في طهران وأذنابهم في (حزب الله) وهم يعايشون الفضيحة المدوية؟ أغلب الظن أنهم سيقولون أنها (دعايات إمبريالية صهيونية)!! ، ولكن الحقائق قد كشفت وما على الشعب السوري إلا تقريب يوم الخلاص وهو يوم لو تعلمون عظيم لأنه سيكنس (نواطير وعملاء الأجنبي) من أرض الشام بشكل نهائي وفضائحي ، فوجود تلك الأنظمة هو فضيحة تاريخية وإنهيار تلك الأنظمة القريب سيكون فضيحة أكبر... إنه موسم تساقط الطغاة وكشف عوراتهم.

[email protected]